العم الراحل ابو زيتون ونكهة في باب الحواصل بقلم زايد خنيفس
19/08/2017 - 08:03:03 pm

العم الراحل "ابو زيتون" ونكهة في باب الحواصل

 

بقلم زايد خنيفس

عندما ننشر هذا الموقف فإن المرحوم (ابو زيتون) الياس زيتون مشيعل يكون في السماء مع الله فهي اجمل محطة قد يصلها الانسان بروحه الطاهرة وابو زيتون التقيته برفقة رئيس البلدية الاسبق ناهض خازم والبروفيسور زاهر عزام وصديقي الدكتور كميل عزام قبل اسبوعين فقط في بيته في واجب معايدة مريض غادر العم ابو زيتون المشفى بعد وعكة صحية وصافحته عند الدخول وجلست مقابل سريره كان ينظر نحونا ولم تفارق وجهه الابتسامة والحقيقة لم اصدق خبر وفاته لكن الساعة الاتية لا ريب فيها وموعد السماء يأتي من خالق الكون والسماء والانحاء والكواكب السيارة في خسوفها وكسوفها واثناء جلستنا التي توجت بفنجان قهوة من يد صاحبة البيت الفاضلة (ام زيتون) وتوجّتها حبة بوظة من ايدي الاحفاد فهنا وفي الطابق السفلي حوّل (ابو زيتون) المكان للقاء العائلات من كل البلاد والبلد في فرحة وابتسامة عندما تأخذ حبة البوظة بمذاقها الفريد ومستكاها نحو الشفاه والواقع الجميل اصبحت بوظة ابو زيتون رمزا من رموز شفاعمرو لشقاء الاباء والاجداد، وعندما لم تكن الحياة سهلة حيث بحث الناس عن لقمة العيش ومحطة ولقاء بوظة ابو زيتون لم تكن النكهة في مركبات المنتوج بل في نكهة صاحبها وعائلة ابو زيتون الصغيرة والكبيرة تحلت في الادب والاخلاق والكلمة الجميلة فهنا تستقبل في ابتسامة وتودع بضحكة من القلوب المخلصة.

اذكر أني التقيت (ابو زيتون) بعد الاحداث المؤسفة في شفاعمرو قبل ثمانية سنوات على هامش "زيارة خاصة" واعداد مقالٍ حول جذور لقمة عيشه التي تعود الى سيدة فاضلة بحثت في باب الحواصل عن سترة حالها وعندما تحدثت مع العم وزوجته الفاضلة اتفقنا بأن شيطان شفاعمرو تغلب في لحظة على عقول اولادنا شاهدت وانا اتحدث مع صاحب البيت مسحة الحزن على وجهه ووجه زوجته الفاضلة فلم يصدقا ما حدث مع ابناء بلدهم وبعد ان طالتهما شرارة من تلك الاحداث والتي تعاهد الشفاعمريون مع انفسهم بنسيان تلك الصفحات البائسة من تاريخ مدينة عرفت على مدار السنين كيف تنهض على رجليها بعد سقطها ولان فرسانها يعرفون دائما ظهور خيولهم والاصيل يعرف دروب البر والسفوح المشتاقة الى احرارها.

لكن سرعان ما هرب شيطان شفاعمرو الصغير وتغلبت ابتسامة الامل بغد اخر وامال ابو زيتون على كل الحالات الحزينة. لقد كان المرحوم وجه شفاعمرو الجميل وسيبقى من رموزها نتذوق نكهة المسك ونكهة اخلاق وادب وقيم نتذوق ونتعلم كيف تبقى شفاعمرو في الطريق (نحو باب الحواصل) اصيلة باهلها الذين رحلوا ولم يتركوها ابدًا، (وابو زيتون) تلك الزيتونة الخضراء التي ستبقى خضراء في بصماتها نحو كل الاحياء.

رحمك الله واسكنك فسيح جناته.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق