يرى القشه في عين غيره ولا يرى الخشبة في عينه بقلم الدكتور نجيب صعب
2014-02-20 14:03:46
 لم ترد حقاً الأقوال والأمثال الشعبية التي يرددها الناس والجماهير في يومياتهم العملية,الأجتماعية  , السياسية , وكذلك في لقاءاتهم  ومناسباتهم , نعم لم ترد على سبيل  الصدفة بل انها وليدة تجارب وممارسات عاشها الناس ومروا بها , او يكونون قد شاركوا الآخرين في همومهم ومتطلبات حياتهم الى ان استخلصوا فيما استخلصوه مثل هذه العبارة وسواها , 
والتي من شأنها  ان تشير الى صورة اجتماعية معينة يعيشها الناس ولا يحرك حيالها احد ساكناً لأسباب ربما تكون غريبة وغير مقنعة.
 ويكثر في بعض الأحيان ترداد هذه المقولة او تلك , وقد لا يفقه البعض معناها , او ربما يتظاهرون هكذا , الا ان الأمر لم يعد كما كان في الماضي , ففي هذه  الأيام ينبغي على المرء ان يقول الصدق وينطق بالحقيقة  خاصةً في الظروف  التي يكثر فيها الفساد , الرياء ,  الوجهنة , ومسح الجوخ , المسايرة والضحك على الذقون , ذلك ليس لأجل محبة فلان او كره  علان وأنما من اجل سلامة المجتمع ونقاوته ومن اجل وضع النقاط على الحروف في بعض الأمور السلبية المستفحلة في شرائح المجتمع والتي من المفروض القضاء عليها كلياً ليعيش الناس بجو افضل ويتعاملون مع بعضهم بأمانة وأستقامة بعيدين عن الكذب والتلفيق .
  فيأتيك انسان على قدّه قد يكون متواضعاً في نفسه الا انّك سرعان ما تكتشفه يكيل المدح والذم لهذا او ذاك وينتقد اعمالهم في امر معين او يبدأ بالذود عن ذاته وتصوير نفسه للآخرين كأنه منزل من عند رب العالمين , ومن خلال حديثه وتصفيف كلامه المعسول يكتشفه السامع بأن ما فيه  وما يعرفه الناس عنه هو اضعاف ما  يتفوّه به عن الآخرين , وأذا تفحصنا الأمور اكثر لوجدنا وبكل سهولة ان هذا الأنسان مراوغ كذوب لا تمت اقواله الى الحقيقة بأية صلة وأنما الصحيح  منه براء , ويقول ما يقوله عن فلان فقط ليبعد الأنظار عنه وعن تصرفاته التي لا يراها هو بنفسه  وأنما يرى الخفيف الخفيف مما هو في غيره . 
وليس من باب المبالغة وأنما من باب لفت النظر , هناك نفر من البشر يشهّر بالآخرين ويتهمهم بالسرقات او الأكاذيب ويبدأ يكيل الذم لفلان وبالتشهير به بشكل مصطنع , ويدعي انه يختلس من هذا وذاك او من مؤسسة يرعاها او يديرها , وفي الوقت ذاته نراه هو نفسه غاطساً بالأختلاس   
وبالأكاذيب المصطنعة وبالتعدي او التشهير بالآخرين على انها قشة صغيرة متناسياً بذلك الخشبة التي في عينه هو ذاته ومتناسياً كذلك ما قد سببه لللآخرين من  مضرة وأشكالات في حياتهم اليومية .
    وربما نرى بأم اعيننا ونسمع بأذاننا ما قد  ينتهجه نفر من الناس تجاه ذويهم , اقاربهم وربما اهلهم من نزع ما هو به وزرعه بهم من صفات غير محبّذة , وغير مقبولة لا بل مرفوضة كلياً متجاهلاً ما به من عيوب عل الصعيد الشخصي والعائلي ,  وظاناً ان الناس لا يقشعون ولا يشعرون أفعاله المشينة هنا وهناك , وقد تكون هذه الخطوات والتصرفات نابعة في بعض الأحيان عن حقد متأصل في ذاته يرغب الترويح  عن نفسه ولو عن طريق الأكاذيب والأفتراءات واختلاقها ومن ثم تصديقها  والذود عنها في بعض الأحيان ويعمل على ترويجها . 
 وخلاصة القول : عليك ايها المرء بنفسك , صن هذه النفس , ولا تدعها تغوص في بحر الكذب , في بحر الأحتيال , تغوص في الأنانية , تغوص في اعمال الشر , تغوص قي قلة الحياء , تغوص في اللامبالاة , وتغوص كذلك في الأفتراء على هذا وذاك لخلط الحابل بالنابل  وحدوث ما لا تحمد عقباه..
  نعم ايها المرء اترك كل السلبيات , واترك التطلع بالناس , بالحسد القتال , وعالج امورك النفسية والذاتية  بغية الأصلاح  اترك الغير ولا تحسده  او تبيّت له اموراً انت وهو والناس لستم بحاجة لها.           
  ضع ايها المرء الحد في ارضك , ولا تطمع بما لجارك , تحدث قليلاً وافعل كثيراً , اعمل خيراً وابعد عن الشر , قل الصدق ولا تكذب , اعمل المعروف بقدر المستطاع وابتعد عن السوء , فتّش عن نفسك أولا وما لك ولغيرك , انظر  الى الخشبة  في عينك جيداً ودع القشة في عين غيرك لصاحبها , اشغل نفسك بأمورك واترك امور الناس للناس , انصف مع نفسك اولاً واحترم غيرك ولا تظلمه في كل هذه الأمور وغيرها ايها المرء قد تتحصن نفسك وتكون انساناً ايجابياً في عائلتك , اسرتك, ومجتمعك والأهم من ذلك ترتاح نفسك . 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق