نظرة في القناعة السلبية بين القيد والتحرر ورؤساء مجالسنا...منير فرو
2015-11-04 15:05:36
نظرة في القناعة السلبية بين القيد والتحرر ورؤساء مجالسنا... منير فرو
قال تعالى : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".وقال وهو عز من قائل : " إ ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ... جميعا ولا تفرقوا" صدق رب العزة .
انه لمن المؤسف والعار ما حدث ويحدث بين رؤساء سلطاتنا المحلية مؤخرا واختلافهم وتراشقهم العبارات النابية فيما بينهم حول انتخاب رئيسا لمنتدى السلطات الدرزية والشركسية وهم من نالوا ثقة المواطنين الذين أي المواطنين كما في كل مرة يطحنون بعضهم بعضا مثل حجر الرحي لينتخبوا رئيسا جديدا لعله يفي بالشر المطلوبة فالاختلاف لا يورثنا الا الفشل ويبطل انجاز كل عمل فالهدف الذي هو تقدم قرانا واخراجها مما هي عليه هو الاسمى من كل اختلاف والاختلاف يجب ان يكون على على الراي والطرق التي تسعى بها السلطات من اجل تقدم قراهم وليس فقط من اجل الاختلاف على اشخاص .
انّ صناعة التأثير أمر مُتاح للجميع، ولكن لها مُستلزمات ومُتطلبات، ومن مستلزماتها أن يقتنع الإنسان أنه قادر على ذلك، وأن تكون رؤيته لنفسه ولمستقبله ومستقبل مجتمعه واضحة جليّة لديه، وأن يتّخذ قراراً حازماً للوصول إليها، وأن يبدأ المشوار بجد واجتهاد، وقبل هذا وذاك أن يتوكّل على الله ويستعين به.
في حياتنا توجد كثير من القناعات السلبية التي نجعلها "شماعة للفشل" .. فكثيراً ما نسمع كلمة : مستحيل، صعب، لا أستطيع ... وهذه ليست إلا قناعات سالبة ليس لها من الحقيقة شيء .. لان لا شيء يكون مستحيلا يقف امام الارادة بل بالارادة والعزيمة والإخلاص يمكن تذويب الصعاب كما يذوب الحداد الماهر الحديد ويلينه، والإنسان الجاد، المتوكل على الله المتفائل والذي يضع امامه دائما خط النجاح بالرغم من محاولات فاشلة يستطيع التخلص منها بسهولة... فنجد كثيرا من الناس قد يحجم عن عمل ما من أجل أنه يعتقد عن نفسه أنه ضعيف وغير قادر وغير واثق من نفسه…وهو في الحقيقة قد يكون عكس ذلك تماماً… كما جاء في قصة الضفادع والبئر التي تقول :
"كانت مجموعة من الضفادع تقفز مسافرةً بين الغابات، وفجأة وقعت ضفدعتان في بئر عميق. تجمع جمهور الضفادع حول البئر، ولما شاهدوا مدى عمقه صاح الجمهور بالضفدعتين اللتين في الأسفل أن حالتهما جيدة كالأموات. تجاهلت الضفدعتان تلك التعليقات، وحاولتا الخروج من ذلك البئر بكل ما أوتيتا من قوة وطاقة؛ واستمر جمهور الضفادع بالصياح بهما أن تتوقفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة. أخيرا انصاعت إحدى الضفدعتين لما كان يقوله الجمهور، واعتراها اليأس؛ فسقطت إلى أسفل البئر ميتة. أما الضفدعة الأخرى فقد دأبت على القفز بكل قوتها. ومرة أخرى صاح جمهور الضفادع بها طالبين منها أن تضع حداً للألم وتستسلم للموت؛ ولكنها أخذت تقفز بشكل أسرع حتى وصلت إلى الحافة ومنها إلى الخارج. عند ذلك سألها جمهور الضفادع: أتراك لم تكوني تسمعين صياحنا؟! شرحت لهم الضفدعة أنها مصابة بصمم جزئي، لذلك كانت تظن وهي في الأعماق أن قومها يشجعونها على إنجاز المهمة الخطيرة طوال الوقت. ثلاث عظات يمكن أخذها من القصة :
أولا: قوة الموت والحياة تكمن في اللسان فكلمة مشجعة لمن هو في الأسفل قد ترفعه إلى الأعلى وتجعله يحقق ما يصبو إليه.
ثانيا: أما الكلمة المحبطة لمن هو في الأسفل فقد تقتله، لذلك انتبه لما تقوله، وامنح الحياة لمن يعبرون في طريقك.
ثالثا: يمكنك أن تنجز ما قد هيأت عقلك له وأعددت نفسك لفعله؛ فقط لا تدع الآخرين يجعلونك تعتقد أنك لا تستطيع ذلك.
او كما جاء في كتاب " كأن يكون" لمؤلفه الاديب والشاعر الفلسفي ابن الكرمل الاستاذ معين حاطوم حالة وصفية لنا نحن المجتمع العربي نحن وكيف نخاف الامور الغريبة، فيقول الكاتب معين:
" فيستعبدنا جهلنا وتخذلنا معرفتنا "، ويصف ذلك بقصة الجمرة التي لا تنطفيء بالرغم من المحاولات بإطفائها بشتى الطرق، ولكن دون جدوى ، فأصبحت هذه الجمرة عقدة متوارثة دينية وسياسية، ولكن الحل الوحيد لاطفاء هذه الجمرة حسب قوله هو :" برمادها " ،
ثم يضيف الكاتب والأديب معين حاطوم مثلا اخر، واصفا الأمة العربية كم هي محبطة ومصابة بعدم القدرة والمقدرة على فعل شيء، فيقول : " قال النسر لوليده الذي ذهب يدرج مرفوفا بجناحيه الصغيرتين : هيا رفرف بجانحيك أكثر وطر في السماء ، فقال النسر الصغير : لا استطيع الطيران ، لا استطيع ! فنبر به النسر الاب قائلا : عليك أن تؤمن بأنك تستطيع الطيران فإن جربت نجحت لانك تملك القدرة ..." ،ونحن العرب، ينقصنا الإرادة والقدرة والتجربة ، حتى نستطيع الطيران ، والسباق مع الشعوب المتحضرة ، والتي غزت شرقنا مستغلة ضعفنا .
ولا بد من تقديم بعض الامثلة على مثل هذه القناعات السلبية علنا نقلع عنها بالارادة والعزيمة والقناعة بالقدرة على تجاوزها فإليكم بعض تلك القصص والأمثال عن تلك القناعات السلبية وأرجو منكم ان لا تدعوا الأفكار السلبية والإعتقادات الخاطئه عن أنفسنا أن تتحكم في حياتنا…ولنكسر تلك القناعات السالبة بإرادة من حديد نشق من خلالها طريقنا نحو"القمة '' خاصة وفي هذه الايام رؤساء مجالسنا يتصارعون على من سيكون رئيسا لمنتدى السلطات الدرزية والشركسية مما جعلهم يختلفون فيما بينهم على من يكون ناسيين الهدف وهو ان يجتمعوا وان لا يتفرقوا حول مصالح مجالس قراهم التي تشكو الافلاس والتدهور وسوء الادارة بسبب اجحاف الحكومة واهم هذا الاجحاف ان تخليهم يتصارعون ويختلفون فيما بينهم دون ان تتدخل لتساعدهم وتوجههم فيما هو صالح لقراهم ولكن ادعو الجميع الى التروي وحسن اختيار المرشح بعد التقييم الصحيح لما فيه مصلحة العام لا الخاص ومصلحة الطائفة وإدارة مؤسسة حضارية لا مخترة وزعامة عائلية ضيقة او منافسة بين كرمل وجليل في عصر الهايتك والثورة التكنولوجية وان نتعلم من دروس الماضي وان لا نتوقع المستحيلات لانه لا احد بامكانه ان يصنع المستحيلات في دولة الاوهام والكذب والوعود بدون رصيد لان سياستها مبرمجة لاناس دون ناس،
فأرجو ان تكون انتخابات فيها روح رياضية وتفهم للواقع الاليم وان تكون منافسة شريفة وفيها احترام لاشخاصهم وطائفتهم وللكبير منهم وصاحب الخبرة دون التحيز لجليل او كرمل فكلنا ابناء جلدة واحدة وطائفة واحدة وعلى الدولة ان تفهم ان تقدم قرانا يرفع من قيمة الدولة محليا وعالميا ويخدم مصلحة كل المواطنين عامة واليهود خاصة الذين يزورون قرانا فالدولة مسؤولة اولا واخرا عن حياة الفرد وتوفير حياة سهلة له لا معقدة كما هي في قرانا فالمسؤولية الكبرى تقع على الدولة ومؤسساتها وليس على رؤساء السلطات لوحدهم لان يد الدولة فوق ايديهم وخلاف رؤساء سلطاتنا المحلية بسبب سياسة الاجحاف التي تنتهجها الدولة تجاه قرانا لهدف في نفس يعقوب فتضع الطعم بيننا لنختلف وتنظر الينا كانها الام الحنون تنظر من بعيد الينا ونحن مختلفين دون ان تضع حلولا ترضي كل الاطراف وواضعة اصبع الاتهام على رؤساء سلطاتنا تعيبنا والعيب منها بدا .
واليكم بعض الامثال والقصص :
في إحدى الجامعات في كولومبيا حضر أحد الطلاب محاضرة مادة الرياضيات ..
وجلس في آخر القاعة (ونام بهدوء ).. وفي نهاية المحاضرة استيقظ على أصوات الطلاب .. ونظر إلى السبورة فوجد أن الدكتور كتب عليها مسألتين فنقلهما بسرعة وخرج من القاعة وعندما رجع البيت بدأ يفكر في حل هذه المسألتين ..كانت المسألتين صعبة فذهب إلى مكتبة الجامعة وأخذ المراجع اللازمة .. وبعد أربعة أيام استطاع أن يحل المسألة الأولى .. وهو ناقم على الدكتور الذي أعطاهم هذا الواجب الصعب !! وفي محاضرة الرياضيات اللاحقة استغرب أن الدكتور لم يطلب منهم الواجب .. فذهب إليه وقال له : يا دكتور لقد استغرقت في حل المسألة الأولى أربعة أيام وحللتها في أربع أوراق .. تعجب الدكتور وقال للطالب : ولكني لم أعطكم أي واجب !! والمسألتين التي كتبتهما على السبورة هي أمثلة كتبتها للطلاب للمسائل التي عجز العلم عن حلها ..!!
ان هذه القناعة السلبية جعلت الكثير من العلماء لا يفكرون حتى في محاولة حل هذه المسألة .. ولو كان هذا الطالب مستيقظا وسمع شرح الدكتور لما فكر في حل المسألة . ولكن رب نومة نافعة ... ومازالت هذه المسألة بورقاتها الأربع معروضة في تلك الجامعة.
اعتقاد بين رياضي الجري
قبل خمسين عام كان هناك اعتقاد بين رياضي الجري ..
أن الإنسان لا يستطيع أن يقطع ميل في اقل من أربع دقائق ..
وان أي شخص يحاول كسر الرقم سوف ينفجر قلبه !!
ولكن أحد الرياضيين سأل هل هناك شخص حاول وانفجر قلبه، فجاءته الإجابة بالنفي !!
فبدأ بالتمرن حتى استطاع أن يكسر الرقم ويقطع مسافة ميل في أقل من أربع دقائق ..
في البداية ظن العالم أنه مجنون أو أن ساعته غير صحيحة
لكن بعد أن رأوه صدقوا الأمر واستطاع في نفس العام أكثر من 100 رياضي ..
أن يكسر ذلك الرقم !!
بالطبع القناعة السلبية هي التي منعتهم أن يحاولوا من قبل ..
فلما زالت القناعة استطاعوا أن يبدعوا .. حقاً إنها القناعات ..
الثلاجه
يذكر أن هناك ثلاجه كبيرة تابعة لشركة لبيع المواد الغذائية… ويوم من الأيام دخل عامل إلى الثلاجة…وكانت عبارة عن غرفة كبيرة عملاقة… دخل العامل لكي يجرد الصناديق التي بالداخل…فجأة وبالخطأ أغلق على هذا العامل الباب…
طرق الباب عدة مرات ولم يفتح له أحد … وكان في نهاية الدوام وفي آخر الأسبوع…حيث أن اليومين القادمين عطله … فعرف الرجل أنه سوف يهلك…لا أحد يسمع طرقه للباب!! جلس ينتظر مصيره…وبعد يومين فتح الموظفون الباب… وفعلاً وجدوا الرجل قد توفي…ووجدوا بجانبه ورقه…كتب فيها… ماكان يشعر به قبل وفاته…وجدوه قد كتب…(أنا الآن محبوس في هذه الثلاجة…أحس بأطرافي بدأت تتجمد…أشعر بتنمل في أطرافي…أشعر أنني لا أستطيع أن أتحرك…أشعر أنني أموت من البرد…) وبدأت الكتابة تضعف شيئا فشيئا حتى أصبح الخط ضعيف…الى أن أنقطع…
العجيب أن الثلاجه كانت مطفأه ولم تكن متصلة بالكهرباء إطلاقاً !! برأيكم من الذي قتل هذا الرجل؟؟
لم يكن سوى (الوهم) الذي كان يعيشه… كان يعتقد بما أنه في الثلاجة إذن الجو بارد جداً تحت الصفر…وأنه سوف يموت…واعتقاده هذا جعله يموت حقيقة…!!
الفيل والحبل الصغير
قال احدهم : كنت أفكر ذات يوم في حيوان الفيل، وفجأة استوقفتني فكرة حيرتني وهي حقيقة أن هذه المخلوقات الضخمة قد تم تقييدها في حديقة الحيوان بواسطة حبل صغير يلف حول قدم الفيل الأمامية، فليس هناك سلاسل ضخمة ولا أقفاص.. كان من الملاحظ جداً أن الفيل يستطيع وببساطة أن يتحرر من قيده في أي وقت يشاء لكنه لسبب ما لا يقدم على ذلك!
شاهدت مدرب الفيل بالقرب منه وسألته: لم تقف هذه الحيوانات الضخمة مكانها ولا تقوم بأي محاولة للهرب؟
حسناً، أجاب المدرب: حينما كانت هذه الحيوانات الضخمة حديثة الولادة وكانت أصغر بكثير مما هي عليه الآن، كنا نستخدم لها نفس حجم القيد الحالي لنربطها به.
وكانت هذه القيود - في ذلك العمر- كافية لتقييدها.. وتكبر هذه الحيوانات معتقدة أنها لا تزال غير قادرة على فك القيود والتحرر منها بل تظل على اعتقاد أن الحبل لا يزال يقيدها ولذلك هي لا تحاول أبداً أن تتحرر منه، كنت مندهشاً جداً. هذه الحيوانات - التي تملك القوة لرفع أوزان هائلة- تستطيع وببساطة أن تتحرر من قيودها، لكنها اعتقدت أنها لم تستطع فعلقت مكانها كحيوان الفيل، الكثير منا أيضاً يمضون في الحياة معلقين بقناعة مفادها أننا لا نستطيع أن ننجز أو نغير شيئاً وذلك ببساطة لأننا نعتقد أننا عاجزون عن ذلك، أو أننا حاولنا ذات يوم ولم نفلح.
وأخيرا لنخرج من قناعاتنا السلبية ولنتحرر من القيود الوهمية ولا نكن كالفيل الضخم الذي كبر على الوهم بعدم قدرته على التقدم والحركة ونحاول أن نصنع اشياء حقيقية وان نتحد لمصلحة قرانا ولا ننتظر ان نكون مسؤولين حتى نعمل .. ولنكن كالضفدع التي لم تستسلم للألم وللموت وأصرت على النجاة حتى نجحت، وان نغيّر من حياتنا بشكل إيجابي وبطريقة إيجابية ولتبق المودة بينكم مهما اختلفتم فالاختلاف بالراي لا يفسد للود قضية دمتم في رعاية الله وصيانته.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير