قصة آمنة والعصفور بقلم نديم ابريق -ابو سنان
2014-02-24 10:01:51
سأروي لكم ،إخواني ، قصة ألمٍ  وفراقٍ  وفقدان ،
هزّت القلوب  وعمَّ الحزنُ جميع الأرجاء والأركان ،
قصة  طفلة  ما زالت صغيرة على تحمّل الأحزان ...
الاسم :   آمنة  ابنة رايق ونجاح سرحان ،
طالبة  تنهل علمها في " المنارة "  بأمان...
المكان:حي "الشيخ عبد الله " بمدينة " العُمدان " ،
مدينة  تحدت  حتى نابليون هذا الزمان ،
يعيش في كنفها كل الطوائف والمِلل والأديان
وأهلها - رمز البسالة والنخوة والإحسان...
الزمان: ليلة ظلماء خَلَدَ الأهلُ الى نومهم بأمان ،
ساعتين أو أكثر بقليلٍ  قبلَ رفع الآذان ،
وشهرين أو أدنى قبل حلول شهر نيسان...
الحدث : زلزالٌ يهزّ القلوب ويصمّ الآذان ،
تنهار الاسقفُ والحجارةُ وينتشر الدُخان ،
يهتز الفنارُ والميناءُ – كأنه غضب بركان،
فانتفض شباب عكا البواسل الشُجعان ...
صرخت امنة طالبة العون من الجيران :
" انقذوا ابي وأمي من بين حُطام البنيان
اخرجوا اخي " نصر " لنُكمل مشوار الحَنان ،
ولا تنسوا قفصًا يعيش فيه عصفوران ."
ما بعد الحدث : بحرٌ من الدموع والأحزان -
خمسة شهداء وجرحى ودمارٌ أخرسَ اللسان ،
وعصفورٌ تركَ القفصَ من بين  القُضبان ،
وآخرُ أبى أن يترك آمنة وحيدة دون استئذان.
ودّعت أمنة عائلتها بدمعٍ فاضَ كالطوفان ،
وصرخت بصوتٍ أبحٍ اقشعرّت له الأبدان:
" مشتاقةٌ لأهلي- لماذا تركوني قبل الأوان ،
مشتاقةٌ لأخي ولعصفوري وأحنّ إلى ما كان ،
لكن عَزائي بعصفورٍ  أشعر بقربه بالحنان ،
وبأهل عكا الطيب – أهل المروءة والإحسان ."
وبعد أشهرٍ !؟  قصتنا ستطويها ملفات النسيان -
وسيصبح الخبرُ عن انفجارٍ في خبرِ كان ،
وستُشيّد مبانٍ جديدةٌ في نفس الحي والمكان ،
وآمنة ما تزال تتألم من لظى الفراق والفقدان- 
تنتظر عودة عصفورها - فهل سيعود يا إخوان !؟
                       *****
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق