عندما يتشابه البشر – بقلم الدكتور محمد حسن ألشغري – كفرياسيف
جاء في ألقرآن ألكريم: يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم ان الله عليم خبير : وهنالك مواقع أخرى يشار اليها بان ألناس سواسية كأسنان المشط ولا فرق بين شخص وآخر من بني البشر الا بالتقوى ومحبة بني البشر لبعضهم البعض والتنافس على عمل الخيروالسلوك الحسن ونعفو عن الذي يسئ لنا بحدود المعقول،وهنالك مواضع كثيرة في الكتب السماوية المنزلة كالتوراة والانجيل تشير الى نفس المعنى وتصب في نفس القالب مهما كانت عملية القولبة،لماذا الانسان بعيد عن الوصايا العشر؟ ما هو الدافع والأسباب لذلك؟ لا هنالك مواضع من الصعب التماثل معها حتى ولو كانت قليلة،لكن لها اثر كبير جدا على حياة الانسان ومجموعة بني البشر من مختلف الملل والنحل والديانات وحتى الذين ليس لديهم بمفهومنا كتاب نحن ما نسمي انفسنا بالمتحضرين! البوذييون مثلا أوالذين يعبدون البقرة أو يقدسونها وان قامت باي عمل حتى ولو كان مدمرا، فانهم أي الهندوس لا يسمحون بايذائها أو النيل منها كما هو الحال في الهند ذلك البلد الذي يزيد عدد سكانه عن مليار+400 مليون انسان البقرة هناك مقدسة هم أحرار في معتقداتهم واعتقاداتهم ويحرمون أكلها وذبحها واستعمالها في الزراعة مثلما كان الفلاح الفلسطيني يستخدمها في حرث الأرض والساقية واستخدامات أخرى في بلادنا اذ كانت تستخدم للحرث والزرع ولحمه للطعام خصوصا لحم العجول الصغيرة،لكن هل هذا معناه أن يقوم الهندوس بظلم بني البشر؟ والتمييز بحقهم؟ لا وألف لا ولم نسمع عن حروب نشبت بين بني البشر هناك على أساس عرقي مثلما هو الحال الذي كان قبل 150 سنة في الولايات المتحدة الامريكية الحرب ألاهلية بين البيض والملونين خاصة السود منهم والذين يسمونهم بالعبيد السود الحرب الاهلية التي دارت رحاها في أمريكا وأسفرت عن مقتل آلاف ألابرياء ومن الطرفين فالامريكي هو السيَد وباستطاعته عمل كل شيء له الأرض التي استولى عليها من اهل البلاد ألاصليين الذين لهم حضاراتهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وأرضهم التي استولى عليها الامريكيون القادمون الجدد ونكلوا بهم واستعبدوهم واقتصوا منهم وسنَوا القوانين العنصرية وساد التمييز العنصري في جميع الميادين والنواحي من المدارس بمراحلها المختلفة من رياض الأطفال والبستان والتمهيدي والابتدائي والاعدادي والثانوي والجامعي والكليات وانتقلوا من المؤسسات التعليمية الى نواحي الحياة ألاخرى كالمطاعم والمقاهي والفنادق وباقي الأماكن التي تقدم الخدمات،جميع هذه الأماكن أضحت حكرا على البيض والسود هم الخدم يعملون ربما بلقمة العيش،وكم حسن لو استطاع منكم قراءة ودراسة كتاب المؤلف: أليكس هيللي "جذور" باللغة العربية مترجم وتعليمه الى أولادنا ليطَلعوا على الظلم والعذاب الذي كان من نصيب هؤلاء السود- العبيد،وفي الكتاب شرح هام حول العلاقات بين السود سكان البلاد الأصليين وبين البيض المستعمرون القادمون المتسلطون على الانسان والأرض ويعتقدون بانه لا يوجد غيرهم على سطح هذه المعمورة.
