خطأ ترجمة امين خير الدين
2016-06-23 13:08:30
خطأ
جدعون ليفي
هآرتس 2016/6/23
ترجمة امين خير الدين
ترجمة امين خير الدين
بالخطأ وقف الجنود فوق الجسر، بالخطأ رشقوا السيارة العابرة على الشارع بوابل من الرصاص، دون أن يعرفوا مَنْ بداخلها، بالخطأ قتلوا الفتى، بالخط أصابوا أربعة من أصحابه بجراح بالغة، بالخطأ ظنّ الجنود أن ركاب السيارة ألقوا الحجارة، وسكبوا الزيت على الشارع، بالخطأ اعتقدوا أنه يحق لهم أن يطلقوا النار كما يحلو لهم، وبخطأٍ واضح اعتقدوا أنه إذا ألقى فتى حجرا يُسمح لهم أن يقتلوه، وبالخطأ أعلن ج.د.ا. أن جنوده قتلوا "المخرب"، وجرحوا رفاقه، وفقط بعد وقت قصير صحح ج.د.ا. الخطأ، واعترف أنه "بالخطأ قُتِل الفتى" ، وبالخطأ نسي الإسرائيليون أن طريق 443 ، الطريق الرئيسي إلى العاصمة، يمر في قلب الأراضي المحتلة، وفي أراضي القرى المجاورة، وأن سكان هذه القرى لا يُسْمح لهم بالسفر عليه إلى أيّ مكان.
بالخطأ يعتقد الإسرائيليون أن هذا الوضع سيستمر إلى الأبد، وأنهم سيسافرون على هذا الطريق، وعيون الأطفال تلاحقهم بتعب بانكسار، من شبكة الطرق التحتية التي شُقّت لهم، ومن جيب القرى المحاصرة التي قلّة ممن يسافر على هذا الطريق سمع ‘بها، وأقل منهم يهتمّ بها.
بالخطأ يعتقد الإسرائيليون أن أصحاب الأراضي المغْتصبة سيطأطئون رؤوسهم دائما، إزاء المسافرين على هذا الطريق الذي مزّق حياتهم، بالخطأ تُفسّر المقاومة على أنها إرهاب، واغتصاب الأرض حماية للقانون، وقتل الفتى دفاع عن النفس، وبالخطأ تدّعي إسرائيل أنها الضحيّة، وبوقاحة زائدة، يتهم الناطق بلسان وزارة الخارجية الفلسطينيين بقتل الفتى.
وبالخطأ يوكّل بالتحقيق بالحادث قائد كتيبة بنيامين، ألوف مشنيه اسرائيل شومير الذي بنفسه قتل فتى ألقى حجارة – ولم يُحاكم على ذلك، ولم يُقال من منصبه
مقبول على شومير الذي يعرف بماذا يُحقّق، وبماذا لا يُحقّق، قبل أن يُحيل الملف إلى الشرطة العسكرية، وبالطبع قال له جنوده: تصرّفنا تماما مثلك، أيها القائد.
شومير نفذ حكم الإعدام على الفتى المُناسب، فلم يُحْسب عليه خطأ، أخطأ الجنود في طريق 443 في تنفيذ عملياتهم، لذلك قتلوا بالخطأ، وبالخطأ يعتقد الإسرائيليون أن حياتهم على هذا الشارع في خطر: حياة الفلسطينيين أكثر خطرا.وبالخطأ كتبت الصحف – "كمين في الطرق" (يديعوت أحرونوت). "خطأ تكتيكي" ( يسرائيل هيوم). "قُتِل بالخطأ" (معاريف) وبأفضل تلاعب بالكلمات للإعلام المتعاون.
في الحقيقة ليس ثمّة خطأ لأيّ مما ذُكِر، محمد رفعت، ابن ال 15 سنة، العائد مع ستة من أصحابه من السباحة الليلية، في منتجع المياه "لين لاند"، بعد الإفطار في نهاية صيام يوم من رمضان، لم يُقْتل بالخطأ، والجنود الذين قتلوه لم يقتلوه بالخطأ، هادي بدران أحد المسافرين الذين جُرِحوا ، قال لمحقق "بتساليم" إياد حدّاد: إنه سمع صوت حوالي 15 طلقة نارية، وإطلاق النار على السيارة كان عن بُعْد 40 – 50 مترا، الأمر الذي يؤكّد عدم وجود خطر على حياة الجنود.
أطلق الجنود النار على السيارة المسافرة بوحشيّة، وعن سبق إصرار. ولم يكن لديهم أية معلومة عَمَّنْ بداخلها، غير حقيقة مصيرية وهي أنهم فلسطينيون، لذلك لم يكن هذا إطلاق نار بالخطأ، كان هذا قتلا متَعَمّدا،ثمّة مَنْ درّبهم عليه، وقال لهم ليس مسموحا فقط، بل ضروريا. لو أنهم قتلوا فتى آخر، يلقي الحجارة، لكانوا قد مُنِحوا أوسمة على بطولتهم.
وبازدواجية ، في يديعوت أحرونوت. لو أنهم قتلوا الفتى المُناسب.
الخطأ الحقيقي يكمن في الاعتقاد، بأنه مسموح لهم إطلاق النار على فتى يلقي الحجارة ويلوذ بالفرار، هذا الخطأ مُتَعَمّد، كل ما فيه مُتَعَمّد، لكنه متعمد مع سبق الإصرار، وبنوايا خبيثة هي السبب لكل ما يجري هنا منذ البداية.
2016/6/23
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير