ادب وشعر | "مأساةُ دميةٍ" تأليف:شريف صعب-أبوسنان

الاحد 17.11.2024

الرئيسية >> ادب وشعر

(اضف تعقيب)

"مأساةُ دميةٍ" تأليف:شريف صعب-أبوسنان

2015-07-25 21:02:36

"مأساةُ دميةٍ"

قصيدة تأليف:شريف صعب-أبوسنان

فوق مياهِ البحرِ الهمجيّةْ

دُميةٌ، تتقاذفها الأمواجُ العاتيّةْ

..تبكي على طفلةٍ فقدتــــــــــــها، غرقتْ

احتضنتها في الّليلةِ الماضيةْ

..تيتّمت الدُميةُ، تركتها طفلتها...الغاليةْ

وراحت تسبحُ فوقَ الغيم، مع ملائكةِ

الرّحمة،

ملائكةِ الأطفالِ السّاهرةِ...

فقدتْ الدّميةُ كلّ ما كانت تملكهُ من حنانٍ

وأمانٍ..بينَ ذراعَيّ

طفلةٍ باهرةْ..

جميلةٌ كانتْ تلكَ الطّفلةُ السّوريةُ عندما اعتلتْ

ظهرَ قاربِ صيدٍ أكلَ عليه الدّهرْ

...لقد شرّدها القهرْ

وقد أرهقهُ

جنُّ الموجِ وزخَـــــــــــمُ البحرْ

...هربتْ من واقعِ أحقادِ الأجدادْ

من حربٍ قسريّةْ

ومن ثوراتِ الغضبِ الأعمى

حاملةً أكداسَ هموم ِالعمرْ

...وعلى الشّاطئ،كانت قد رسمتْ أحلامًا

واسعةَ الرّدَهات..من صَدَفٍ أهلكَهُ الهجرانْ

كبيوتٍ هُجرتْ/هُدِمتْ في القامشلي وفي داريّا

وفي بلودانْ

هرعتْ، صعدتْ ظهرَ المركبْ،

...وعلى الشّاطئ،حطّتْ،مدّتْ

أمواجُ الزَّبَدِ الأرعنْ كالطّوفانْ

هدمتْ، سحَقتْ-كلّ قصورِ الشّامْ

ومساجدَ من وحيِ الرّحمنْ

وقلاعٍ...شــــيَّدها السّـــــــــــلطانْ

مسكينةٌ أيّتها الطفلةُ السّوريّةُ

واليمنيّةُ والمصريّةُ والّليبيّةُ

..والكرديّةُ والعربيّة

فربُّ الكون انشغل عنكِ،وعن كلِّ الأطفال

المنسيّةْ

وعن الأحزانْ

وراح يفاوضُ في......اليونانْ

وفي أوكرانيا وفي البلقانِ وفي

الأفلاقِ وفي البغدانْ

أو ربّما مشغولٌ،ربُّ الأكوانْ،

"بصقعٍ آخَرَ"، ب"بلوتو"-خلفَ حدود الجانْ

...فهناكَ تحتدمُ الثّوراتُ الأزليّةْ...

ولربّما يسرحُ، ربُّ الكونِ، في طهرانْ

...يعالجُ كلّ همومِ الأرضِ الذريّةْ!!

لا تبكي يا "دُميةُ-حبّي" فأبو طفلتك وأمّ الطفلةِ

قد ماتا، من همّةِ برميلٍ أرعنْ

قد وُلِدَ من بطن"الميغّ" أو"السّوخوي"

...من وحيِ الغربِ الحاقدْ،

يتمشّى فوقَ حقولِ الحنطةِ

...والبترولْ،

فوق ترابِ

الوطنِِ الرّاقد

...والشّعبِ المخبول

يتربّصُ آثارَ الأجدادْ

، في تدمرَ،بابلَ أو بغدادْ

..يكمن للأُمّةِ، بالمرصـــــــــادْ!!!

يا شعبًا يتبجّحُ بالوحدةِ والحريّةْ

أين الوحدةُ، أين القوّةُ،أينَ

الآياتُ الثّوريّةْ ؟

يا شعبًا، كالأطفال، يرسمُ فوقَ رمالِ الشّاطئِ

...فوق مياهِ البحرْ

ستُمضي عمرَكَ مكبوتًا

تــــــقبــــــــــــعُ فــــي قأووووشِ القــــــــهرْ !!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع