أذكُر...بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكّا
2016-01-31 09:00:48
أذكُر...
رُغم صِغر سِنّي أذكُر,
حَدائِق البَرقوق والصّفير والقرنفل؛
أذكرُ البَساتين والسَّهل الأخضَر..
أذكرُ الياسَمين, وأذكرُ ما لم يَعد يُذكر!
أذكرُ مُعلمي الفاضِل وأذكرُ جارَتنا الحَنون,
أذكرُ عامِل النظافة الذي كنتُ أشكُر!
أذكرُ بَراءَة الأطفال, وأدَب الطلاّب,
وأذكرُ رَوعَة الكِتاب وَلهفة القلم للدّفتر,
أذكرُ خجَلَ الفتيات وَخدودهُم الحَمراء..
وَأذكرُ جَيّدًا ذلكَ الشّاب الذي وَبَّخهُ أباهُ لعدَم مُساعَدة العَمّ عَنتَر!
وَأذكرُ الحِداد حينَ كانَ حدادًا! وَكانت مَشاعرهُ تُقهَر!
وَأذكرُ المَحَبَّة وَالتسامُح وَالمُشارَكة, وَكيفَ لا أذكر؟
وَأذكرُ السَّلام حينَ كانَ سَلامًا داخليًا حَقيقيًا نقيًا مثل صفاء مياه النبع بل وأكثر؛
وَأذكرُ أنَّ الأخلاق كانَت نبراسًا, أمْ أنّني لمْ أعُد أذكر؟!
أذكرُ تِلكَ الإبتسامات, بمُختَلفِها أذكر!
مِن الطفل الغَريب, العَجوز المَسيحيّ, الشّاب المُسلم وَالمَرأة اليَهوديَّة,
وَالأصدقاء وَالأهل وَالأحباب وَالأقرباء وَمِنَ الأشْقر وَالحِنطيّ وَالأسْمَر؛
عَفوًا, رُبّما تاهَت ذاكِرَتي هُنا وَهُناك..
وَرُبَّما شَدّني الحَنين وَجَعَلني أتعثّر,
هَل العَصا السَّحريّة سَريعة جدًا لإخفاء كلّ ذلكَ الجَمال وَذاك المَنظر؟؟!
بقلم: أزهار أبو الخير- شَعبان.عَكّا
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير