لو كان الأمر بيدي لأودعتكم في غياهب الزنازين بقلم هادي زاهر
2016-05-05 05:45:44
قصيدة القصيدة
لو كان الأمر بيدي لأودعتكم في غياهب الزنازين
هادي زاهر
هنا في هذه الساحة ينغلُ الشعراء
الشعر يسيرُ في الطرقات
يتسلل إلى البيوت
يسهر في شرفات
يتسلق أشجار الحديقة
يصعدُ عاليًا يخترقُ زرقةُ السماء
يصبح غيمةً.. سحب زرقاء
ويمطر ماءً دافقًا
الشعرُ يبكي.. ودمعاتهُ ماء
الدفاترُ والصحفُ أرضهُ الخصباء
أحيانًا يكونُ عمودي النمو
مجنون التسلقِ والعلو
يشدُ في طرفيه الهبوط والسمو
توزع في أن يكونَ قصائد عرجاء
او قصائد عصماء.
-------------------------------
المحرر الصحفي
فلاح في حقول الكلام
يكدُّ ويكدحُ
منذ ُ البد ومسك الختام
يحزن ويفرحُ
بين الآهات الرقيقة
وبين الأوجاعِ والألأم
وهل كلُّ من قال: حبيبي أهواك
كما تهوى الأزهار الفراشات
أصبح شاعرًا في هيئة ملاك
وسيرتهُ باقية، في الحقيقة
من الحياة حتى الممات
هل هو عبقري السلاله
ونجم النجوم في كلّ حاله
وأمام كلماته يتقلصُ الكون
ويضمحلُّ الفضاء
يصبحُ بلا طعمٍ بلا لون.
وهو في الأصلِ
يجهلُ الفَ.. باء القصيدة
سيفُ بلا نصلِ
وقد يجهلُ قراءة الجريدة
وكلّ الحروف عنهُ بعيدة
حبل مقطوع الوصلِ
---------------------------
الشعر ليس كلمات مسجوعة
حتى ولو كانت بنبراتهُ مسموعة
وهل الشعر مجرد شعارات
عبارات تجر عبارات
تأتي وتمضي سريعة
وما جدوى زهرة البلاستيك
تأخذ منك ولا تعطيك
من أين لها الشذا
طقوس سوداءٌ.. سوداء
وهيهات.. هيات تُحتذى
متى يدرك أن القصيدة
نظرة ثاقبة .. صائبة
تعيد للسماء شمسها الغائبة
هي أفكارٌ.. ينابيعٌ دافقة
حوار بين عاشق وعاشقة
ليس زحفًا صوب الحبيبة
أو محضُ ركوعٍ وانحناء
هي عوالم خصيبة
التقاء بين أرض وسماء
أفراس تجوب الأعالي
تدق حوافرها عتبات الجوزاء
موسيقى نغماتها توقظ الأموات
وتحيل أجنحة للأحياء.
------------------------------
القصيدة صوت الحوباء
في جوهرها المصقول
هي أصل الأصول
وصداها يرنُ
بعد أن تتلاشى دقات الطبول
والقصيدة أوركسترا
مجاميعها بشر وجنُ
عاشق لعاشق يحنُ
هي كل شيء جميل لا يزول
ربيع أخضر
لا يعرف معنى الذبول
خريف عبق الروائح
وحنين صارح
لقمرٍ لا يحب الأفول
شتاء واضح
يصب في مزاريب الحنين
ورنينه موسيقى الحقول
هي الصيف.. سيدة الطيف
لهبٌ في عروقِ الفصول
___________________
القصيدة طائر الحب الذي يحوم
ابهامٌ واضح مفهومٌ.. مفهوم
بعث الروح في الجسد
كي ينهض ويقوم
مسكٌ وبخور في رائحةِ الابد
والقصيدةُ الحركة التي تدوم
وليست المحطة للاسترخاء
وليست البطة التي حين تتقدم
تهتز إلى الوراء
هل فهمتم القصيدة مثلي
غايةٌ بهية الثملِ
ملائكة بأجنحة بيضاء
في سدرة الحنين تصلي
هي في لبِ الكرةِ عنصرهُ المصهور
هي البرد واللهب الشفيق
النار والنور
هي هذا الذي يدورُ ويدور
يحول الوهاد إلى نهاد
والنهاد إلى وهاد
والوهاد إلى بلاد
وهي المساواة بين الغني والفقير
وهي محض صلاة
قد يتقدم فيها الصغير
ويتأخر في خشوعها الكبير
___________________
القصيد محمود وسميح
عوالم تغفو في سرير الريح
وأحلامها العذبة
خيولٌ تصهل في الكون الفسيح
والقصيدة للعليل دواء
وللأعشى سناء
وهي الأنواء وهي الأضواء
تشعُ وتهطل على الغبراء
وفي خلاصة الخلاصات
عسل يتقطرّ من خلايا الهبات
والقصيدة هي الذكاء
الذي يتسلل سموًا في الأرجاء
والقصيدة لا تكلَّ ولا تملّ
تحولات في تناميها صوب الأعالي
صيغة فردية تعني الكل
شهقة البرق
تسلّط ساطع الأضواء نحو الهدف
يبعثُ النشوة في نسيج الشغف
ثملّ وارتعاش دون صهباء
غوصٌ وإخراج اللؤلؤ
من احشاء الصدف
والقصيدة كلمات مضيئة
تحملنا في مناخاتها.. نشاهد لوحات
هي لغة البلور
فكرة جريئة
ناصعة المعاني رائعة العطاء
فأين كل هذا الجمال من شعركم
ايها الشعراء
أين سحركم من سحره المضاء
ليت بيدي الأمر
لحكمت عليكم بالسر والجهر
وأودعتكم في غياهب الزنازين
في كل وقت وفي كلّ حين.
ولكن.. ليس هذا صفة الكلِ
هناك في أرواحهم انسجام وتجلي
لان الشعر في الاصلِ
محض حياة.
• مسرح بيت الكرمة بيت الكرمة – حيفا *
ندعوكم لأمسية ثقافية وفنية، نحتفي من خلالها بصدور كتاب
" عبد الناصر وجمهورية الطرشان" للكاتب هادي زاهر
الضيوف المداخلون:
1 - سلمان فخر الدين ( مجدل شمس)
2 – الدكتور خالد تركي
3 – الشاعرة مجدلة حنا مشرقي
وذلك الساعة السابعة يوم الجمعة 2016 -5 – 27
في مسرح بيت الكرمة
تقديم وعرافة الفنان سليم ضو
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير