تمهّل --جورج إندراوس كفرياسيف
2016-04-01 00:32:50
تمهّل
سأقول الآن لقلبي تمهّل
توقف عن الخفقان
بوتيرة المحارب
فهذا الإيقاع لا يسمعه
غير ظلك الهارب
تمهّل فأنت تجري وحدك
دوني .. ودون إرادتي
وقوتي لا تقوى على مجاراتك
أنت لم تعد ظلي
ولا أنا ظلك ...
لم يعد باستطاعتي محاربة
نفسي بنفسي دونك .
عُدّ إلى مكانك في صدري
ولا تركض عبثاً
نحو سفح التل
حيث الجُرف
فالهلاك محتومٌ هناك
ولا تحلق في الأحلام
كطيرٍ أغراه الرحب
ووسع الصدى والهوى
عُد إلى مكانك في صدري
كي لا تحترق مثلي
ببرودة الندى
وقطرات الأمل .
تمهّل فليس من السهل
أن تعشق قمراً
وأنت المجذِّر في التراب
تلهث وراء أنفاسك
واقفٌ بلا حراك
أسيرٌ مقيّد الأغلال
حول معصميك وقدميك
أسيرٌ داخل أسر
تبحث عن نافذةٍ تحاور الجدران
تُطلّ في هذا الليل ألا متناهي
عن قرص الضياء
علّه يبتسم لك من بعيد
ولو لمرة واحدة
علّه يصفح لك جنونك وهيامك.
" لا مكان لك في سمائي
لا منزلة لك عندي ولا مقام
ونوري المنبعث
من هالة عشّتار
ينبئك باليقين
فأنت كالآخرين
أو دونهم ..
إن صح التعبير
وبإنصاف القول
أحثك على الرحيل
من مكانك إلى مكانك
ولا تبحث في ظلمة الليل
عن بابل في الأساطير
ولا عن بوابة تفتح لك المستحيل
فمهما علّقت من حدائق الشعر
ستُهدم ..
وتندثر تحت قدميّ
كالخرافات في زمن الصحو ...
وأنت الحالم في المنام
إنهض .. وعد إلى رشدك
إن كان له وجود "
تحاول بكل ما أوتيت
من غباء الحالم
وعناد الغبي
وطيش طفلٍ يلعب بالقدر
كدمية زجاجية
فإما يكسرها أو تكسره
فمن يعشق قمراً
في كبد السماء الصامت
يعجّ في صدره ضجيج الألم
وصراخ الندم ...
كيف تسقط في هاوية الفضاء؟
كيف تحب هذا النور المكوّر بالأحلام
في ظلمة ليلك القاتم
وأنت المعجون بالسواد؟
نهارك أسود ..
كمكانك في القلب
وخُصل الشعر
وبحر العين والرمش والحاجب
أسود ...
والمقلة ببياضها
تلمع للموت المحلّق فوقك
يقتلك الصمت بصمت
للأحاديث المرسلة صدّ
والرد مرتدٌّ
كصفعة تعيدك إلى رشدك
إن كان له وجود
جورج إندراوس
كفرياسيف
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير