صدر حديثًا عن مجمع اللغة العربيّة في الناصرة كتاب جديد للدّكتور محمّد صفّوري، بعنوان: "شهرزاد تستردّ صوتها – مقالات في السّرد النّسويّ العربيّ الحديث". جاء الكتاب بحلَّة جميلة، قام بتصميمه وائل واكيم، وطبع في مطبعة الهدى بطباعة أنيقة، وقد وقع في (291) صفحة من القطع الكبير.
يهدي المؤلّف كتابه: إلى كلّ امرأة تعلن ثورتها على الظّلم، ثمَّ يوجّه شكره وتقديره لمجمع اللغة العربيّة في الناصرة: رئيسًا، وأعضاءً، وموظّفين، على ما بذلوه من جهد في نشر هذا الكتاب حتَّى رأى النّور.
تعريف بالكتاب
يقول الدُّكتور محمَّد صفُّوري في تعريفة بالكتاب إن كتابه يتوزَّع على فصلين رئيسين، يحتوي كل منهما على أربعة أبواب فرعيّة تنضوي معًا في عنوان جامع لها. يعرض الباب الأوَّل من الفصل الأول دراسة نظريّة شاملة لمصطلح السّرد النّسويّ، مبيّنًا أبرز ملامحه. ثمَّ يرصد في الباب الثَّاني من الفصل الأول الجماليّات الأسلوبيّة والتّقنيَّات الفنيَّة المميّزة للسَّرد النّسويّ التي تؤكّد رفض الكاتبة النّسويّة للنّظريّة الأدبيّة الذّكوريّة.
أمَّا الباب الثَّالث والرَّابع من الفصل الأوَّل فينفردان بمعالجة ظاهرتين للسَّرد النّسويّ العربيّ الحديث، الأولى: ظاهرة تماهي الكاتبة النّسويّة مع البطلة في نتاجها الأدبيّ، لتردّ بذلك على النّقد الذَكوريّ الذي يعيب على المرأة الكاتبة توظيف جوانب من حياتها الشّخصيّة في نتاجها الأدبيّ. الظّاهرة الثَّانية، يتطرَّق فيها الكاتب إلى ظاهرة السُّحاق، وهي ظاهرة تعالجها الكاتبة النّسويّة تارة معالجة موضوعيَّة أكاديميّة، وطورًا تتّخذها لتتحدّى وتقاوم الأعراف الأدبيّة والاجتماعيّة التي أرست قواعدها المؤسّسة الذّكوريّة.
نظرة على الفصل الثَّاني من الكتاب
حين ننظر إلى الفصل الثَّاني من كتاب الدُّكتور صفّوري، نجده يتمحور في دراسة تطبيقيّة لأربع روايات نسويّة حديثة موزّعة على أربعة أبواب وهي: رواية العصعص (2002)، وصمت الفراشات (2007) للكاتبة الكويتيَّة ليلى العثمان، ثمَّ رواية برهان العسل (2007) للسّورية سلوى النعيمي، ويختتم الباب الرَّابع هذا الفصل بدراسة رواية أقاليم الخوف (2007) للجزائريّة فضيلة الفاروق.
من الملاحظ، أن صاحب الكتاب في هذه الدّراسة التطبيقيّة سلَّط الضّوء، على المضامين المحظورة الموظّفة في السَّرد النّسويّ العربيّ الحديث، وكشف أيضًا جماليّات السَّرد النّسويّ وتقنيّاته البارزة في هذه الرّوايات.
شهرزاد تستردّ صوتها
يوضّح الدُّكتور محمّد صفّوري في نهاية تعريفه بالكتاب، أن عنوانه "شهرزاد تستردّ صوتها"، يعلن عن التّحوّل العظيم الذي طرأ على مكانة المرأة العربيّة عامّة، والكاتبة خاصّة؛ وذلك بعد أن نزعت المرأة ثقتها بوصاية الرّجل عليها، فاعتمدت على نفسها فقط في تغيير الوضع المفروض عليها اجتماعيًا وأدبيًا، لتخرج فيما بعد من ظلمات ثقافة الصّمت إلى أنوار الكلمة الحرّة.
بوح في المسكوت عنه
يُشار، إلى أن هذا الكتاب تطرّق إلى الكثير من الأمور المسكوت عنها في أدبنا ومجتمعنا، عالجها الكاتب بالاستناد إلى النصوص المدروسة، وإلى مرجعيَّات أخرى، بجرأة قلّ مثيلها في تناول حركة النّقد العربيّ للأدب النّسويّ ولقضاياه الشّائكة.
(من سيمون عيلوطي، المنسّق الإعلامي في المجمع)