فَطائِرُ بَقْلٍ وفَرَح .. حسين مهنّا
2015-04-05 11:35:54
                فَطائِرُ بَقْلٍ وفَرَح ..
 
ما أَشْجى نَقْرَ أَنامِلِها فَوقَ الطَّبْلِيَّةِ
وهْيَ تُعِدُّ فَطائِرَ بَقْلٍ شَرِبَ صَفاءَ المُزْنِ
وغَذَّتْهُ الشَّمْسُ..
وأَرْضٌ تَعْرِفُنا من وَقْعِ خُطانا .
لَكَأَنَّ النَّقْرَ أَذانٌ يَدْعونا لِصَلاةٍ
يَتَجَدَّدُ فيها العَهْدُ لِأَرْضٍ حَضَنَتْ جَدَّاً عن جَدٍّ ...
أَوصَتْهُ بِأَنْ يَبْقى مَاْسورَاً بِالعَهدِ .... فَأَوصانا .
رَفَعَتْ نَحْوي عَينَينِ غَرِقْتُ بِدِفْئِهما
قالَتْ : أَينَ الأَحْفادُ ؟
وعادَتْ تَدْحو بِمَهارَةِ خَبّازِ ابنِ الرُّمِيِّ رُقاقَتَها 
قُلْتُ : سَيَأْتونَ ..
ورُحْتُ أَلُتُّ اللُّقْمَةَ بَعْدَ اللُّقْمَةِ بِالزَّيتِ البَلَدِيِّ
وآكُلُ .. آكُلُ .. واحِدَةً .. ثِنْتَينِ .. ثَلاثَاً !
ولْتَسْقُطْ أَحكامُ ( الرّيجيمِ ) العُرْفِيَّةُ
ولْيَسْقُطْ ضَغْطُ الدَّمِ 
والسُّكَّرُ ..
والدُّهْنِيّاتُ ..
ومَرْحى لِفَطائِرِبَقْلٍ
ولِأَرْضٍ تُعْطينا البَقْلَ
فَلا خَوفَ عَلَينا من جوعٍ أَو حَرْبٍ تَجْتاحُ قُرانا .
حَضَرُوا 
فَأَضاءَتْ غُرَفُ البَيتِ بِهَمْهَمَةِ الأَحفادِ 
وصارَ البَيتُ خَلِيَّةَ نَحْلٍ ناشِطَةً
ما أَجْمَلَها .... !
دُنْيا تَتَشَكَّلُ أَلْوانَاً أَلْوانا .
ما أَجْمَلَها .... !
أَحْفادٌ فَوقَ الرّابِعَةِ ودونَ الرّابِعَةِ ،
فَ ( مَجْدٌ )يَقْفِزُ كالقِطَّةِ خَلْفَ القِطَّةِ 
وَ ( حُسَينٌ ) يَتَعارَكُ مَعَ ( يوسُفَ ) في خِفَّةِ ديكَينِ ظَريفَينِ 
وذاكَ (مُبَّدّى ) يَتَحَدَّى ( سَلْمانَ ) بِلُعْبَةِ ( آي بادَ )
ويَنْتَظِرانِ وُصولَ ( بَهاءٍ ) مَعَ ( أَلْما ) الحَسْناءِ 
و( سَلْمانَ ) أَخيها كَي يَلْتَئِمَ الشَّمْلُ بِمَنْ جاءِ ويَزْدانا .
وهُنا ( زَهْرَةُ ) تَجْلِسُ وادِعَةً 
تَرْقُبُ في شَغَفٍ ما تَصْنَعُ جَدَّتُها .
و ( رَزانُ ) تَمُدُّ يَدَيها لِلْخُبْزِ السّاخِنِ
يَحْرُقُها الخُبْزُ السّاخِنُ..
تَبْكي ..
تَلْحَسُ أَطْرافَ أَصابِعِها 
نَضْحَكُ ..
لكنْ نَحْضُنُها حُبَّاً وحَنانا .
والجَدَّةُ ما زالَتْ تَدْحو بِمَهارَةِ خَبّازِ ابنِ الرُّومِيِّ رُقاقَتَها 
وتُوَزِّعُ بَينَ الأَحْفادِ مَحَبَّتَها .
وأَنا – الجَدَّ –أَنُشُّ البَرْدَ بِدِفْءِ عَباءَتِيَ الصّوفِيَّةِ
يَغْمُرُني الفَرَحُ 
أُتَمْتِمُ : حَمْدَاً للَّهِ بِما آتانا !
سَنَةٌ أُخْرى تَنْضافُ الى سَنَواتِ العُمْرِ ،
وما زالَتْ تَجْمَعُنا نَقَراتُ أَصابِعِها  حَولَ الطَّبْلِيَّةِ 
وَهْيَ تُعِدُّ فَطائِرَ بَقْلٍ شَرِبَ صَفاءَ المُزْنِ 
وغَذَّتْهُ الشَّمْسُ 
وأَرْضٌ تَعْرِفُنا من وَقْعِ خُطانا .
 
                                                        ( البُقَيعَة / الجَليل آذار 2015 )
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق