نظرة في الحرب الأخيرة الممهّدة لظهورعالم جديد الجزء الرابع !!!
2015-11-16 09:34:02
منير فرّو
 
   
فهذه الحرب سوف تأتي بالخراب والدمار على كثير من البلدان، حيث يحدث خسف ونسف وهدم وحرق لبلاد كثيرة، كما قيل في الأحاديث من أشراط الساعة : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب " ،  ولا يبقى حجر على حجر بل تهتك كل الحرمات، وتفتك الشعوب بعضها ببعض، حتى يخرج مسحاء وأنبياء كذبة فيضلون الناس، ويكون أعظمهم قدرة على المكر والحيل وخداع الناس بالخوارق الكاذبة الدجال الأعور الكذّاب، والذي جاء في الحديث : " ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وأن بين عينيه مكتوب كافر" ، والذي سيدّعي به كثير من الخلق أنه المسيح والملك الأوحد، ثم يدّعوا به الإلوهية، فتنتشر دعوته في الأرض فيفتن ، فيقوم متبعيه على من لا يتبعه، مما يحدث ضيقا لم تشهد البشرية مثله منذ بداية الكون وخلقه ،
 
وقد ورد اسم ماجوج بالتوراة في سفر حزقيال : " يا ابن آدم ، التفت بوجهك نحو جوج أرض ماجوج رئيس روش ماشك وتوبال .."، فروش تعني روسيا وماسك تعني موسكوفا  وتوبال تعني نهر توبول في كازاخستان ، حيث يرجّح بان يأجوج ومأجوج هم أقوام تسكن وسط وشمال آسيه (سيبريه) وما حولها ،وهي براري وفياف وبطاح شاسعة قد تمتد من الصين وبحارها حتى أعماق روسيه ونهري الدانوب والراين بأوروبة كما قد تمتد بلادهم جنوباً حتى السدّين السد الأول هو جبال الهملايا على الأرجح والذي بناه ذو القرنين ،  لقوله تعالى : " يا ذا القرنين إن يأجوج وماجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكا وكان وعد ربي حقا "
 
إن خروج يأجوج ومأجوج من وراء السد في جبال هملايا هو من علامات القيامة الكبرى، والسدّ الآخر أحد السلاسل الجبلية المجاورة مثل وتيان شان وكون لون وآلتاي  وشمالاً حتى سيبيريه وسواحلها،
 
 لذلك كل ملة تعتقد بأن هذه الحرب أكيدة وأنها تأتي لصالحها من أجل خلاصها وإعدادها للفوز بنعيم الآخرة، لذلك نرى كل امة تريد الإسراع بهذا الخلاص الإلهي وتجهيز جيوشها من أجل تحرير القدس، وهذا الإسراع يعتبر خطأ فادحا، لأنه يتناقض مع ما هو مطلوب في الأديان والمعتقدات من نشر السلام بين الشعوب والفضيلة التي أوصى بها كل دين ،
 
 قال تعالى : "الله يدعو إلى دار السلام"،  والمسيح يقول : " طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون "، والتوراة تقول : " حب لغيرك ما تحب لنفسك " ،
 
 فكل امة تريد فرض سيطرتها الكاملة، بينما كل الديانات تذكر بأنه عند ظهور المسيح هو الذي يعطي الحكم للأمة المختارة ، لقوله تعالى : " إن الأرض يرثها عبادي الصالحون"، والمسيح يقول لرعيته الصالحة والمضطهدة : "تعالوا إلي يا مباركى أبى رثوا الملك المعد لكم من قبل تأسيس العالم "، وهذا يكون عند عودة المسيح -ع – والإعلان عن نهاية الدنيا وليس قبل ،
 
 فان ما نراه من الدعم الغربي وعلى رأسهم الأميركي لدولة إسرائيل، ما هو إلا مخالفة لما نصّته الأديان، لان التوراة نفسها لا تعترف بدولة لليهود قبل مجيء المسيح، لذلك نرى الكثير من الحاخامات والمتدينون اليهود لا يعترفون بدولة إسرائيل ويعتبرونها مخالفة للمسيح، فيقفون مع الدول المعادية لإسرائيل لاعتقادهم بان اليهود يجب أن يكونوا مضطهدين في الأرض فحينها يأتي المسيح المخلّص، 
 
وأيضا محاولة لاحتلال الشرق، والسيطرة على ثرواته الطبيعية وتحسبا من المستقبل الجيولوجي المهدد لأميركا وقسم من أوروبا بالزوال بسبب تغيير المناخ ، وذلك تحت غطاء الخلاص المسيحي والقضاء على قوم يأجوج وماجوج المفسدين، لان الأمريكيين الصهيو مسيحيين هم أتباع الفكر البروتستانتي الذي أسسه مارتن لوثر الألماني في القرن الـ 16 بأن عودة المسيح الثانية مشروطة برجوع بني إسرائيل أي اليهود إلى أرض أبائهم وأجدادهم التي هي فلسطين، ومن هنا بدأت العلاقة المسيحية البروتستانتية واليهودية تقوى  في هذا الاتجاه وتغيّرت وجهة النظر عن اليهود فصار ينظر إليهم بالسيادة بعد أن كانوا عبيدا تحت وطأة الكنيسة بحجة مقاومتهم وصلبهم للمسيح، فدعمت الأحزاب الصهيونية، كالصهيونية السياسية والماسونية والليونز والروتاري وشهود يهوه وغيرهم من الحركات السرية والمتنوعة الأسماء والتي أحيانا تظهر على شكل داعمة للسلام وتدعو إلى حقوق الإنسان والأعمال الخيرية لتضل الكثير من البشر ولتخدم مصلحتها، وعملت هذه الحركات من اجل فكرة بناء الدولة اليهودية، وقامت بدعمها ماديا وسياسيا وعسكريا ،وانتقلت في مرحلة ثانية إلى الولايات المتحدة الأميركية، حيث أخذت أبعاداً سياسية واضحة وثابتة كما أخذت بعداً دولياً،
 
 ومن هنا جاء التوافق الإسرائيلي الأميركي الصهيو مسيحي، والتحالف اليمين الايفانجيلي والجمهوري، لأن دولة إسرائيل وعودة اليهود إلى أرض الآباء والأجداد باتت عصب العقيدة البروتستانتية المبنية على النبوءات التوراتية، لأن باعتقادهم أن اليهود هم شعب الله المختار وهم القديسيون فمن يباركهم يباركه الرب، ومن يلعنهم يلعنه الرب، وعليه ستظل إسرائيل تلعب دورا هاما ومركزيا في مخطط السماء والأرض،
 
وقد أطلق أنطوني إشلي كوبر اللورد ريرل شانتسبري 1801-1885م، أحد كبار زعماء جمعية لندن لتعزيز اليهودية بين النصارى شعار: "وطن بلا شعب لشعب بلا وطن"، يتبع ...يتبع ...
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق