نظرة في الحرب الأخيرة الممهّدة لظهورعالم جديد !!!
2015-11-03 22:29:00
(الجزء11/3) منير فرّو
ويرى المسلمون حسب الأحاديث النبوية،أنها معركة تحرير القدس،التي تذكر المراحل النهائية لحركة المسيح عيسى ابن مريم والإمام المهدي عليهما السلام في آخر الزمان، وهي حرب سوف تقع بين المسلمين والروم أي النصارى يكون النصر فيها أولا للروم وبعدها ينصر الله المسلمين عليهم لقوله تعالى في سورة الروم : " الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر في قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم "،
فالله جل وعلا يعطي الملك لمن يشاء، ويمنع الملك ممن يشاء، وكل ذلك فقط بالعدل، لان الله ليس بظلام للعبيد، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فإذا تصافوا للقتال قال الروم للمسلمين: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم"،
الروم هم بنو الأصفر الأوربيون والأمريكيون، والأعماق أو دابق موضعان بين حلب في سوريا وأنطاكيا في تركيا ، فإذا تصافوا للقتال، إذا استعد الفريقان والجيشان للنزال وللمقاتلة وللتلاحم ولبدء المعركة الفاصلة الحاسمة ، قالت الروم خلـّوا بيننا، وبين الذين سُبوا منا نقاتلهم يعني اتركوا لنا أولاً هؤلاء الذين تركوا صفوفنا وتركوا ديننا وذهبوا إليكم لان كثير من أهل الروم سينضمون إلى صفوف المسلمين ويقاتلون مع المسلمين،
وأيضا قيل : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود"، - فالإسلام أعترف بالتوراة والرسالة اليسوعية ولكنه يرى بأن عليهم دخول الإسلام للوصول إلى الجنة، لأن الإسلام آخر رسالة سماوية لقوله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام "، وبعدها تكون القيامة،
وقد أوردت مصادر الشيعة والسنة أحاديث معركة المهدي الكبرى هذه، ويأتي ذكر بعضها في الحديث عن إيران وشخصياتها في عصر الظهور ، من قبيل حديث الرايات السود المستفيض: "تخرج من خراسان راياتٌ سودٌ) لعل هي داعش)فلا يردها شئ حتى تنصب في إيلياء)القدس) "، وأن طرفها المباشر السفياني أو الأشوري(العراق لأن أحداث العراق لها علاقة بقرب القيامة واحتلالها على يد الغرب بحجة امتلاكه الذرة أو تحريره ما هو إلا تطبيق للأقدار وبداية الفتن الدينية وتناحرها وخراب مدنها كالكوفة والبصرة)، وخلفه اليهود ودول أوربا، لأنها ستكون بين قوتين متنافستين على مركز سيادة العالم دول غرب أوروبا والأشوري ،
والأشوري موطنه فارس إيران وتركيا ، والأشوري سوف يكون عدو إسرائيل إلى آخر الزمان ،لذلك سوف يعقد اليهود مع القائد الروماني أي الغرب حلفا خوفا منه، وعليه ستكون جيوش الأشوري هي الخصم الأكبر للغرب، ويمتد محورها من أنطاكية إلى عكا، أي طول الساحل السوري اللبناني الفلسطيني، ثم إلى طبرية ودمشق والقدس، وفيها تحصل هزيمتهم الكبرى الموعودة،
وتورد الروايات أن المهدي عليه السلام يعقد بعد هذه المعركة هدنة مع الروم، مدتها سبع سنين، ويبدو أن عيسى يكون وسيطاً فيها، فيغدر الروم وينقضونها، ويأتون بثمانين فرقة (راية) في كل فرقة اثنا عشر ألف، وتكون هذه هي المعركة الكبرى التي يقتل فيها كثير من أعداء الله تعالى، وفي النهاية ينتصر المسلمون على الروم بعد غلبهم لهم ويحتلون القسطنطينية وروما ويتم حكم العالم بالخلافة الإسلامية،
فالإسلام السنة يعتقدون بخلافة نبوية راشدية، والشيعة بخلافة إماميه، وهذا هو السبب الأصلي في الاختلاف والتباين بين السنة والشيعة لاعتقاد الشيعة بضرورية الإمامة لأن الإمام هو بمثابة وصي للرسول يكون حجة من بعده وهدى للناس، إذ لا بد من حجة قائمة تحمي الكتاب الذي جاء به الرسول، وتحفظه للأمة من بعده، ويصل أحيانا بينهم بالبغض حتى الموت،
ويستدل الشيعة على هذا من قوله تعالى: " وكل شيء أحصيناه في إمام مبين "، وأيضا :" يوم ندعوا كل أناس بإمامهم.."، وأيضا : " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم. ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة اللّه على الكاذبين"، (أبناءنا) الحسن والحسين أبناء الإمام علي، و(نساءنا) تعني فاطمة ابنة الرسول محمد وزوجة الإمام علي ، و(أنفسنا) تعني علي، وأيضا من الحديث النبوي القائل :"من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية"،
فالإمام هو الفيصل بين الإسلام والجاهلية، فمن تبعه فقد دخل في حظيرة الإسلام ومن خالفه دخل حظيرة الجاهلية، فقد أصبح على الأمة من الضروري أن تتسلح بعقيدة الإمامة الحقة في مواجهة الواقع،
ويعتقد الشيعة بان المهدي هو الإمام الثاني عشر، وهو من سلالة الحسين من السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالم رضي الله عنها، ابنة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، زوجة الإمام علي بن أبي طالب الإمام الأول والوصي بعد الرسول عليهم السلام، والذي اسمه محمد وكنيته أبو القاسم بشهادة الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: " القائم المهدي من ولدي، اسمه اسمي( يعني محمد)، وكنيته كنيتي( يعني أبا القاسم)، أشبه الناس بي خلقا، وخلقا"، وأيضا: "لو لم يبق في الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا من ولدي (من سلالة الحسين بن علي وفاطمة )اسمه اسمي( أي محمد)"، وهو ابن الإمام الحادي عشر حسن العسكري بن علي (الهادي)بن محمد (الجواد) بن علي (الرضا) بن موسى ( الكاظم )بن جعفر ( الصادق )بن محمد (الباقر )بن علي ( زين العابدين )بن الإمام الحسين (الشهيد )أخو الإمام الحسن(المجتبى )ولدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،
وقد ولد سنة 255 هجرية بسر من رأى( سامراء العراقية)، وكان والده قد أخفاه حين ولد، وستر أمره خوفا عليه من الخلفاء العباسيين الذين كانوا يتطلبون الهاشميين سلالة الرسول بهدف الحبس والقتل، ويعتقد الشيعة بأنه لم يمت وان الزمان هو الذي يوجب خروجه مع ظهور علامات تحتم خروج المهدي، وهناك من الأئمة على اتصال دائم معه وتجري بينهم مكاتبات ورسائل في أمور اشكلت عليهم وتحتاج إلى أجوبة، وعندما يسأل المهدي فهو يعطيهم الجواب، وينتظرون عودته في آخر الزمان ليملأ بظهوره الأرض عدلا وقسطا بعد أن تكون قد ملئت جورا وظلما على يد المستكبرين في الأرض ويستولي على الدنيا، ويكون اشتهار امره في الكعبة في مكة في الركن اليماني وهناك يبايع ويقوم بفعله العظيم.
وهذا سبب ظهور "جيش المهدي" في العراق بقيادة مقتدى الصدر، وجيش " انصار الله" في اليمن، وجيش "حزب الله" في لبنان الذي يقوده اليوم السيد حسن نصر الله، والذي هو عضو من ولاية الفقيه كالخمنائي في إيران والسيستاني في العراق، والذي هو صاحب الدولة في السلم والحرب والنائب عن الإمام الغائب المهدي المنتظر وحجة الله على الارض، ويلبس العمامة السوداء التي هي دلالة من قربه من آل البيت آل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ويتكلم بكلام الإمام المغيّب وما يسمى بالكلام الإلهي والنصر الإلهي والوعد الصادق والعدل والإنصاف وانتصار المظلوم، يتبع ...يتبع ...
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير