سر هدوء "الجبهات" الدرزية بقلم زايد خنيفس
2015-06-26 15:26:23
الحقيقة التي لا غبار عليها بأن عناصر جبهة النصرة فتحوا النار في بلدة قلب لوزة في منطقة ادلب وقتلوا أربعا وعشرين شخصًا من ابناء عشيرتنا، وصبوا حقدهم وكفرهم على ابرياء لم يحملوا السلاح في تلك الساعة، بل حملوا املا بأن تنتهي الحرب الأهلية في سوريا التي اندلعت قبل اكثر من اربع سنوات والخروج في الصيغ والبيانات واجتهادات وليد جنبلاط زعيم المختارة بان العمل الوحشي كان انفراديا واقتصر على مجموعة من جبهة النصرة، التي على ذمة البيانات ستواجه محاكمة ميدانية.
الحقيقة التي لا غبار عليها خروج الدعاة من جبهة النصرة وفروع القاعدة الى قرى جبل السماق ليبشروا الاهل أن دينهم لا يشبه حكمة الاهل وعليهم ان يتوقفوا عما كانوا يؤمنون به، حتى دخول عناصرهم واحتلال التلال والبقاء فيها في هذه المرحلة، والحقيقة أن الموحد لا يستطيع في نسبة العدد والشعور في الاقلية ان تتغلب العاطفة والاحاسيس على العقل وموقف جبهة دروز اسرائيل "فلسطين" كان حتى قبل اسبوع موقفا مشرفا وفي مشهدين الاول حملة الدعم المالي، التي شارك فيها الكبير والصغير وتجاوزت الملايين وصلت غالبيتها الى عناوينها في الجبل وريفه واعتراف القيادات الروحية بهذه اللفتة يثلج الصدر والمشهد الثاني مظاهرات تأييد في كل القرى فمن حق البشر ان يعبر عن خلجات عواطفهم وما الانسان الا مشاعر واحاسيس في حضرة الاقلية التي تبحث عن سبل البقاء بكرامتها فوق ارضها من جبل العرب الى جبل الشيخ الى الجرمق والكرمل وكل السفوح حاضنة الدين الشريف.
الحقيقة التي لا غبار عليها بان الدروز في الشرق انقسموا في اجتهاداتهم ومواقفهم من المشهد السوري وانقسمت الجبهات الدرزية على نفسها وفي لبنان كان موقف وليد بيك جنبلاط بحزبه التقدمي ضد النظام السوري برئاسة الاسد والموقف الجنبلاطي يعود الى اتهام حافظ الاسد بقتل المعلم كمال جنبلاط، خلال الحرب الاهلية الشهيرة، فيما وقف أرسلان الزعيم الدرزي الند لوليد جنبلاط مع النظام السوري ودخل على الخط وئام وهاب، هكذا انقسمت الجبهة الدرزية اللبنانية على نفسها، وانقسمت مواقفها اتجاه جبل الدروز اما جبهة دروز اسرائيل (فلسطين) فكان حالها مشابها الى حد ما للمشهد اللبناني، فلجان التواصل من الشيخ علي معدي الى سعيد نفاع دعمت موقف النظام السوري ونددت بحملة المعارضة ضده فيما كان موقف الشيخ موفق طريف واطراف اخرى يحمل التروي والحكمة في التعامل مع دروز سوريا، وليس بعيدا عن موقف القيادات الاسرائيلية التي تريد سوريا ضعيفة مقسمة مريضة، يضرب فيها حزب الله من خاصرته وتضرب فيه ايران مصالحها عبر جسور النظام السوري وأذرعه المتبقية والحقيقة التي لا غبار عليها وقع اهلنا في جبل الدروز وجبل السماق بين جبهات دروز لبنان وفلسطين وحتى جبهاتهم هم في هذه البقعة .
كل شخص له اجتهاداته في المشهد الذي يراه، لكن الحقيقة الثابتة أن اسرائيل وكما قال لي قبل أيام، احد القياديين المحليين، بأن دولة اسرائيل تحكمها وتديرها مؤسسة فوق رئاسة الحكومة ورئاسة الدولة، ومصالحها العليا تديرها مجموعة مفكرة في المجالات العسكرية والأمنية، واكبر مما نتصور، واذا اعتقد البعض بان سيارات الاسعاف التي مرّت من قرية حرفيش وخرجت من قاعدة عسكرية من جبل الشيخ وتعرضت لجرحى عناصر جبهة النصرة كانت صدفة فانه في الواقع لا يعرف ما يحصل في الواقع فكل شيء عملت حساباته والعنوان اطفاء لهيب جبهة دروز اسرائيل وجبهة دروز الجولان وتحويل اصبع الاتهام الى ما يسميه البعض وسماهم وللأسف بعض القيادين المحليين بالمعتدين على سيارات الاسعاف هي ان نكون في مشهد مقترف الجريمة ليس اكثر.
منذ حادث الاعتداء كما يسميه البعض على سيارات الاسعاف التي تقل جرحى عناصر جبهة النصرة بردت جبهة دروز اسرائيل وحتى الجولان واستدعاء فضيلة الشيخ موفق طريف على عجل مع وفد لا يعرف من قام بتشكيله هو ان يسمع درسا وكلمات يريد ان يقولها رئيس الحكومة ويسمعه الشيخ موفق ليحمل الرسالة الى عناوينها والحقيقة التي لا غبار عليها وقع الشيخ موفق طريف بين فكي ولائه لأهله في جبل العرب وبين ولائه لدولة ترى مصالحها العليا قبل مصالحه ومن حيث لا يدري فأجندة القيادات الاسرائيلية وان كان هذا حقهم كما كان يقول واسمع والدي فان دروز سوريا من حقهم ان يتشبثوا بارضهم ووطنهم وترجيح كفّة الميزان الى فريق على حساب فريق اخر يتطلب لعبة الادوار وان كان في موقف وليد جنبلاط وخيوطه نحو المعارضة السورية فيها من الحكمة وخيوط ارسلان نحو القيادة السورية فيها من الحكمة والموقف الافضل لدروز اسرائيل في الدعم المعنوي والمالي فيه من الحكمة هي ادوار صادقة كلها تنصب في روافد واحدة وقيمة حفظ الاخوان تحتاج الى العقل والعاطفة بعدها.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير