الرئيسية
اضفنا للمفضلة
اتصل بنا
السبت 16.11.2024
"غفوةُ أيْلان وهبّةُ...البلعوس" تأليف: شريف صعب-أبوسنان
2015-10-11 08:33:08
"غفوةُ أيْلان وهبّةُ...البلعوس" تأليف: شريف صعب-أبوسنان
أُتركوا أيْلانَ يغفو جاثمًا فوق الرّمالْ
...فشعوب العُربِ تجري تائهة نحو المحالْ
وأيلانٌ، يحتضنهُ شاطئُ الأحلامِ، يرنو
شاخصًا نحو التّلالْ
وهو طفلٌ يخزنُ الآمالَ في أحشائهِ
يكبُتُ الألامَ من غير اهتمامْ
قد غفا غفوةَ أهلِ الكهفِ من غير كلامْ
..ولقد أعياهُ جِنُّ الجوعِ في أعماقهِ
فإلهُ الجوعِ والتّرحالِ...والإرهاب، قطعًا،
لا ينامْ
كم لها أيلانُ في الأوطانِ طفلًا يانعًا، غضًّا نقيًّا
يحتضنْ أرضَ "كوباني"...والوطنْ
لا يدري أسبابَ القضيّةْ
جاهلًا ما كانَ قد أدّى إلى هذي المحنْ
...حالمًا بالّلعبِ مع أترابهِ...والحياةِ المدرسيّةْ
لم يفكّرْ بالصّواري...والبحارْ...لم يرَ، من عهدهِ،
مَوجًا عنيفًا...سرمديّا!
في الجبلْ
هبَّ بلعوسُ الكرامةِ والفداءْ
سابحًا فوقَ السّحابْ
قالَ: يا نعمَ الكرامة والإباءْ...فوقَ هذي الأرضِ
أو
تحـــــــــــــتَ
التّـــــــــرابْ
سِــــــيّانِ بلعوسٌ وأيـــــلانُ الشّهادةِ والشّهامـــــةْ
من ذوي القربى...وجَـــــــــورِ الأقربــــــــاءْ
يا هبّةَ الشّرفِ المُعطّرِ والمُعثّرِ...والمُلطّخِ بالدّماءْ
في عرينِ المجدِ...في جبلِ العروبةِ
والزّعامةِ والعطــــــــاءْ
هذه الأوطانُ تسحقُ كلَّ أطفالِ وأشبالِ الشّرفْ
...كما فِعلِ الأسودْ
فشذى الصّديقِ والفاروقِ والعبّاسِ والتّاريخِ
... قطعًا لـــــــــــــن يعـــــــــــــودْ!
...أمّةٌ عمياءُ في أطرافها كلّ القُيودْ
تنقضُ الأيْمانَ والأعرافَ...والأفراحَ والأحزانَ
وتغتالُ العهــــــــــودْ
أُتركوا البلعوسَ "عملاقًا" علا جبلَ الكرامةْ
...يُزيّنُ رأسَهُ الإصرارُ مع وهجِ العمامةْ
قاسيًا صلبًا كبازلتِ "الجــــــــــــــــبلْ"
....فإذا الجسمُ تخفّى، اعلموا: لا بُدَّ في الرّوحِ الأمـــــلْ !
أُتركوا أيْلانَ، طفلًا صامتًا وسطَ الظّلامْ
إنّ في أحشائهِ كل العروبةِ قابعةْ
تحت الرّكامْ
...في بلادٍ ،أصبحَ الشّعبُ ذليلًا...مُنهكًا
تـــــــــحت الحُطـــــــــــامْ!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved ©
جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