جاء من وقف وحرر ومنهم الزعيم ابراهم لينكولن وغيره ومن اتباعه مارثن لوثر كينج والذي اغتيل في عام 1968 بعد أن كان قد زارملكة السويد واجتمع مع رئيس وزرائها حين ذاك طيب الذكر أولوف بالميه والذي اغتيل على يد مجرم لم يعرف من هو حتى ألآن!!وحينها ألقى محاضرات في جامعة ستوكهولم عندما كنت طالبا جامعيا هناك.
العنصرية تغلغلت ومازالت متغلغلة والتمييز ضد المواطن الأسود والملون والمهاجر والقادم وغيرهم،هم الذين بنوا وأقاموا وشيَدوا المباني الشاهقة والمؤسسات وكل شيء،والأبيض هو الرئيس المتسلط ألآمر الناهي،وانتهت الحرب الاهلية قبل قرن ونصف،لكن العنصرية والتمييز والغبن الاجتماعي والأخلاقي ما زال قائما وهنالك عدة هيئات ومنظمات همها الأساس هو الاستمرارية فهذه السياسة التمييزية التى اندلعت في فرجينيا واشتعلت النار مجددا والعديد من المنظمات والجمعيات العنصرية طفت من جديد بعملها وليس بسياستها الموجودة والتي كانت تمارسها بين الفينة وألاخر اما باخفاء ما يقومون به من هذه السياسة التي من المفروض ان يستنكرها وبقوة كل من يمَت للإنسانية بصلة،لكن حيث أن هذا الامر لا يحدث فنحن نستنكر بدلا منهم وبدلا من أن تقوم هذه الجمعيات والهيئات التحريضية والعنصرية ببذل الجهود لمستقبل افضل لهم ولغيرهم من بني البشر،فانهم يغذَون الكراهية والحقد والتمييز والشعور بانهم الأعلى والأفضل لانهم بيض البشرة واللون،مع انهم يعلمون علم اليقين بانه لا يوجد أي فرق بينهم وبين غيرهم من بني البشر،لكن الذي يغذي أفكارهم هم العنصريون الذي نشؤوا وترعرعوا على هذه الأفكار الهدامة للمجتمع الذي يعيشون بين ظهرانيه لانهم ترعرعوا على الحقد والكراهية والاستعلاء عل الغير،مع انهم هم الذين أتوا الى أمريكا ووجدوا مواطنون فيها،لكن لونهم اسود وليس على شاكلتهم .
الرئيس الأمريكي رونالد ترامب استنكر وشجب بخجل شديد وصرح قائلا: يجب علينا استنكار هذه الاعمال التي يقوم بها هؤلاء ومن الطرفين! ياسلام !! حتى التلفاز الإسرائيلي انتقد هذا الاستنكار ومن الطرفين!؟ وبعد ذلك حاول اصلاح "استنكاره ومن الطرفين"،لقد ذكرني هذا الاستنكار عندما يقوم بعض السياسيون باستنكار اعمال يقوم بها متطرفون يهود ويشيرون"نستنكر مثل هذه الاعمال ونطالب كل طرف بالكف عن تكرار مثل هذه الاعمال مستقبلا" طرف يفعل وينفذ ويستحق الشجب والاستنكار،وطرف لا ناقة له ولا جمل حصريا في هذا العمل ويستنكرون! ماذا يستنكرون ؟شيء مؤسف أن يقوم زعيم العالم ويساوي بين المظلوم والمغلوب على امره والمميز بحقة وبحقوقه والتي يعتبرونها في أمريكا غير متساوية للبيض على الرغم من انتهاء الحرب الاهلية والتي مضى عليها 150 عام.
وصلنا الى نقطة اننا بشر وكلنا نمت الى الإنسانية وكلنا من آىم وحواء والدين لله والوطن للجميع،ونامل ان يتعظ كل من يعمل وينادي باستمرارية التمييز ضدنا كعرب في هذه البلاد نحن المواطنون الاصليون ومعنا من كان هنا في هذه البلاد تطلعوا الى المستقبل الزاهر عندما يحل السلام وللشعب الفلسطيني دولة الى جانب دولة إسرائيل ويسود ألامن والأمان والسلم والسلام وكل خير للجميع.