التسامح بقلم : د. نجيب سلمان صعب – ابوسنان
2016-04-28 00:47:12
هذه الكلمة ليست كبيرة في حجمها ولكنها عميقة في معناها , وهي عامل ايجابي كبير في المجتمع ...فللأسف الشديد , الكلمة موجودة وترددها ألألسن , غير أنها مظلومة – أقول هذا بحق – فعلاً انها مظلومة في مجتمعنا المتحضر , مجتمع القرن الواحد والعشرين .
فالتسامح يزيل الحقد بين الناس ويفتح آفاقاً واسعة , وأبواباً شاسعة امام أصحابه وليس سهلاً أن يكون الإنسان متسامحاً !!!
نرى الناس منهم الذاهب ومنهم الغادي دون هوادة , قليلون من يرحمون, ألبعض يتخبط في
المشاكل التي توقفه عن العمل والتقدم , والآخر مشغول بالفتن وإثارة الشغب بين صديقين وحتى بين أفراد العائلة ألواحدة , ألأمر ألذي يسبب شقاقاً وخلافاً لفترة من الزمن وربما يتحول الى أمد بعيد . . . وآخر يلهو باستغلال الغير في مصالحه الشخصية دون ألاكتراث بالمصلحة ألعامة, وغيرهم وغيرهم من الذين لا يرحمون ممن هم بحاجة لذلك.
تعالوا نتساءل: لماذا كل هذا لماذا هذه الشّدة ولماذا ألحقد ولماذا كل هذا طالما هناك تسامح ؟ لماذا بربكم ؟
فبالتسامح بين الناس تتغير معالم ألمجتمع بأسره , وعن طريق ألتسامح تطرد ألروح ألشريرة وروح ألضغينة , ولو ترفع ألفرد عن ألأمور ألتافهة وعن ألحقد وعمل وفق مبدأ ألتسامح والتآخي لوجدنا ألمجتمع قد تغير حقاً , لا نرى شاكياً باكياً , لا نرى أحداً يشكو من هضم حقه , ربما لا نرى متألماً ولا نرى فوارق اجتماعية ... ألكل أخوة , لا نرى ألتعصب والأنانية , والإيثار بين أهل ألقرية ألواحدة ... ونرى ألوئام والتآخي يخيمان بفضل ألتسامح بين ظهرانينا .
ومن ألتسامح ينبع ألتطلع إلى حياة أفضل, بعيدة عن ألحقد والحسد ينبع رسم ألخطط للمستقبل ألزاهر لما فيه خير ألمصلحة ألعامة كل هذا وغيره يحدث بفضل ألتسامح.
وأخيراً من أجل هذا كله ومن أجل ألإنسان ألذي خلق ليعيش ومن أجل ألحياة ألأفضل وروح التآخي
رفقاً بالتسامح .. لأنه يحمل في طياته دلالات نبيلة ومؤشرات سامية ومواقف إنسانية لم تذكر في هذه ألسطور .
وعليه لا بد من التذكير بأنّ التسامح ينبع من لب وحيثيات جميع ألديانات وكلها تدعو للتسامح وتوجيه بني البشر جمعاء على اتباع هذا ألنهج , لأنّ إتباع هذا ألنهج يخفف الكثير
من ألصعاب , ويريح ألإنسان في داخله وفي يقينه من كثير من التخبطات النفسية وملابسات الأنا ألأعلى الذي هو ليس في مصلحة صاحبه أو ذويه أو من حوله , فعلينا نحن بني البشر واجب ديني وإنساني واجتماعي يلزمنا باتقاء الله وبعمق من اجل المستقبل الأفضل , من اجل ألأبناء الذين جميعهم رهينة في اعناقنا ويجب ان نقوم بواجبهم خير قيام حفظاً على غدٍ مشرّف يتضمن التربية الصحيحة والصريحة لتنشئة الأبناء تنشئة نظيفة انسانية واعدة ومستندة على التسامح الذي يقود الى الاحترام والأخوة والمحبة .
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير