ارحموا من في الأرض- بقلم الدكتور محمد حسن الشغري – كفرياسيف
يستقبل المسلمون في البلاد وفي العالمين العربي والإسلامي وسائر انحاء العالم وكذلك الموحدون الدروز يوم الجمعة ألاول من شهر أيلول للعام 2017 أول أيام عيد الأضحى المبارك المصادف العاشر من شهر ذو الحجة للعام الهجري 1438 وبهذه المناسبة العطرة نتمنى لجميع المحتفلين بهذه المناسبة السعيدة و لغيرهم كل الخير والبركة والامن والأمان والسلم والسلام والاستقرار التام وان تتكلل جميع الجهود المبذولة لاحلال السلام والوئام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بالنجاح ويتم الإعلان عن إقامة دولة فلسطين الى جانب دولة إسرائيل وفي حدود العام1967- حزيران ويتم تبادل الوفود المهنئة كل طرف بمناسباتها العطرة والسعيدة.
مرَت البلاد بأزمات سياسية واجتماعية واقتصادية،ربما مثلها مثل بلدان كثيرة تطورت تلك وكذلك نحن،لكن ليس كما نريد ومن أهم الأمور التي يجب أن نشير اليها هي ألاوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة الذي لا ينخفض،بل يزيد من فترة الى أخرى على الرغم من موجات الاحتجاجات والتظاهرات،لكن دون جدوى وهنالك عدة أسباب رئيسية أهمها ان الغالبية العظمى من الناس لا تكترث ولا تهتم،وربما هم من أولائك الذين يقولون:"اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب"لكن الجميع يعلم أن السماء لا تمطر لا ذهبا ولا فضة،لكن هذه الأفكار لا تقود ولا توصل الى ان يحصل الانسان على شقة يؤوي اليها هو وأولاده وزوجته او بنفسه،خصوصا بعد الغلاء الفاحش باسعارلهذه المنازل والتي يصل سعر بعضها الى 4ملايين شيكل! ربما المواطن اليهودي يستطيع ذلك بعد حصوله على القروض طويلة الأمد والمنح والمساعدات والتخفيضات لاسباب كثيرة لا نعلمها نحن عرب هذه البلاد!!وتمنح لاسباب منها الواضحة ومنها غير الواضحة ،بل حتى السرية منها،وبامكانهم السكن حتى في القرى التعاونية والزراعية والكيبوتسات وهنالك شركات يتعاملون معها كحلميش وعميدار وغير ذلك من الأسماء ودور للمسنين والمتقاعدين(ولنا عودة الى هذا الموضوع) هنالك مؤسسة مشعان أي ما يمكن الاستناد عليه تبيع شققا ودورا سكنية للمسنين اليهود بأسعار ربما تكون معقولة،ومتى يأتي دور المسن العربي؟ لا نعلم ربما؟؟!! وهنالك من هم من التمولين من اليهود الأثرياء والذين بإمكانهم توفير المسكن لاولادهم أو أنسبائهم؟! والذي يتقاضى راتبا يصل الى المليون شيكل أو اقل من ذلك ومنهم من يتقاضى راتبا يصل الى 50ألف شيكل وهؤلاء ربما يعوَل عليهم عن الضرورة أو الرغبة من الذي يقرر المساعدة ويسجلها كمصاريف لمصلحته؟؟؟!!
مجتمعنا العربي بغالبيته ليس باستطاعته عمل ذلك،وربما تجد بعض الأشخاص! وهؤلاء لا يعوَل عليهم كشريحة بحث لانهم قلَة،وتبقى لنا ألآن ألملبس والمأكل وهنا الطامة الكبرى،ولنبدأ بالملبس،فستان العروس يصل الى 10آلآف شيك أو ضعف هذا المبلغ وهنالك من يشتريه من المجتمع العربي وعن أسعار القمصان والملبوسات ألاخرى التي لها علاقة بالعروس والشبينه والعريس وألاشبين فحدث ولا حرج عن ثمن الحذاء ألخ... وهذه حالات واقعية وغيرمبالغ فيها وحفل الزواج والتكاليف الباهظة التي يتكلفها هؤلاء،وكما يقولون"الذي يتزوج في الدينَ فان أولاده يأتون بالفايض"أليس هذا ما تذكرونه لنا يا جداتنا؟ فالمتنزهات أصبحت متنفسا للذين يودَون تقديم وجبة تناول الطعام،وكم من هذه الوجبات يا حرام تكون مصيرها براميل القمامة؟ ومعظم الناس يتفاخرون بالعدد الكبير الذي حضر وشارك،وباحصائية موثوقة ذكر أن تكاليف العرس تترواح مابين 200-300ألف شيكل على ألاقلّ!! والهدايا التي تصل الى ألاهل المحتفى بهم حتى لو كانت قريبة من مبلغ التكاليف،الا انها لا تسدَ ولا تفي لانك في المستقبل ستقوم يتسديد هذه المبالغ،فهي تقع ضمن ألديَن!!وحبذا لو نتقي انفسنا ونقررقيمة الهدية ولتكن متواضعة السعر والتكاليف وكذا التقليل من عدد المدعوين،واتذكر المشايخ من الموحدين الذين ذكروا- وقرروا أن الهدية هي بهذا المبلغ أو هذه القيمة فشكرا لهم وحبذا لو يحتذون.؟!.
في عيد الأضحى المبارك عيد نحر الاضاحي حبذا لو كانت هنالك مشاركة في ألاضحية!وهذا حتى دينيا مسموح وجائز،لان الله لايحمل نفسا فوق طاقتها هذا أولا،وثانيا من قال أنه يتوجب علينا أن نبقي كانون الشواء مشتعلا لخمسة أيام العيد؟ أو لاربعة؟ يجب أن نكتفي بيوم واحد،وآخر احتياطي وهذا في ما نذر!!ولا تبادروا الى القول بان هذا الاقتراح نابع عن البخل؟لا وكلا وال لا وكلا،كم هو جميل ان يتم تناول الطعام مرة عند شخص وأخرى عند غيره،تبادل منه التوفير ومنه الاجتماع "وأللَمة’"نتزاور نلتقي نتناول الطعام ونمضي الساعات في مثل هذه المناسبة العطرة!واليوم هنالك تقليعة أن تسافر العائلة الى خارج البلاد وتختار فنادق5نجوم وتتكلف آلاف الشواقل وبعد العودة يوقدون الكانون وتبدأ عملية الشواء من ألمراحل الأولى وحتى"اكتساب الوقت والفرصة"وكاننا ننتظر العيد لشواء اللحوم!ربما يكون الامر مناسبا لو اننا ما زلنا نعيش مثلما كان ذلك قبل50-60عام حيث كان كل ما في الذبيحة يؤكل واسألوا ألآباء وألاجداد عن ذلك ومن ليس لديه الجواب فنحن على استعداد لذكرالعائلة والجزار الذي كان يطوف القرية ليبيع لحم ذبيحته!!رزم الطعام أو بالمال ،اليوم على الغالب معظم الناس بخير والحديث يدور عن المجتمع العربي والذي على الغالب لا يتلقى المساعدات الحكومية وربما هنالك أصحاب الخير الذين يجودون في مثل هذه المناسبات السعيدة بالملابس وبغيره،لكن المجتمع اليهودي هنالك العديد من الجمعيات والمؤسسات في البلاد وخارجها تموَل وتدعم وتقدم وهذا لا يكفي،وللمعلومات هنالك ملابس تصل الى البلاد بعد ان يكون الأمريكي أو غيره ارتداها مرة أو اكثر،وتصل الى البلاد في رزم ضخمة وتباع في المحلات التجارية على انها من المصنع ويتقاضون ثمنها غاليا!! ونحن نشتريها ونتفاخر بسعرها وفي مناسبة العيد أسعار الفواكه في العلالي وكذا اللحوم والاسماك وبالمناسبة يصل ثمن كغم سمك الدينيس- ألاجاج 60 شيكل ولو حوَلت ذلك الى عملة أوروبية كالكرونة مثلا فانك في هولاندا والدول الاسكندنافية فانك تشتري 7-6كغمَ!الحكومة لا تراقب الأسعار والتجار يستغلون المواطن المسكين وليس من الضرورة أن يكون محتاجا هو قنوع وراض ويتقاضى الحد ألادنى من ألاجور ويعيش مستور الحال،فلماذا يتوجب عليه ان يكون محتاجا؟نحن بحاجة الى التوعية والاستهلاك الصيص وعدم التبذير حتى لو كانت امكانياتك المادية جيدة فالحكومة لا تراقب الأسعار-فوشطه-ومدارسنا لا تدرَس علم الاستهلاك والهستدروت في خبركان على الرغم من أن الأعضاء العرب يدفعون الرسوم ولا يستفيدون من الخدمات!واسعار اللحوم في العلالي وبثمن كغم عبور تشتري في أوروبا نصف خروف على الرغم من أن بعض الهيئات لها برامجها ونحن لا نتحدث عن أسعار ألاضاحي،بل عن أسعار اللحوموهنالك تخفيضات عند بعض الجزارين ولحمتهم معتبرة جدا فلا تحاولوا الصرف الزائد،بل فرَحوا أولادكم واقتصدوا ولا تقتروا وكل عام والجميع بالف خير وبركة وسلام.