بقلم: د. حسام خليل منصور
* محاضر في مجال أدب الأطفال - كليّة المعهد العالي - دالية الكرمل
* مرشِد ( سابِقًا ) في مجال أدب الأطفال في مركز البلد للطفولة المبكرة - دالية الكرمل * هذا المقال هو نظرة مختَصَرَة في هذا الموضوع.
* توجد إمكانية لتقديم محاضرات ووَرشات عَمَل في هذا الموضوع.
تزداد في الفترة الأخيرة ظاهرة استعمال التكنولوجيا بشكل كبير، إذ أصبحت جزءًا من الحياة الحديثة، فمن النادر أن تجد منزلا في العالم يخلو منها، وهي التي تختص بالسمع والبصر، فتجمع بين الصوت والصورة والحركة، وتجذب المُشاهِد وقتا أطول ويحتاج منه إلى اهتمام وتركيز وانتباه أكثر. لذلك سأحاول في هذا المقال الحديث عن تأثير هذه الأنواع الإيجابي وأيضا السلبي على الإنسان بشكل عام، وعلى الطفل بشكل خاص. اشتقت كلمة تكنولوجيا والتي عُرّبت تقنيات، من الكلمة اليونانية تِخْني وتعني فنّا أو مهارة، والكلمة تِكْسِر وتعني تركيبا أو نسجًا والكلمة لوجوس وتعني علمًا أو دراسة، وبذلك، فإن كلمة تقنيات تعني علم المهارات أو الفنون، أي دراسة المهارات بشكل منطقي لتأدية وظيفة محددة. وتفيد القواميس الإنجليزية بأن معنى التكنولوجيا: المعالجة النظامية للفن، أو جميع الوسائل التي تستخدم لإنتاج الأشياء الضرورية لراحة الإنسان واستمرارية وجوده، وهي طريقة فنية لأداء أو إنجاز أغراض عملية.
تحتوي التكنولوجيا على أنواع كثيرة منها، التلفزيون، الحاسوب، الانترنت، الآيباد، الهاتف النقال، وغير ذلك. وقد نجد لكلّ منها بعض الإيجابيات، منها أنها مصدر هام في توصيل المعلومات، ويتم ذلك من خلال تقديم بعض البرامج التعليمية التي تتعلق بالمواضيع المختلفة كاللغة العربية، الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات وغيرها، وبذلك تكون وسيلة مساعدة لطلبة المدارس، ويحدث ذلك في عديد من الدول. ويوجد لهذه الأنواع كذلك، دوْر إيجابي في تطوير الجانب اللغوي لدى الأطفال من خلال البرامج المتعددة، أفلام الكرتون والرسوم المتحركة التي تنقل عبر شاشتها في اللغة الفصحى، والتي يوجد لكل منها تفصيل من خلال الدراسات. ورغم هذه الإيجابيات، إلا أنه توجد لها أيضا سلبيات حسب الدراسات، منها، اضطراب التركيز، الخمول الجسدي، العزلة، الأضرار الصحية مثل: المساعدة على زيادة الوزن، ضعف النظر، ضعف الذاكرة والضرر بالدماغ، وأيضا التأخّر في التحصيل العلمي. إضافة إلى ذلك، تتجاوب الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل مع الوعي الحسي والحركي لديه، وتصبح رصيده الثقافي، الوجداني والشعوري. ويؤثر استعمال أنواع التكنولوجيا لوقت طويل على الأطفال والأولاد أكثر من الكبار، لأن برامجها تبهرهم ولا تكلفهم أي جهد ومن السهل الحصول عليها، وأيضا لأنها تجعل الطفل يعيش عالم الأحلام والتصورات وكأنها وقائع حقيقية - يتمثل بها ويقلدها، إضافة إلى مشاهد العنف التي فيها، والأمثلة على ذلك كثيرة.