خاطرة مدينة الرقص
بعد سفرتي الاضطرارية الأخيرة، ابحرت مجددًا في أعماقي وخلقت في داخلها روح الحيوية فاكتشفت مساحات جديدة في خبايا ذاتي ومدينتي الراقصة التي تتفوق، وحمدًا لله وفي معظم أنواع الرقص وتحديدًا رقص الافاعي.
أحاول ان ازرع فيها بذور الحياة لتنمو وتترعرع، ولتدب فيها الحياة والحيوية لعلّ وعسى تنقذها من روتينها وسبات نومها العميق، افتح دفتر يومياتي الشبه بالي برفق وحنية وصمت حذر، أرتاح برهة لارتشف قهوتي أعدّتها صغيرتي رغد فأكتشف اني املك نبعًا من الطاقات الكامنة في جوفي وكنزًا عظيمًا من المهارات التي تنتظر من يفتح لها الأبواب الكامنة في جوارحي، لأودع فيها كل الذخيرة والطاقة لتساعدني على فك الشيفرة وعبور الجسور، المتاهات والتناقضات في مدينتي الراقصة تحديدًا ، وعلى مسرح هذه الحياة الشائكة والآخذة بالتعقيد ،التردي ،الانحلال وانعدام المصداقية والشفافة، حب السيطرة والهيمنة ، تفشي ظواهر العنف والحقد والكراهية. وكيف لا ؟ وعدم مواجهة الحقيقة وتصعيد لغة التجريح والتحريض !
اكتب حتى ساعات الصباح، حتى الحبر يُصرح بما يجول في ذاكرتي وداخلي والورق المسطر الذي تحت قلمي لا يجف المداد فيه، احدق مطوّلا بسمائها المكفهرة واتوسل للعلي القدير ان يعطف عليها ويحسن احوالها وينقذها من عناء الرقص منقطع النظير، انصح عقلائها وقياداتها السياسية، الدينية والتربوية ان تلقي ببصرها الى قاع المحيطات، حيث الكنوز الدفينة لا تلهك الزخارف الخارجية عن الجوهر والحقيقة، ولا تدعي المظاهر المغرية تنسينا بأن الاسرار العظيمة كامنة عميقًا، فهيا بنا نجعل قلوبنا ثروتنا بحق وحقيقة ونرمي احزاننا في جيوبنا المثقوبة لعل وعسى ننعم بغد افضل...