"لجنتان" والسقوط الكبير مقال: زايد خنيفس
2015-10-28 08:57:59
"لجنتان" والسقوط الكبير مقال: زايد خنيفس
البشرى هذا الاسبوع هطول الأمطار لتروي أشجار الزيتون والحقول والسهول، ويجب نشكر الله على كل قطرة لأن على هذه البقعة ما يستحق الحياة وقوس قزح علامة فارقة في وجه الخير الذي لا يفارق مشاهد الحياة واكتمال الصور وفي خضم هذه الألوان، استبشرنا خبر انقسام في منتدى المجالس الدرزية والتي يضاف اليها شكلياً اسم يشرفنا ان يكون بيننا "الشركسية" وبقدرة قادر تحولت اللجنة الى شطري البرتقالة واللجنة أصبحت لجنتان والخير على الطريق المؤدي الى ضعفنا وانتكاستنا في التمييز بين المصلحة العامة والمصلحة الشخصية والفئوية ومرت أيام واسبوع ولم أسمع موقف الرئاسة الروحية التي كانت وما زالت حلقة الوصل بين الخلافات داخل طائفة حددت صورتها في منتصف الخمسينات واستقبالها وبنى السابقون من الشخصيات التي عملت على بناء كيان مستقل لطائفة الموحدين الدروز واكتمال مؤسساتها لتكون الوجه الواضح لهذه الجماعة التي ربطت مصيرها بمصير دولة لم تنصفها.
حتى كتابة هذه السطور والبشرى لا تشبه مطر هذا الاسبوع والاعلان عن مقر جديد في قرية يركا لبعض الرؤساء وابقاء الاخرين في مقرات اخرى لا يشرف طائفة وضعت هؤلاء الاخوة منارة تضيء اخر النفق وفي دولة اذا لم ترفع صوتك ولم تغلق شارعا وحاجزا، لن تأخذ حقك من قيادته التي نفت مواقف طائفة ربطت مصيرها بسطور دولة فتية ومنتدى المجالس الدرزية لم يأتِ من فراغ بل جاء مطلبا شعبياً من اجل احقاق الحقوق وانتزاعها من وجه من مزقوا العهود والمواثيق، في الطريق المؤدي من قرانا باتجاه طريق العاصمة ودار الحكومة.
حقق منتدى المجالس على مدار السنوات السابقة مواقفا وانجازات انعكست على تغيير وجه القرى وخاصة احياء الجنود المسرحين والمناطق الصناعية والخرائط الهيكلية والتربية والتعليم وغيرها من المشاهد ونزوة البعض في طعن جسد هذا المنتدى خطيئة وطعنة بمن سبقوهم في سنوات الخمسين الى تحديد وجه طائفة حددت مصيرها في بناء مجتمع يصبو الى قطف الثمار ونداء النائب حمد عمار في اعادة كل اعضاء الجسد الواحد الى الطاولة المستديرة يُعتَبر نداءً حكيمًا، والقضية ليست ميزانيات فقط بل اكثر من ذلك، لان الامانة تفرض على كل رئيس وكَّله ابناء بلده بحمل البيرق والراية مكلفًا ان يكون اكبر من خلافات صغيرة وغياب الدستور والنظام عن منتدى المجالس الدرزية سبَّب في ضياع الكلمة وفتح مقرات اضافية في يركا وساجور والكرمل والخطوة غير مسؤولة في اتجاه احباط امال شبابنا بإحقاق الحقوق والقضية ليست فقط ميزانيات واموال توزع بل اكثر من ذلك بل هي امانة غالية يحملها كل رئيس اتجاه بلده وعشيرته اولاً، وسكوت الرئاسة الروحية لا يخدم العشيرة والمطلوب طرح مبادرة فورية واعادة الجسور ومقر واحد يحفظ طائفة واحدة وغير ذلك سيبقى جسدًا ممزقًّا سينهشه الذئاب على الطريق.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير