شخصيات رمضانيه المرحوم الشيخ غالب شبل
شهر رمضان الشهر الفضيل له العديد من الذكريات التي تعلو خيال كل انسان فيحن اليها ويتوق لها ويامل ان تعود بواقعها ولو للحظات قليله وهو يعلم ان الماضي لا يعود وما فات مات .
ذكرني صباح هذا اليوم بانسان عزيز مرّبحياتي في اول سني عملي بمهنة التدريس التي اخترها حبا وولعا بها حيت وجدت بها رسالة مقدسه ينجح المعلم نقلها لطلابه اذا احبها واتق فنونها واساليبها .
هو الشيخ المرحوم غالب شبل "ابو تقي "امام جامع قرية المكر وماذونها بسنوات السبعين والثمانين فكان لي الشرف الكبير بمزاملته بمدرسة المكر الابتذائيه الرسميه في تلك السنوات حيت كان يدرس موضوع الدين الاسلامي .
كان ملما جدا بموضوعه حتى كنت اعتبره انسكلوبيديا دينيه اسلاميه متحركه لا يعصاه سؤال ولا يحرجه مقال ولا يفوته مقام احترام واستقامه .
كان المرحوم كشافا في شبابه وعضوا في السرايا الكشفيه بمدينة عكا حين كان للكشاف القدر الكبير والاحترام وشرف الالتحاق وكان شيخنا كثيرا ما يتغزل بتلك الايام الجميله بذكريات فعالياتها بمشاركة المرحوم والدي مبدى خوري الذي كان قد التحق هو الاخر بنفس السرايا الكشفيه وكانا على الارض بتواصل تام استأنفاه اكيدا في سماء العلي !! .
كان شيخنا انسانا ودودا دائم الابتسامه المعبره عن حياة البساطه التي كان يعيشها في بيته بين افراد اسرته وقريته التي كان يحبها وتحبه فكان شابا بين الشباب وشيخا محترما رفيع القيمة بين رجال الدين الافاضل .
لا ازال الى اليوم اذكر صوته الشجي الحنون بتجويده للقران الكريم حيت كنت في كثير من المرات اضطر لقطع عملية الشرح في غرفة صفي لاصغي للحن تجويده القراني المنطلق من الغرفة المجاوره حيت كان منغمسا بقراءة الايات القرانيه وتجويدها لطلابه بصوت ملائكي قلما استمعت لمثله .
على الرغم من جديته بالامور الدينيه فقد كان منفتحا جدا بالامور الحياتيه يتبادل النكته الخفيفه مع زملائه المدرسين خصوصا وانه كان يرغب بجلسة القرفصاء في رواق المدرسه وبيده خيزرانته الرفيعه التقليديه .
لا يسعني بعد فراق طويل الا ان اقول رحم الله الشيخ والاستاذ المربي غالب شبل واسكنه فسيح جنانه السماويه واطال باعمار ابناه اسرته الافاضل فذكرى والدهم باقيه في قلبي وفكري لا تزول الى ان ازول انا من هذه الدنيا . رمضان كريم وفضيل !!! بقلم فارس خوري .