قيّدوا إيران، لنفكّ أسر فلسطين! راضي كريني
2013-12-11 16:18:19

لا شكّ في أنّ رئيس الولايات المتّحدة الأمريكيّ باراك أوباما أكثر واقعيّة من بنيامين نتنياهو-بيبي رئيس حكومة إسرائيل، ولا شكّ في أنّ سياسة بيبي نتنياهو وتصريحاته، مبنيّة على أساس وهميّ، ونتيجة لقراءة خاطئة للواقع الجيوسياسيّ في المنطقة ولميزان القوى العالميّ، هذا ما حدا بأوباما أن يوجّه نداء/درسا سياسيّا لبيبي، من خلال "منتدى سابان" للسياسة في الشرق الأوسط؛ كي يُفهّمه أنّ خيار القضاء على برنامج إيران النوويّ غير ممكن، وأنّ اتّفاق جنيف المرحليّ الذي أبرمته الدول العظمى (5+1) مع إيران، كان أفضل خيار، وأقصى ما يمكن أن تفعله إدارته في الظروف الحاليّة، من أجل منع إيران من امتلاك السلاح النوويّ.
ووجّه أوباما في ردّه على أسئلة سابان رسالة "تطمين" إلى القوى الأمريكيّة المؤيّدة والداعمة لحكومات إسرائيل المكرّسة للاحتلال والاستيطان و... والمتنكّرة لحقوق الشعب الفلسطينيّ التي أقرّتها الشرعيّة والمعاهدات والمواثيق و... الدوليّة، وطمأنهم بأنّ الإدارة الأمريكيّة لن تحيد قيد أنملة عن وضع أمن إسرائيل في رأس سلّم الأولويّات، وبأنّها تبنّت الموقف الإسرائيليّ إزاء الترتيبات الأمنيّة بجميع حذافيره، التي تسمح لإسرائيل الدفاع عن نفسها/عدوانها ضدّ أيّ تهديد بفرض حقّ الشعب الفلسطينيّ في التحرّر والعودة والسيادة، وحمّل السلطة الفلسطينيّة مسؤوليّة عدم التوصّل إلى تسوية سلميّة مع حكومة بيبي المحبّة للسلام والمستعدّة للتنازلات! ووضعها أمام شرط جديد من شروط بيبي التعجيزيّة؛ وهو أنّ على السلطة الفلسطينيّة أن توقف برنامج إيران النوويّ المعرقل لجهود السلام!
لطّف بيبي من ردّه المتلفز على أوباما أمام "منتدى سابان" ليُسمع جماعة لبيد وديسكين؛ وليضرب عصفورين بحجر: الأوّل، تفريغ تهديدات يائير لبيد، وزير الماليّة، في مؤتمر "جلوبوس" التجاريّ، في اليوم ذاته، من مضمونها، إذ هدّد من تداعيات عدم التقدّم في المفاوضات السياسيّة مع الفلسطينيّين، والاضطرار إلى إجراء تغييرات في الائتلاف الحكوميّ.
والثاني، ردّ كيد يوفال ديسكين، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيليّة (الشاباك) السابق إلى نحره؛ ففي ردّ بيبي على أوباما قال لديسكين "طز" في تحذيراتك التي أسمعتها في اللقاء الذي نظّمته "مبادرة جنيف الإسرائيليّة الفلسطينيّة"، في الأسبوع الفائت، حيث حذّر ديسكين من: "أنّ آثار النزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ أخطر بكثير على وجود إسرائيل من قضيّة النوويّ الإيرانيّ"!
وافقت جوقة بيبي نتنياهو على تبادل وجهات النظر مع زعماء "الحلف السنّيّ"، وخلصوا بأنّ النزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ ليس مصدر الاضطرابات في الشرق الأوسط؛ بل القنبلة النوويّة الإيرانيّة التي تمنع السلام، وكذلك لا يتعلّق فضّ النزاع بالحدود والمستوطنات؛ بل برفض السلطة الفلسطينيّة الاعتراف بيهوديّة دولة إسرائيل، وبحدودها الحاليّة، وبعدم اعترافها بحقّ إسرائيل في امتلاك السلاح النوويّ، وبرفضها المشاركة بالحروب "الدينيّة"، ولو في مخيّم اليرموك! لا نعرف ما المقصود بالحدود الحاليّة، ونرجو من السلطة الفلسطينيّة أن لا تسأل عن هذا؛ بل أن تخلّصنا من النوويّ الإيرانيّ لتفكّ أسر فلسطين!
يعتقد اليمين الإسرائيليّ أنّه كلّما كان الوضع في دول الشرق الأوسط سيّئا وخرابًا، كلّما كان أفضل لدولة إسرائيل، وهذا الاعتقاد يتحكّم بتصرفات الحكومة الإسرائيليّة الخارجيّة، فثمة العديد من البراهين لتدخّلها في إذكاء نيران حروب الردّة ولهيب العنف في سوريا والعراق واليمن ولبنان و... ولكن ليس لدينا معلومات أكيدة عن دورها في الأزمة المصريّة، ونستغرب استبعاده والاستخفاف به! وعلى القيادة المصريّة تقع مسؤولية كشفه ومحاصرته، فالقيادة المصريّة لا تحتاج إلى طبيب عيون لترى الأحلام الإسرائيليّة! إلاّ إذا كانت أحداث العنف المتصاعدة في شبه جزيرة سيناء مرتبطة بالنوويّ الإيرانيّ أيضا؟!

 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق