كثيرون في حياتنا المليئة بالمتناقضات والتي تعج بالامور المتجانسة والمتغايرة، وكذلك كثيرون تراهم حيويين في كل حين، وكثيرون أيضاً يظنون أنهم يملكون العالم بأموالهم، أو بأرزاقهم أو بأمكانياتهم ألأقتصادية، وكذلك كثيرون يظنون أنهم يقدّمون كل شيء لذويهم ولمحيطهم، وكثيرون يعتقدون أنه بدون دعمهم أو تدخلهم لما تحقق شيء في محيطهم ، وقد يكون ذلك صحيحاً في بعض الاحيان، وكثيرون يتخيل لهم أنهم يقبضون على مقاليد الامور في الحياة الاجتماعية، الاقتصادية وربما السياسية!!!.
وكثيرون وكثيرون يظنون، يعتقدون ويتيقنون من قدرتهم، وقد يجوز ذلك، وكثيرون يبالغون ويغالون بأنفسهم وقد يطعموا أنفسهم أكثر مما هي.
فلجميع هؤلاء ولغيرهم أقول: يترتب التروي ايها الاخوة، تقريباً في كل ما نعمل ونقوم به في حياتنا ، فالكمال لله وحده لا غير، فكل انسان مهما كان يفتقر الى أمور عدة قد يراها سواه من بني البشر وهو نفسه لا يراها، الامر الذي يستوجب وضع ألأمور في إطارها الصحيح، وكذلك أيضاً وضع النفس في مكانها ليس أكثر ، لأن في ذلك مصارحة النفس ورعايتها وإعطائها حقها فقط، فبذلك توضح الصورة وتسلك ألأمور أكثر وتتسهل الامكانيات وتصدق النوايا.
وعليه أرجو ان اقدم بعضاً من الامور التي قد تعمل اذا وجدت على تحسين الاوضاع في حياة المرء اذا صدق في عزيمته وكان شفافاً في نهجهه الحياتي مع نفسه أولاً ومع ألآخرين ثانياً.
فأحسن ما يقدمه المرء في حياته لعدوه أن يكون سموحاً متسامحاً، عندها يكبر في نظر الغير ويثنى عليه الناس وربما يحذون حذوه ويصبح قدوة للآخرين في صفاته وأعماله، وقد ترتفع منزلته بين الناس وفي صفوف المجتمع، وكذلك عمل كهذا من شأنه القضاء على الضغينة والعمل على تقريب القلوب على طريق الحياة الافضل.
وكذلك، اذا كان للمرء خصماً فلا بد من اداء جيد في التساهل، في التعامل وفي ألأخذ والعطاء معه، لأن الخصم مهما كان لم يولد هكذا وعليه يمكن مقاومة الخصومة عن طريق التساهل والمعاملة الطيبة ولين العريكة.
والمرء الذي يعرف مقدار نفسه لا يسعه في خضم هذه الحياة الا تقديم القلب الطيب، وطيب وحسن النوايا ودماثة الاخلاق التي من شأنها صقل التعامل الحسن والعمل المشترك البنّاء.
والاب الامين والمخلص الصادق مع نفسه ومع عائلته لا يمكن له الا ان يكون ويقدم المثال الحسن للابناء، كي يعوّدهم ويصقل شخصيتهم على الشيم والخصال الحميدة لينهجوا في حياتهم نهجاً إنسانياً أخلاقياً ، وفي الوقت ذاته على الوالد تقديم ألأكرام والشعور بألإحترام ورد الجميل، لذلك ألأب الذي سهر ويسهر الليالي ليضمن مستقبل أولاده ، وعليك ايها المرء ان تحرص دائماً على تقديم أجمل السلوك الانساني والمشرّف للأم الرؤوم لتجعلها تعتز بأبنها فلذة كبدها وترفع رأسها عالياً به وبتصرفاته، لأن في ذلك تحقيق الآمال التي طالما علّقتها عليه منذ نعومة اظفاره ليعلو شأنها به وبإنجازاته.
وما من شك عزيزي القارئ انه اذا صدق المرء وقدم ما ذكر ينبغي عليه ان يقدم لنفسه هو الاحترام المطلوب، لأنه في ذلك يفرض إحترامه الذاتي على الغير، حيث تتغير النظرات تجاهه، وعندها يفرض ذلك عليه ان يسلك طريق محبة الناس لأن من أحبة الناس وإحترموه بحق وحقيق ما من شك أن الله يرضى عليه.
وأخيراً، علينا أن نتذكّر دائماً ان من يقوم بكل ما ذكر أنفاً ما من ريب أنه يكون قد اسدى وقدّم أحسن ما يمكن اسداءه وتقديمه للجميع بشكل عام ولنفسه بشكل خاص.