الزوج التعيس وزوجته المطيعة / حسيب شحادة
2014-03-09 13:43:39
عاش رجل طاعن في السنّ وتعيس حياتَه دائباً على جمع المال وتوفيره إلى أن تكدّس لديه مبلغ ضخم جدا. عُرف ذلك العجوز بين الناس بتعاسته وبولعه في تكديس المال وببخله. مرض ذلك المسنّ ذات يوم وكان على حافة الموت فدعا زوجته وقال لها: “يا زوجتي الحبيبة، أودّ أن أُطلعك على أمنيتي الأخيرة، عِديني بأنك بعد وفاتي ستضعين كلَّ مالي مع جثّتي في التابوت. أريد أن آخذ كل مالي معي إلى الحياة بعد الموت”. 
وعدتْه زوجته بتلبية طلبه. بعد يومين فارق الرجل المسنّ الحياة. أُحضر التابوت ووضعتِ الجثةُ فيه، جلست زوجته بجانبه تنوح وتولول وجلست إلى جانبها صديقتها. 
عند استكمال الطقوس وقبيل إغلاق غطاء التابوت صاحت زوجة الرجل المسن “انتظروا لحظة وهرعت إلى غرفة النوم”. رجعت بصندوق معدني صغير ووضعته في التابوت بجانب الجثة ثم أُغلق وسير به إلى الدفن. 
اقتربتِ الصديقة من الزوجة المترملة وسألتها: “هل وضعت كلّ المال في التابوت كما أمرك زوجُك؟ ظننتُ أنك سيّدة ذكية!”
ردّت الزوجة الوفية: “إنني زوجة مخلصة ومطيعة، لا أقدر أن أنكث بعهدي الذي قطعته على نفسي قدّام زوجي”.
قالت الصديقة  “هذا يعني أنك ألقيت بكل المال هناك؟”. أجابت الزوجة: “نعم، قمت بذلك حقا! جمعتُ كلَّ ماله، وضعته في حسابي ثم كتبت له شيكاً ودسستُه في التابوت، والآن صرفُ الشيك يتوقّف عليه!، إذا كان قادرا على ذلك فيستطيع إنفاقَه!
 
فحوى القصة: لا تظنن أبدا أن الرجالَ أذكى من النساء!
 
ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق