الشئ ان زاد عن حده - بقلم الدكتور محمد حسن الشغري – كفرياسيف
انتهت هذا ألاسبوع جميع الاحتفالات والمناسبات الأخرى للاحتفال بعيد ألاضحى المبارك والذي حلَ على المسلمين والموحدين من بني معروف في هذه الديار وفلسطين وفي جميع اقطار العالم وفي العالمين العربي والإسلامي،لقد فرح من فرح ان كانت هذه المناسبة تعني له الكثير،ومنهم من لم يحتفل لاسباب وظروف مختلفة وهي تذكره بوالده او والدته أو أي من الاهل والاخوة والاخوات الذين غابوا عنه أو غيبَهم من غيبهم،ومنهم من يقبع في السجون من إسرائيلية وغيرها،اما لاسباب سياسية أو غيرها،لقد مرَ عليه هذا العيد كغيره من الأيام،بل ربما تنغصت حياته والساعات التي قضاها غيره من المحتفلين،حسرة في النفس والقلب ونقول:رحم الله الموتى جميعهم وأفرج عن المسجونين وتحسنَت حياة الجميع والتأمل بستقبل افضل لهم ولغيرهم ولجميع الذين بحاجة الى إيجاد الحلول وعمَ السلام والامن والاستقرار والرفاه الاجتماعي والصحة والاستقرار وكل ما يتمناه المرء لهم كل الخير.
هنالك قسم كبير من المحتفلين توجهوا الى خارج البلاد وأمضوا هذه الأوقات في فنادق خارج البلاد ظنا منهم أن ذلك افضل ولتغيير الجو،لكن لا يوجد افضل من "اللمَة" بحضور ألاولاد والانسباء والاحفاد والعائلة لقد صرفوا ألاموال سواء الدولار أم اليورو واستحموا حيث لا يسالونك ان كنت عربيا عندما تقترب منهم أو ينفرون كونك مسلما أم من دول غير أوروبية،والفنادق التي يرتادها معظم المستجمين هي بمقتضى الشمولية في كل شيء معتقدين أن ذلك أوفر لهم،لكن الحقيقة هي أسهل خصوصا ان كنت بصحبة صغارالسن لان متطلباتهم كثيرة من مياه الشرب الى المشروبات الغازية والمثلجات وغير ذلك من المشهَيات والكعك والوجبات المختلفة الألوان والاشكال والمشهيات الكثيرة وغير ذلك من الأطعمة والمأكولات والتي لو وزعوا ما تبقى من الطعام بعد أن يأكل النزلاء لكان كافيا لاطعام أهالي قرية بأكملها وجميعهم على سبيل المثال ودون مبالغة،لان الذي يتركه النزلاء في المواعين والصحون غير معقول,وهو كميات هائلة لاتتصوروها هي كثيرة وهذا غير مقبول لا دينيا ولا اجتماعيا ولاأخلاقيا ولا حتى سلوكيا،فكيف تسوَل لهؤلاء أنفسهم الإبقاء على هذا الطعام والفواكه والمحليات وغير ذلك؟ ألايعلمون بان هنالك الملايين من بني البشر ومنهم الذين لا يجدون لقمة الخبز عندهم؟ فكم بالحري عندما نتحدث عن وجبات كاملة متكاملة من لحوم واسماك ودجاج ونقانق وغيره وغيره والله هذا شيء حرام حتى لو افترضنا انهم تكلفوا مبالغ كثيرة في شراء هذه الرزمة السياحية،لنفترض أنك قبلت أن تتكلف ألف دولار بما يسمى"هكول كلول"هذا لا يعني أنه يتوجب عليك أن تصرف بما تكلَفت!! ومن استبيان اتضَح أن معظمهم هيك!؟ ولا يهمهم شيء،صحيح ان الغالبية العظمى من المستجمين- السياح تنهج بلا تعقل في مثل هذه الكميات الهائلة من الطعام خصوصا من الشرقيين،وهم على يقين من أنهم لن يستطيعوا تناوله في أي وجبة من الوجبات،الا انهم يريدون أن يخسَروا صاحب الفندق الذي يبيتون فيه مقابل ما دفعوه من الأموال اثناء شرائهم للرزم الاستجمامية،هؤلاء بعيدون جدا عن الاقتصاد في الصرف والاستهلاك السليم والتروي في أن يخسر المضيف- صاحب المصلحة الأموال وهذا الامر غير كاف،فتفعيل المكيف24 ساعة حتى عندما يخرجون من الغرف يبقونه ولا يطفؤنه،لكن اليوم اثر ذلك هنالك خطط وبرامج تطفئ المكيف بعد مغادرة الغرفة وأثناء الليل ينطفئ تلقائيا عدة مرات لتقوم وتشغله من جديد،وأصحاب الفندق لا يشيرون على أي نزيل كيفية التعامل،ومن هنا توصلوا الى انتهاج الشمولية في كل شيء في السعر الذي يدفعه المستجم وهذا النهج على الغالب متبَع في الدول التي تريد زيادة عدد السياح اليها وفي معظم الدول الأوروبية لا يوجد برنامج ونهج في الشمولية حتى وان كانت تكاليف الرحلة مرتفعة،هناك تدفع مقابل كل شيء من المياه التي تشربها الى استعمال المراحيض ان وجدت،والا فانك تكون مضطرا اما الى التفتيش عن مسجد أو كنيسة أو في أحسن ألاحوال تدخل الى مطعم أو مقهى وتتناول فيه بعض الشئ لتتمكن من قضاءالحاجة هذا هو الوضع وهذه هي الحالات،وأنا لدَي اقتراح وربما يكون مقبولا:ان الذين يهتمون بقضايا الاستهلاك والبيئة والترشيد الاستهلاكي لا يسعهم الا أن يقولوا ما يدور في خلدهم،خذ ورقة وقلم وقبل أن تتسجل الى أية رحلة استجمامية تأكد من عدد الأيام والليالي التي ستقضيها فعلا وبصورة موضوعية،هل هي ست ليالي أم خمس ؟وماذا تشمل الوجبات الرئيسية؟ وعدَ فناجين القهوة أو الشاي وباقي الأطعمة والمأكولات والشراب من غازي وغيره ووجبات الاستراحة والمياه التي انت بحاجة اليها كمياه الشرب مثلا أو المشروبات الغازية وغير ذلك،فان وصلت الى المبلغ الذي انت تريد أن تدفعه مقابل ذلك كان قريبا من المبلغ الذي ستتكلفه في رزمة سياحية تشمل كل شيء،كان به، والا ففتش عن طريقة أخرى تكون غير مكلفة وتتناسب مع الميزانية التي ربما تكون قد خصصتها لمثل هذه الجولة الترفيهية،والا عندها انت الخاسر،لكن حيث اننا نعتمد على حساب الصرف الزائد وبالتقسيط لسنة من الزمن أو اكثر فان المبلغ الذي ستتكلفه شهريا ما بين 3-4 مئة شيكل هو مبلغ معقول وامكانيات تسديده هذا ليس بالامر المستحيل أليس كذلك؟؟!!فالبنوك تعطي القروض وتجبي الفوائد والتي أحيانا لا يستطيع المواطن من تحملها،لكن في نهاية المطاف البنوك تحصل على الأموال التي اقرضتها و+الفوائد وانت سافرت وتمتعت ربما وربما لا؟ لكل ذوق ومزاج يختلف عن ألآخر،وان كان الهدف السرور والانبساط والترفيه عن النفس،فانا على يقين من أن معظمنا يسَر ويفرح والا لا لزوم للقيام باية رحلة مها كانت طويلة أم قصيرة غالية او زهيدة أو متوسطة التكاليف وتوفير ذلك لامور أخرى،وهذا الكلام نكتبه لعل وعسى يروق للبعض ويفكرون في كيفية تطبيقه أو أن يتأكدوا بان القرش ألابيض لليوم ألاسود،واهتموا بالمحافظة على نظافة المكان والبلدة التي كنتم بها وعاملوا الناس بالمعروف والحسنى والابتسامة والكلمة اللطيفة وكل عام والجميع بالف الف خير. وتهنئة قلبية وعطرة وكل خير وتوفيق في خدمة المجتمع لتلميذنا وجارنا البرفسورنعيم نديم شحادة واسرته وللبرفسور مندر جبران بولس ابن استاذنا المرحوم جبران باختيارهم من بين افضل ألاطباء العشرة.