الحلم الأمريكي في سوريا يصطدم بصمود الجيش السوري .
بقلم: أمجد إسماعيل الآغا
إلين ديوك، وزيرة الأمن الداخلي الأميركي بالنيابة ، تقول " أن الجماعات الإرهابية تتخذ الهجمات الصغيرة وسيلة لجمع المال وإبقاء الناس منتبهين إليها، لكنها تتطلع إلى ما هو أبعد من ذلك ، إن تنظيم داعش وإرهابيين من جماعات أخرى، يخططون لاستهداف الطائرات بغرض تنفيذ هجوم كبير على غرار هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك " ، تصريح له أبعاد سياسيّة ضخمة ،في تفاصيله ترويج امريكي للبقاء في سوريا في مرحلة ما بعد داعش ، رغم ادراك الجميع في مراكز القرار الامريكي عدم مشروعية البقاء الأمريكي في سوريا ، كما ويعد انتهاكا للسيادة السورية ، و مخالفا لكافة الأعراف و القوانين الدولية ، و من أجل إعطاء ذريعة للداخل الأمريكي من أجل تبرير البقاء العسكري للقوات الأمريكية في سوريا ، وهنا يُبرز دور البنتاغون في تسريب نُشر عبر “فورين بوليسي” جاء فيه ، أن تشارك القوات الأمريكية في أعمال إعادة البناء في مناطق مختلفة بسوريا وتحديداً المناطق التي أصبحت تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية “. هي ذريعة ربما تُسوق للأمريكيين ، و كذلك تتجلى في إعراب البنتاغون عن خشية عدد من الدول المانحة من انسحاب أمريكي سابق لأوانه ، ويطالبون واشنطن بتقديم بعض الضمانات بأنها ستبقى موجودة في الأراضي السورية كي تقدم الدعم.
في المقابل ، يرى مراقبون أن واشنطن قد تلجأ إلى اختلاق الكثير من المبررات للبقاء في سوريا ، على الرغم من وجود معوقات كثيرة ، فقد تلجأ الدولة السورية إلى الامم المتحدة بدعم من حلفاءها الروس و الايرانيين ، لكن الكاتب الامريكي جيمس جيفري أكد في مقال نُشر في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن للولايات المتحدة استراتيجية خاصة في سوريا لا نستبعد وجود مشروع أمريكي مماثل للمشروع الأمريكي في العراق تجاه سوريا في المضمون ، وان اختلف الأمر كثيراً في الشكل.
لن تقتصر الذرائع الأمريكي على إعادة الإعمار حيث ستعمد إلى خلق ذرائع داخلية تتمثّل بطلب الاكراد من القوّات الأمريكية البقاء هناك، وهو بالفعل ما قالته في وقت سابق “قوات سوريا الديمقراطية”، التي أعلنت عبر المتحدّث باسمها ، طلال سلو، قبل شهرين تقريبا إن لدى الأمريكيين استراتيجية لعشرات السنوات، وستكون هناك اتفاقات عسكرية واقتصادية وسياسية بين الإدارة الأمريكية وبين قيادات في شمال سوريا، مضيفاً: إن الأمريكيين لا يقدمون الدعم بلا مقابل، ولا ينوون المغادرة ، قد لا تكفي مطالبات المكوّن الكردي لذلك، وبالتالي لا بدّ من مطالبات عربية، وهنا يأتي دور السعودية التي أرسلت وزير دولتها للشؤون الخليجية ثامر السبهان برفقة بريت ماكغورك ، مبعوث الرئيس الأميركي لدى التحالف الدولي، حيث التقى الجانبان قيادات كرديّة وأخرى عشائريّة ، و بالتالي فإن السعوديّة تتولّى إلزام العشائر بمطالبة أمريكا بالبقاء عبر محفّزات عقود نفطية .
وأما عن أسباب الاصرار الأمريكي على البقاء في العراق ، وحالياً الشمال و الشرق السوري، فتكفي الإشارة إلى أن واشنطن تسعى لتكريس حضورها العسكري قرب الحدود السورية العراقية ، و كذلك الحدود السورية التركية ، و لعل المكوّن الكردي هو همزة الوصل بين الحدود .
ربما لدى واشنطن ما يكفي من تبريرات تسوقها للمجتمع الدولي ، و ربما يكون لديها خطط غير معلنه تقوم بتنفيذها على مراحل متعددة ، تسعى من خلالها لوضع نفوذ خاص بها و بأدواتها في الشرق السوري ، لكن في المقابل و بلا أدنى شك ، فإن لحلفاء سوريا الكثير من الخطط التي من شانها وضع الأمريكي و أدواته في زاوية الإحراج السياسي و الميداني ، كذلك الدولة السورية و بإصرار جيشها و ما يملك من مقومات ميدانية ، تؤكد استمرار محاربة من تبقى من أدوات واشنطن في سوريا ، و اختراق العمق الاستراتيجي لواشنطن في سوريا ، لتكون خطوطها الحمراء التي وضعتها في الميدان السوري أوهن من بيت العنكبوت .