"ما بالهُ؟!" تأليف: شريف صعب- أبوسنان
2015-06-24 11:25:57
"ما بالهُ؟!"
ما بالُهُ لمّا مررْتُ أمامَهُ فَقَدَ الصّوابَ، تعثّرت أقدامُهُ
وتغيّرت وتَحوّلت أحوالُهُ و"تشقلبت" وتكهربت أبصارُهُ
وتلبّدت، مثلَ الغمامِ، سماؤُهُ سوداءُ عابسةٌ، كما أفكــــارُهُ
...أَيَهابُ منّي أم يحيصُ لرُؤْيَتي و"تنزُّ" سُمًّا قاتِلًا أنيابُـــــــهُ
أَيَظُنُّ أنّ المالَ يرفَعُ شأنَهُ فتجرُّهُ نحوَ الهوى أموالُــــهُ
...حتّى هوى، تحتَ النّعالِ مقامُهُ مُتَشتِّتًا، ملءَ الفلا أشــــلاؤُهُ
هو نافخٌ في النّارِ بَينَ رِجالِهِ مُتَأَبِّطٌ-شَرًّا، عديــــمٌ مــــاؤُهُ
ويهيمُ،قاسٍ قلبُهُ، في قومِهِ وتراهُ في السّاحاتِ، أصفرُ وجهُهُ
ما بالهُ لمّا أطِــــــلُّ أمامَهُ كالضّغطِ فوق النّارِ يقوى ضغطُهُ!
فلربّما يختالُ أنّي كـــــــافِرٌ ولربّما خطفَ العَمى أنظارَهُ
...صَدَفٌ يعومُ على الرّمالِ كأنّهُ مُتهلوِسٌ، سكنَ الأسى أكواخَـــــهُ
هذا هو الحَسَدُ المقيتُ بعَينهِ فإذا رآكَ، تبدّلت ألوانُـــــــهُ
فالنّارُ تأكُلُ بعضَها إنْ لم تجِدْ... والبحرُ لا يروي "العطوشَ" شرابُهُ
..لا تنفعلْ، فالأُسْدُ تزأَرُ في الفضا ..والضَأْنُ يهمسُ في القطيعَ ثُغاؤُهُ
والطّودُ يرنو شامخًا نحوَ العُلا والسّهلُ يرقدُ لا يُفِدْهُ هــــــواؤُهُ
إنْ كنتَ لا ترضى وجوديَ في الحِمى ...فأنا الجسورُ، ولا يُرَدُّ مُرادُهُ
وأنا الغضنفرُ في العرينِ حِياضُهُ وأنا الّذي مِلؤُ الدّيــــــــارِ ذكاؤُهُ
سأظلّ أروي للعبادِ معالمي حتّى تمــــــوتَ بنارِ حقدكَ، تائِهُ
يا مُعتَلٍ!
يا مُعتَلٍ فوقَ السّرابِ هواءَهُ لا يردَعُ السّبحانَ إلّا لجــــــامُهُ
خَفِّف خُطاكَ على الأديمِ فرُبَّما أحدُ الجدودِ تئِنُّ منكَ عِظامُـــــهُ
غيّرْ مِزاجَكَ واتَّبِعْ نهجَ الهُدى فالرّبُّ حبّابُ التَّواضُعِ دأبُـــهُ...!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير