"معضلة الجبل" والامتحان الكبير والفاتحون الجدد بقلم زايد خنيفس
2015-06-19 17:23:33
ننشر هذه المقالة قبل ساعات من وقفة التضامن مع الاهل في سوريا، التي ستقام غداَ السبت في رحاب سيدنا شعيب عليه السلام في حطين، التي تأتي بناءَ على دعوة وجهت من الرئاسة الروحية واعضاء الكنيست ورؤساء المجالس والخطوة ممتازة، لانه اضعف الايمان والصلاة من هذا المكان بسلامة وحفظ الاخوان في سوريا هو الصواب، بل قمته وجوهره وننشر هذه المقالة في وقت ما زالت عيون التكفيريين الذين يجهلون جوهر نَص القرآن، فقتلوا الناس وذبحوهم ولم يفرقوا في المذاهب وما يهمهم ان يكونوا أو لا يكونوا غيرهم واستعين بجملة قرأتها لاحدهم عندما قال: "لو عرف الاسلام جوهر القرآن لامتلكوا العالم "
ننشر هذه المقالة وبلدة حضر الحدودية محاصرة بقوى الظلام وسويداء الجبل عين الكفار عليها، لانها خاصرة دمشق وننشر هذه المقالة وسط اعتذار تنظيم جبهة النصرة الاخير عم اقترفته من مجزرة في بلدة قلب لوزة في جبل السماق اعتذار لم يأتِ من فراغ بل جاء نتيجة ضغوط مارستها ايادٍ خفية ولا شك بان اسرائيل داخل اللعبة واعتذار تنظيم جبهة النصرة كان تكتيكيا، لان من يريد السيطرة على دمشق القلب النابض لبلاد الشام، لا يستطيع الدخول اليها الا اذا عبر سويداء الجبل وهنا المعضلة الكبرى امام هذا التنظيم وغيره وهذا الاسبوع شهدت القرى الدرزية في الجليل والكرمل مسيرات توجتها الأعلام الخمسة وكانت النداءات والاصوات والمشاعر صادقة لان نشيد الولاء وحفظ الاخوان نفسه من الكرمل والجليل حتى سفوح جبل الشيخ مرورا في الممرات الامنة حتى الجبل الاشم وجبل السماق وكل القرى وسواد حجارتها وسفوحها واعتذار الامراء من جبهة النصرة خطوة تكتيكية لان هدفهم اعادة كل سوريا بغوطتها وريفها وساحلها الى دولة يحكمها السيف والشريعة ومن يفكر غير ذلك فإنه لا يعرف اجندة التكفيريين.
مجزرة قلب لوزة في جبل السماق رفعت حرارة تصريحات القادة الدروز في لبنان وسوريا واسرائيل حول مخاطر المرحلة القادمة والمشاهد المتوقعة وفي وقت يبدأ حصار النظام السوري من كل مكان من الجنوب بقيادة النصرة ومن الشرق والشمال تنظيم داعش ومن الشمال ومن الحدود التركية فصائل الجيش الحر والجيش السوري ينتقل من موقع الى موقع لكن تراجعه واضح في الحفاظ على امارة العلويين وامارة حزب الله في بقعة حصينة ليبقى ريف السويداء وجبل العرب بين فكين فإما اعلان ولائه للنظام واما الحياد واما ان يواجه سكانه من الدروز مصيرهم وتصريحات القادة وعلى رأسهم وليد جنبلاط وامكانية نزوح دروز جبل السماق الى تركيا ومن هناك الى لبنان هي انتحار واعادة مشهد نكبة الشعب الفلسطيني وانتقاله الى مخيمات النزوح والعودة لها شروطها في بلاد اصرت على التقسيم وتحويلها الى امارات ودويلات وتصريحات لم تتوقف عند وليد جنبلاط وهذه الافكار غير الموفقة الى تصريحات في بلادنا قرأت منها حديث رئيس مجلس دالية الكرمل رفيق حلبي، لإحدى المواقع العبرية والذي تحدث هو الاخر عن النزوح بعد تدخل الجيش الاسرائيلي والسماح لدروز سوريا في عبور الحدود الى البلاد متناغما بأفكاره مع زعيم حزب التقدم الاشتراكي.
للقيادة الاسرائيلية اجندتها وافكارها ومخططها وما يهمها ان تلعب كل الفصائل وكل الطوائف في غير ملعبها من قيام الامارات على جبال وسفوح سوريا حتى قيام الدويلات على ارضها ليسهل عليها الغاء المشروع الايراني الممثل بذراعها حزب الله ولن تبكي القيادة الاسرائيلية على دروز السويداء ولن تذرف الدمعة عليهم ومن ينظر في الخارطة الجغرافية جيدا ويحاول تحليلها تستطيع اسرائيل ايجاد ممر من حدودها الشمالية نحو جنوب سوريا ومنطقة درعا وشمالا نحو السويداء للمحافظة على اهلنا هناك واستجابة لنداء القيادات الدرزية في اسرائيل لكن القيادة الإسرائيلية لها برنامجها ولها عيونها في كل زاوية في سوريا ولا تستعجل ما دام اللعبة بعيدة عن ارضها ومصالحها وقد يكون مشروع دولة درزية تحظى حسب تقديرهم بدعم الغرب مشروعا نحو تقسيم سوريا وتقطيعها والغاء المشروع الايراني وحزب الله على طاولة المفكرين والمخططين ومن يمتلكون القوة يستطيعون ترتيب الاوراق من جديد .
دروز اسرائيل قاموا بواجبهم ويقومون به على مدار الساعة هكذا تربوا وهكذا هُم لكن المعضلة السورية على ما يبدو اكبر من حساباتنا وفيها شمولية التدخل الدولي ليشمل دول الخليج والسعودية وايران وامريكا والدروز في سوريا قد يتجاوز عددهم 600 الف مواطن وقد تكون مواقعهم وبلداتهم لم تصَب كما اصاب باقي جسد الوطن واعادة تنظيم صفوفهم وتسليحهم والمحافظة على وجودهم تحتاج لرص الصفوف امام اسلحة متطورة وقعت في ايدي التكفيريين وتراجع جيش النظام في مواقع هامة لن يخدم دروز الجبل وقد تكون التضحيات كبيرة ليبقى السؤال هل يعيد الثوار الدروز ثورة 1925 في انتصاراتهم على المستعمر الفرنسي ام ان العدو الحالي اشرس مما نتوقع؟ والمعركة على عتبات السويداء والقضية على المحك ليبقى السؤال هل الحياد الدرزي في هذه المنطقة وفي هذا الظرف التاريخي هو رأس الحكمة والبقاء وعدم النزوح كما يقترح وليد جنبلاط وبعض المجتهدين اللذين لا يدركون ما يجول في رؤوس جبهة النصرة والصراع اكبر مما نتصور لان اسرائيل تريد شيئين الاول حزب الله يركع على ركبتيه وايران تغادر المنطقة وتريد سوريا جسد مقطع تحكمه الدويلات والامارات من قبل من يريدون عودة الخلافة وسيوف وخيول وما قبل الاسلام وما بعده وفتوحات على الطريق وغابت عن القيادات الاسرائيلية بأنهم سيكونون في اجندة الفاتحين الجدد عندما تدق الساعة والسؤال الاكبر هل نحن في الامتحان الاكبر؟
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير