عَوْسَج وَبَنَفْسَج بقلم منير موسى
2015-06-27 20:26:52
عَوْسَج وَبَنَفْسَج
 (16)
 
لحظة
*****
أحبّها، لكنْ، أحبّتْ غيره بلا قلب! أحبّته، لكنْ، أحبّ غيرها بلا إحساس، فغلبت المصالح! بعد ذلك، تبادلوا! خطبها، رخِص كلّ غالٍ لأجلها. سيّارات لا تُحصَى في {جلب العروس!} عادة مبتذلة، تخلَّصوا منها! النُّقْل، الحَلاوَى، الشّراب والذّبائح لا تُحصَى. وأبو العريس لم يطفئ السّيجارة العربيّة الّتي بين السّبّابة والوسطى، وتتغير الأصابع، وكم مرّة حرق القميص الجديد بها! وكأس الويسكي تسقط من يده، بين الحين والآخر متناثرة فتافيت! وأمّ العروس، كانوا يمسكونها بيدها؛ حتّى تعرف الشّرق من الغرب فرحًا وألَم فراق، وتفكيرًا في الأحسن لابنتها! وهلَّ الحلو باكيًا محاكيًا للورود جمالًا! كبر، وكبرت أحلامه، وصار حلمًا لغيره! فكيف في لحظة غيّبته وحوش التّاريخ عن هذه البسيطة؟
***
 
كاهن
*****
قال له صديقه، الّذي لم يبشّره ولو مرّة واحدة، بل اهتمّا بالجوخ، ونعومته:" لماذا لا توحّدون الأعياد، وثَمّة مَن ينادي بتوحيدها من الكبار، مع حفظ الأ¬¬¬سماء!" أجابه الكاهن ذو الرِّفعة:" ألم تعلم ماذا فعل بنا الكاثوليك، وغيرهم من قتل وتشريد عبْر التّاريخ؟ وكاد يبدأ بالمسبّات! فأين وصايا يسوع؟ والّتي قال عنها:" مَن يحبَّني يحفظْ وصاياي". فتلك الوصايا فيها كسر للعُنجُهيّة، الأنانيّة، الكبرياء والخطايا الّتي لا يمكن أن تطلع الشّمس على العائشين المتلذّذين فيها، ولا رحمة لمن لا يعمل رحمة!
***
 
ويْل لمَن يسقي سافِحًا
*****************
الخمرة مستهزئة، المُسكر عجّاج، ومَن يترنّحْ بهما، فليس بحكيم. 
  القاعة تعُجّ بالمشاركين في الفرح، والزّعلان أكثر من الرّاضي؛ بسبب الطّاولة الّتي جلس حولها هو ومن معه؛ لأنّه رأى نفسه محرجًا! رائحة النّراجيل، وغيوم السّجائر كأنّها صاعدة من طابون، ومَن عنده ضعف في التّنفّس، ليهرب مسرعًا خارجًا إلى الهواء الطّلْق!  الكلّ يلبَس أجمل الثّياب، والحديث يدور عن أسعارها، وليس عن الديون المتراكمة، وأكل حقوق النّاس. العطور تفوح من جميع النّواحي! وكؤوس الخمر، الكحول والكوكتيل تدور مُشَعْشَعةً، وتدوّخ المحتفلين! رقصات عشوائيّة مفتعلة، تصل إلى حدّ الخلاعة! واحد عن اليمين وواحد عن الشّمال، يتأبّطان أبا العريس المخمور المتبهدل خارجًا من القاعة، بعد أن بقي فيها قلّة من مجازِفي شرب الزّجاجات الصارعة، ناسيًا كيس النّقوط، روحَه! هرج ومرج، وبلا حرج، عبّأ كلّ من عنده كلاب، وهي حرّاس العرب! أو قطط وهي ماحية الفئران، أكثر من كيس مليئًا بالأرزّ واللّحوم! سافروا مُتخمين، وحرّكت الكلاب والسَّنانير ذيولها، وخلَدوا إلى النّوم!  
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق