"نامي قريرةَ العينِ أيّتها الأم الحنون... يا أبو سنان الغالية!!"
2013-11-10 09:04:28

"نامي قريرةَ العينِ أيّتها الأم الحنون... يا أبو سنان الغالية!!" بقلم : شريف صعب- أبوسنان

لم يشعر أي أحد منّا بالدّموع الّتي ذرفتها أُمّنا الغالية ، أبو سنان ، وبالدّموع التي ذرفها أبناؤها ، أصحاب الضّمائر الحيّة في الأشهر الأخيرة ...فمُخلِصو الضّمير ومحبّو ترابَ قريتهم وأصحاب النّوايا الصّادقة والقلوب الدّافئة والأيمان الرّاسخ قلقوا على ما ، رُبّما ، سيحصل للسِّلم الأهلي الأبوسنانيّ وللنّسيج المُجتمعي لو ، لا قدَّر الله ، اختلف الأمر ...!
وبما أنّ " الرّاعي" لا يمكن أن يكون إلّا صالحًا وبما أنَّ الله تعالى لا بُدّ إلّا أن يُحدِّث بالنّعم ولأنّ أبو سنان الدّافئة تنبضُ في قلوب أبنائها وأحبابها فقد جاءت الرحمة من ربِّ العباد الّذي شَفَع ورَحَم وعمّت نعمةُ الله أطفال أبو سنان على اختلاف مشارِبهم . لقد أثبتِّ يا أمّنا الحنون أنّك صخرة ٌ صلبةٌ شامخة ٌ كالطَّود العرمرم ، تتكسّرُ على صدرك نوائبُ الدَّهر والزَّمنِ مهما كبُرتْ، وتركعُ أمام عتبتك نواميسُ الطَّبيعة مهما عَظُمتْ !
 وهكذا فقد التفّتْ حولك كلّ النّوايا الطيّبة وشرفاء هذا المجتمع الأصيل والشّامخون في نفوسهم كنُسورِ الجبالِ والعقلاءُ من أبناء الطّائفة المعروفيّة الكريمة الّتي أكّدتْ أمدَ الدَّهر عزمَها وعزيمتَها عند المحنِ وتجسَّدتْ مواقف سلطان العرب والمعلِّم الكبير في نوايا أبناء هذه العشيرة برئاسة الشّيخ الكريم موفّق طريف، الرّئيس الرّوحي للطّائفة الدُّرزيّة، وأصحابِ الضّمائر الحيّة وصَفَتِ القلوبُ لتُنتج هذا المُنتجَ العظيم التّاريخيّ وكان الإنتصار باهرًا يشهد له كلّ أُلي الألباب .
 لقد انتصرتْ النّوايا الحسنة للأبوسنانيين على اختلاف طوائفهم وصرَخَ النّصر بأعلى صوته في وجه التّاريخ ، كصرخة سلطان العرب في الجبلِ الأشمّ معلنًا الثّورة، وها هو البيت الأبوسنانيّ العامر الدّافئ يحافظ مجدّدًا على النّسيج المميّز ويحتضن كلّ أبنائه دون تفرقة وكلّهم يهلّلُ ويكبِّر لهذا التَّوافق ولهذا النَّصر المشهود الّذي وَحّدَ الفرقاء وتشابكتْ أيادي الأنداد وأبناء العمومة وانطلقتِ الأهازيجُ عاليًا تغنّي بعيدِ الأحبّة بهمَّة الرَّئيس المُنتخب ،أبو محمد نهاد مشلب، فلا فرق بين الأخوة أو بين شعيب وعيسى ومحمّد، وجاء التَّوحّد بعد التشتّت وبعد الانقسام واختلاف الرَّأي!!
عادت قصَّة "طبق النُّحاس" لتهزَّ مشاعرنا من جديدٍ ، ثمّ هدّرت الأسودُ والضَّراغمُ الّتي زمجَرَتْ في عرائنها لتبعث السَّكينة والطُّمأنينة في غابة الحياةِ الفوضويَّة الَّتي يعيش فيها عالمُنا الغريب !!
لقد انجلتِ الغيومُ وانقشع الضَّباب وصَفَتِ القلوبُ المؤمنةُ لتعُد أبو سنان إلى ماضيها العريق وليعُدْ أهلها ليخلَدوا إلى السَّكينة وإلى النَّوم الهادئ وأطفالنا إلى أسرّتهم الملائكيَّة مُطمئنّين بأمنٍ وأمان ، راضين بما قدّره الله لهم .
وكان لأبناء هذه الطّائفة الذّكية العظيمة وأبناء باقي الطّوائف موقف الشّرف والإباء والحسم لإضفاء هذه الأجواء الطيّبة وهذه المحبّة والفرحة العارمة والّتي نتمنّى أن تدومَ إلى ما شاء الله.
 وها هي "العبرةُ تُستخلصُ قبل فواتِ الأوانِ"
فتعالوا نعودُ إلى الأيّام الّتي كانت جميعُ الطَّوائِف فيها تُعايِدُ بَعضها بعضًا ... والجميعُ يحملونَ همومَ الجَميع ...الأيّامِ الّتي كان فيها الخوري يُكَرِّسُ في العيدِ ويرُشُّ ماءَ الخيرِ والبَركةِ على مَداخلِ البيوتِ، درزيَّةً كانت أم مسيحيَّةً أم مُسلمةً!
الشّكر والعرفان لكل من وقف موقف الشَّرف والعقلانيَّةِ من مسيحيين ومسلمين، فالسِّلمُ الأهليُّ ومصلحةُ الأمّ الرّحوم ، أبو سنان ، فوق كلّ شيء مهما كان نوعه وفوق كلّ "ملهاة" ستعبثُ بنا .
إنَّ سلامةَ أبناء وأطفال أبو سنان الّذين لا يعرفون  ،بعْدُ ،  التَّفريق بين الألوان أهمُّ من مزيَّفات عصرنا الّذي نعيشُه ...  ولا يصحُّ إلّا الصَّحيح ولا يَدومُ إلّا وجهُ  الله  تعالى والعقلانيَّة الخلاقّة والنّوايا الحسنة ...
 فمبروك لكِ يا أمُّنا الحنون ، يا أبو سنان العظيمة ، الّتي صَليّت لنا من عَليائك ووهبتنا حياةَ الكرامةِ والعزّة ِ والتَّسامُحِ وكلّ عرسٍ ديمقراطيٍّ ونحن وأنتم بألفِ خير !! .

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق