نَكْبَة أُم!! بقلم: أزهارأبو الخير- شَعبان.عَكّا
2016-05-13 17:30:54
نَكْبَة أُم!!
كانَت,
عَروس رائِعَة , فاقَ جَمالها كلَّ جَمال..
أم , تعبت وَأنجَبَت أطفال وَ أطفال..
أطعَمَتهم وَأسْقتهم لِكي يُصْبحوا رِجال..
زَرَعَت بهم حُبها , حُب الله وَحُسنَ المَقال؛
أرْضَعَتهم , لِكي لا يَنسوا مَلامِحَها! 
أرْضَعَتهم لِكي لا يَستطيع عَدُوُّهُم مِنهم أن يَنال!
كانَت تعيشُ بطمأنينة , تنعَم براحَة البال,
وَفي يَوم هوجمَت , نزفت , وَكانت قَريبَة مِن الاغتيال!!
تشرَّدت , ظلمت ظلم يَفوق التصور وَالخيال,
حُمِّلت أعباءًا لا تقوى عَليها الجِبال,
هُجرَت وَفارَقت الأحْباب , وَنُعِتَ يَومها ب (يَوْمُ الاسْتِقلال)!! 
وَأصبَحت قيدَ الاحْتلال,
باتت مَنكوبَة , حَزينة , خالية مِن الجَمال,
تناشدُ أيُّ أحَد مارٍّ وَلكنها!
تُقابَلُ بالإهْمال!! 
وَأطفالها الذينَ لم يَعودوا أطفال,
كبروا وَ أصْبَحوا رجال,
مِنهم مَن دافعَ عَنها وَكانَ مِن الشُّهَداء الأبطال,
ف بَكتهُ بِدَمْع حارِق , وَصَرْخة أُعْتُبِرَت في الدّين حَلال!
وَمنهُم مَن تركها تنزف حَتى الآن!!
نزيفُ قَيْدها , وَنزيف ابنها الذي لم يَسأل عَنها حَتى سُؤال!
وَمنهُم مَن تذكر أمه وَفضلها عَليهِ وَقامَ بالجدال..
وَأخذت تُقوّيه مِن بَعيد بَعيد , مِن خلف الظِلال!
وَمنُهم مَن سَلَّمَ أمرَه لرَبهِ وقال:
"هذا قضاء وَقدَر وَالقضاء ليسَ فيهِ جِدال"
وَمنهم مَن ظنَّ أنهُ أراحَ نَفسَهُ!!
فَ باعَ أمه , أخوته وَنَكَرَ كل الأفضال!!
وَخانَ رحمًا تألم في المَخاض وذاق الأهوال؛
وَنسيَ أنه سَيُحاسَب في يوم ليسَ فيهِ جدال...!

 بقلم: أزهارأبو الخير- شَعبان.عَكّا
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق