وصية سلطان باشا ورسائل لقاء سيدنا الخضر بقلم زايد خنيفس
2016-03-06 10:45:00
وصية سلطان باشا ورسائل لقاء سيدنا الخضر بقلم زايد خنيفس
كنت من المدعوين لاستقبال وفد السلطة الفلسطينية برئاسة كبير المفاوضين الدكتور صائب عريفات، الذي التقى مع ابناء الطائفة الدرزية في رحاب مقام سيدنا الخضر (عليه السلام) وحمل اللقاء الاخوي تسليم نسخة عن وصية سلطان باشا الاطرش قائد الثورة الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي، وسُلّمت للسيد محمود عباس ابو مازن من قِبَل شيخ عقل الطائفة الدرزية حمود الحناوي، اثناء زيارة رئيس دولة فلسطين الى سوريا مؤخرا والحقيقة الموقف في مقام سيدنا الخضر عليه السلام يحمل اولا لنا جميعا عواطف جياشة خاصة وان الحديث يجري عن وثيقة تاريخية خطها سلطان باشا الاطرش بقلمه، قبل وفاته وهي الأمانة الثمينة في الفردوس.
الوصية في واقعها وجوهرها خلاصة تجربة مرت في حياة ابو طلال سلطان الجبل وفارسها، الشاهد على محطات النضال والغربة والهجرة عن حدود الوطن الى صحارى لا تعرف الرحمة في ليالي رياحها وعواصفها وبعد صدور القرار بإعدام الباشا من قبل الاستعمار، كانت الوصية قد كُتِبَت على صفحة واحدة، فكان كل حرف فيها شعلة مضيئة للأجيال القادمة وكانت خلاصة تجربة محطاتها كتبت بالدم مع رفاق وفرسان وخيولهم التي لم تعرف النوم واشتاقت له، ولم تعرف الغدران، تعطشت لرائحته.
كتب سلطان وصيته بعد معارك الجبل وعلى مشارف القرى وكعبها وسفوحها وتلالها وهدية شيخ العقل حمود الحناوي ومشايخ جبل العرب هي في الواقع رسالة يعرف من أهداها لمن يهديها وعنوانها "الدين لله والوطن للجميع" وحضور صائب عريقات ومرافقيه الى رحاب سيدنا الخضر علية السلام هذا الأسبوع، من أجل تسليم الطائفة الدرزية، بواسطة خادمها ورئيسها الروحي نسخة مصورة من وصية القائد، في جواهرها غير المعلنة اكثر من رسالة والاولى: معرفة وادراك السيد ابو مازن محمود عباس والقيادة الفلسطينية بكل مناصبها قيمة القائد المذيّل اسمه في اسفل الوصية، بالنسبة لأبناء عشيرته وكلمات الوصية حملت في واقعها الوجه العروبي القومي الوطني وهي خلاصة تجربة عرف القائد لماذا يكتبها بعد ثورة مظفرة وعرف أيضًا ما يدور حوله فكل كلمة في الوصية فيها رؤية لعشرات بل مئات السنين واهداء وتسليم الشيخ موفق طريق نسخة من الوصية في واقع الامر لم تأتِ الخطوة من فراغ بل كانت مدروسة، تحمل في طياتها رسائل عديدة وان قلنا سياسية فإننا اصبنا الهدف وان قلنا وطنية وبقاء التواصل عبر البوابة الفلسطينية مع الاهل في سوريا فإننا أصبنا جزءًا من الرسالة واذا قلنا واجتهدنا واذا قلنا وحاولنا الاجتهاد بان خدمة ابناء الطائفة الدرزية كغيرهم من ابناء الوسط العربي في الاذرع الامنية المختلفة وفي الوحدات القتالية المنتخبة وفي هذا الظرف السياسي ومع استمرار الانتفاضة بشكلها الجديد والجمود في عملية المفاوضات فان قيادة الفلسطينية تحاول تحريك الشارع الاسرائيلي الداخلي ومنه الشارع الدرزي وان محاولة تذكير هذه الطائفة في قياداتها الوطنية امثال سلطان الاطرش وكمال جنبلاط هي في الواقع رسائل مطروحة في اجواء اللقاء الاخوي المرطب بأجواء سياسية والمهم أن القيادات الفلسطينية وعلى راسها محمود عباس ولجنة المتابعة العليا برئيسها محمد بركة والمستشارون وفي هذه المرحلة يدركون بان توسيع الابواب والمحافظة عليها وعبر عناوين التواصل هي احدى السبل لتعزيز الموقف الفلسطيني واللقاء في مقام سيدنا الخضر هو اكثر من لقاء، بل إنه لقاء بين ابناء الشعب الواحد، يكمن فيه عدّة رسائل.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير