"نظرةٌ في العمقِ"
تأليف:شريف صعب-أبوسنان
بعدَ أن طارتِ الرّوحُ وغابت لحظةً نحوَ النّجومْ
بعدَ أن غاصَ فؤادي...ومِدادي في... سراديبِ
الغيومْ
بعدَ أن أصبحَ جسمي آلةً،لا خيرَ فيها
بلْ...همومْ
بعدَ أن عافَ ودادي وسُهادي كلّ ذِكرى أو لقاءْ
كادَ وهجُ الوهمِ يخبو في كوابيسِ الشقاءْ
أينَ نحنُ من عيونِ الوحيِ،لو جنّ الجنونْ
مَن أنا،مَن أنتَ....إلّا قطرةٌ في بحرِ ماءْ
من أنا،بلْ أنتَ قُلّي،مَن تكونْ!؟
...حتّى لو كنتَ كما نمرودَ،فاعلمْ أنّ للرّبِ
ضِياءٌ وسناءْ
كلُّ هذا الكونِ لا يسوى بعوضَهْ...
أو غشاءْ
هذهِ الدّنيا،كمَا كانتْ،رحابَ الأتقياءْ
فاتركِ الوهمَ تعشْ في رحمةٍ...فما لقمانَ
إلّا زهرةً،كانتْ فأعياها الهوى،ثمّ استحالتْ خنفساءْ..
وما قارونَ وهارونَ أو باشا العربْ،
سوى قصّةْ...عناءْ
...كلّنا يسبحُ في بحرٍ منَ الغَدرِ وأحيانًا
بقَدْرٍ....من وفاءْ.