ما بين الضحك والغضب بقلم د.. نجيب سلمان صعب –ابو سنان
2015-11-04 16:05:42
ما بين الضحك والغضب بقلم د.. نجيب سلمان صعب –ابو سنان
    ما بين الضحك والغضب فوارق كثيرة ومعظمها ذات معنى ينعكس في كثير من الأحيان على صاحبه اما سلباً او ايجاباً , وقد يكون كل واحد من الضحك والغضب محركاً قد يفيد صاحبه او بالعكس , وكثيراً ما يتحدث الناس عن هذا وذاك بصفات ونعوت قد تكون مطابقة لما في هذا من صفات  وما في ذاك من صفات ايضاً .
    فالأنسان الضاحك بمعنى الباسم الذي تقريباًٍ لا تفارق البسمة او الضحكة محياه وقد يحمده الناس ويثنون عليه وطبعاً ليس في كل الظروف , فالبسمة والضحكة في جميع الحالات قد توقع صاحبها في موقع غير ملائم , فالبسمة والضحكة لدى المرء يجب ان تكون في مكانها وفي موقعها وفي وقتها المناسب , لأن امر كهذا ان لم يكن في رونقه ومناسبته فيمكن ان يفقد مصداقيته .
والغاضب كذلك في غالب الأحيان يعكس التشاؤم ويدعو من خلال محياه ومن خلال نظراته  الى امور لا تبشر بالخير , فنراه غاضباً في معظم اوقاته , غاضباً لأتفه الأسباب , والتي  به يحقد على الدنيا برمتها , غاضباً على نفسه في بعض  الأحيان , لتصرف معين كان قد ارتكبه او لأمر تافه قد  اثار غضبه , وربما ينعكس هذا الغضب سلباً عليه هو بالذات , او انه يسبب خصاماً او شجاراً مع غيره  وربما يكون الاثنان بغنى عن ذلك . 
ومن ناحية اخرى  الضحك معناه ان صاحبه ناجح في حياته وما الضحك الا دلالة على النجاح في الحياة والتغلب  على المتاعب والمصاعب التي تواجه الأنسان في حياته , علماً بأن الضحك  ايضاً لا يعني ذلك في بعض الأحيان , فقد يكون انساناً ضاحكاً لأسباب  بعيدة  كل البعد عن النجاح , اما لسبب خاص , وأما لأمر حتى هو نفسه لا يدريه  بل يضحك لأجل الضحك بدون ان يحتفظ لنفسه بذلك بأي معنى كان , وهذه طبعاً توافه الأمور. 
     اما الغضب فهو في بعض الأحيان اقوى من الموت وأقسى قلباً بكثير لأنه  قد يدفع بالمرء عشرات السنين الى  القبر وربما يخلق من صاحبه كهلاً محطماً وهو لا يزال في ربيع حياته  وفي عنفوانه  وأوج عطائه  وعليه مهما كان المرء غاضباً ومهما تسلط عليه الغضب الا يستسلم للأمر الواقع  فعقله ملكه وعليه استخدامه  وتحكيمه في ساعات الغضب والا يجعله يستولي عليه لأن عواقب  ذلك وخيمة جداً وربما توصله  الى ما هو غير مرغوب  الأمر الذي يتطلب  تقييم الأمور والتخلي بالعقلانية والتريث  وعدم التسرع والغضب .
وفي هذا السياق يقول احد حكماء اليونان القدامى الضحك محرك مركزي في طول حياة الأنسان 
فأن الذي يضحك كثيراً يعيش طويلاً , هذا القول  ينطبق على الأنسان المرح  الذي يعي جيداً 
بأن الضحك افضل من الغضب ويعي ايضاً عواقب الضحك وعواقب الغضب , ويحكّم عقله ويتصرف بحكمة  ونراه يتغلب على الظروف  المثيرة للغضب ., وعليه من المفضل لكل انسان 
عاقل , لكل امرىء اينما كان ومهما كان ان يجعل الحكمة والعقلانية والتروي ومعالجة الأمور بدراية وبدراسة عميقة ومسؤولية وأعطائها الجو الكامل  في التفكير ليبعد بذلك  شر الغضب والتسرع الذي في كثير من الأحيان يقود المرء الى اتخاذ قرارات خاطئة وربما تكون سيئة قد تنعكس نتائجها سلبياً عليه وعلى ذويه وعلى مجتمعه لا سمح الله .
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق