نفحات، بمُناسبة عيد الاضحى المُبارك ..شهربان معدي
2015-09-23 08:17:24
نفحات، بمُناسبة عيد الاضحى المُبارك ...
نُقلية العيد...
بالأمس كان العيد، حفنة قضامة وسفط راحة، وقُبْعَة زبيب وقطين، تُقدّمها وجوه مُشّرقة، مُضيئة، تفيض منها أنوار المحبة وبشائر الخير...
بينما اليوم، العيد حفنات من الجوز واللوز وشَتْى أنواع البذورات، وشكولاتة محلية ومُسّتوردة، وحلويات شرقية وغربية، وفاكهة موسمية وغير موسمية، تُقدّمها وجوه قلقة، حائرة، لا يروقها شيء، ولا تسّتسيغ شيئا...
التقوا كالأغراب...
تركوا العيد، يتيماً على عتبة الباب، تربكه الخيبة والإحباط، والتقوا في إيلات كالأغراب...
شعور بالخجل...
شعر العيد بالخجل، عندما حوّلوه لدمية خشبية، تُحركها خيوط التقليد الأعمى..
دموع العيد...
سقطت من عيناه دموع سخية، عندما رآها تجلس
في عين الشّمس، تشحذ لإخوتها العيدية من سيارات العابرين...
ماذا سنقول لهم !؟
لماذا يا عيد تجاوزت آلان وغالب وريحانة، وعلي وريهام الدوابشة، وفراس ونغم وليال ويزن، وآلاف الأطفال والأُمهات! ماذا سنقول لهم يوم الحساب...
الرحلة الأخيرة...
كان خروف العيد سعيدا، غير مُصدقا نفسه، أثناء جولته الأُولى في مركبة الجزّار، دون أن يدرك أنها ستكون الأُولى والأخيرة...
أهزوجة الأجّداد...
بكرة العيد بنعيّد، نذبح بقرة بوسعيّد! بو سعيّد ما عندو بقرة، نذبح بنتو هال شقرا! هال شقرا ما فيها دمْ، نذبح بنتو وبنت العم!!
أهزوجة اطفال اليوم:
لا نُريد ذبحا ولا إراقة دِماء، ولا كبشا يُنّحر أمام ناظرنا! ولا حتى ثياب جداد!
نُريد طفولة سليمة مُعافاة، أعطونا الطفولة، أعطونا الحياة ...
لم يخطُر بباله!
في الغُربة صار العيد غريبا مثّلهم، بعيدا عن الوطن...ولم يخطُر ببالهُ، انها ستفلت من بين اناملهُ، فرحة الأطفال، ورائحة الكعك المجبول بماء الورد، وعودة الغُيّاب...
صُرة العيد...
كم شِلْتَ يا عيد هموما في طيات قلبك، واتيت إلينا كل عام ، حاملاً في صُرّتك شهد الرضاب ، وقُبلات الشّمس، وشذا الأحباب...
ماذا ينقُصكم؟؟
الحمدُ لله، لا ينقصنا شيئا يا عيد، غير لمسة حانية وابتسامة صافيةُ، تنبُع من قلبٍ صافٍ، لتتحول لحديقة تُزّهر في قلوبنا كُل عــــــام...
لك مــــا شِئت...
قلوبنا تصَحَرت يا عيد! فلك ما شئت، لك كل الصلوات والأهازيج، لك كل الطقوس والمراسيم، لك أزرار الورد، وغلال البيادر، لك كل مواسم الخير، ومهرجانات الفرح! لك الليل، لك النهار... مـــا شئت! ولـــكن لا تحرمنا طلتك البهية، كُل عـــــام...
العزيز الغالي...
رغم شظف العيش، ورغم مرور السنين، ورغم ما يدور حولنا... ما زلت يا عيد الضيف العزيز الغالي، الذي ننتظره بلهفة الأطفال...
سلاما عليك...
سلاما عليك يا عيداً، يتسول الفرح للفُقراء ويمسد شعر اليتيم، ويصفح عن الإساءة، ويصل الرحم، ويجبّر الكسر.
سلاما عليك يا عيدا، يتعطر بحب الهال وعبق الحبق، ويدُق جميع الابواب...
مُلاحظة:
القُبعة، سلة صغيرة على شكل قُبّعة، ملوية من القش المُلوّن، كانت تُستعمل لتقديم النُقلية (حلويات العيد).
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير