كلمات في المودة. بقلم: الدكتور نجيب صعب – أبو سنان
2015-12-29 18:35:00
كل انسان في هذه الحياة يسعى جاهدا ليكون ودودا , مقبولا لدى المحيطين به , الاهل والاقارب , الاصدقاء , المسؤولين , وبالطبع ان يكون مقبولا على من يهوى ايضا وخاصة اقرب المقربين اليه من الجنسين . 
  وبدون شك ان للمودة مقومات انسانية , اجتماعية وتربوية , يترتب على المرء ان يتحلى بها وان يسلك في حياته بموجبها , لان المودة في معناها وجوهرها امر ينطوي على الكثير الكثير من السمات والصفات والمزايا الخلاقة التي تفرض على الاخرين الاحترام والمودة المتبادلة في معظم مجالات الحياة .. في البيت , في الاسرة , في الضاحية , في الحي وفي القرية الواحدة , وربما في المجتمع برمته . 
  واذا تمكن المرء من التحلي ولو بقسم منها فيمكنه ان يكون في الطريق الصحيح حيث انه يحظى بمودة الناس من قريببين وبعيدين . 
  ومما لا ريب فيه ان الادب بمعناه الانساني وليس فقط بمعنى الادب الاخر يشكل رمزا انسانيا, نهجا اخلاقيا,  تعاملا مقبولا,  سيرة محمودة وتصرفات مشرفة في تعامل المرء اليومي في حياته , في البيت , في مكان العمل وفي المجتمع . 
 وان يكون المرء اديبا في توجهه , في اتصالاته , في تعامله , في احترام الغير واعطائه حقه ايا كان هذا المرء او ذاك , وبغض النظر عن منزلته الاجتماعية وحالته المادية او مرتبته السياسية الخ...... يضعه هذا النهج وبدون شك انسانا في موقع المودة الاكيدة والخالصة , مفضلا ومقبولا على الغير , وتتعمق كذلك مودة الناس اليه حتى من اقرب المقربين ومن المسؤولين وذوي الشأن. . 
  ومن مقومات ترسيخ المودة بين الناس ان يكون المرء متواضعا في نفسه ومع كل من يتعامل معهم في انواع التعامل المتعددة والمختلفة ايضا , فالانسان المتواضع ايا كان هذا المرء ومهما علا شأنه , وارتفعت منزلته وتعززت مكانته ولا يهم موقعه الاجتماعي , الانساني , السياسي والعائلي , فاذا كان متواضعا , خلوقا , ينظر الى من حوله بروح التواضع وعن صدق في النفس وفي العمل وفي النهج وبنوايا حسنة وسليمة , وكذلك يؤدي مهامه ويقوم بها خير قيام , بعيدا عن العنجهية , بعيدا عن التكبر , تغلب على معقوليته ونهجه روح التواضع , بدون ريب فان هذه المقومات جميعها تعمل وبصدق على تعزيز مكانته وتعميق مودة الاخرين له , ذلك بفضل ما اخططه لنفسه من نهج حياتي بتواضع وانسانية وبمسالك خلاقة . 
  ولا يمكن لاحد ان ينكر ان الانسان المتدين الدارس في امور الدين والذي يسبر غوارها , وكذلك المرء القريب من الدين والمؤمن الذي يعي نواهي الدين ويعمل بموجبها يمكنه ان يلعب دورا ايجابيا وفاعلا في نشر المودة وتعزيزها وترسيخها بين الناس من قريبين وبعيدين .
وان كانت هذه التوجهات صادقة , سليمة وصحيحة ترتكز حقا على المبادئ والامور الدينية , الحقه , بدون شك ستكون ثمارها ايجابية على اصحابها وعلى ذويهم وتعكس المودة على الاخرين , الامر الذي يجعل هذا المرء او ذاك في موقع المودة والرفعة بين ذويه ومعارفه وفي صفوف محيطه . 
 الا اننا يجب الا ننسى ان هناك نفر من الناس ينهجون في بعض الاحيان نهجا استقلاليا لموقعهم في الحياة , فلا يكونوا امينين على تصرفاتهم , وقد يقومون بها ويؤدونها لاغراض واهداف رخيصة , منبوذة وغير مقبولة , وقد تظهر نتائجها فيما بعد, وفي مثل هذه الظروف والاحوال ينبغي على المرء ان يكون حذرا وان يكون واعيا ويقظا لما يدور حوله في هذا المجال . 
 واخيرا لا يسعني الا ان انوه في هذه السطور الى ان تجمع المسالك الحياتية المذكورة : الادب , التواضع والدين وما يدور في فلكها , جميعها تكون عاجلا ام اجلا منبتا امينا للمودة وتعمق كذلك روح التفاهم والتعاون لترسم التقدم والجناح في صفوف البيت الواحد , الاسرة الواحدة , المحيط الواحد , وربما ابعد من ذلك في صفوف ونواحي المجتمع باسره. 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق