آدابٌ يجب مراعاتها بقلم: د.نجيب صعب ابوسنان
2016-07-13 16:19:27
اجتياح عارم لا يعرف الحدود ولا يقف عند حد، ويعمل على تفكيك روابط وأواصر المحبة، الاخوة، الصداقة والتعامل الانساني، الادبي والاخلاقي بين الافراد في البيت الواحد، في الاسرة الواحدة، في المحيط الواحد وربما تمتد جذور هذا الاجتياح لتشمل شرائح ونواحي المجتمع بغالبيته.
فلا يخفي على أحد ما نراه ويراه الكثيرون من تغير واضح في العادات والتقاليد وفي النواهي والآداب التي يترتب على كل إنسان التعامل بموجبها والتمشي على منوالها. فقد نما وتربى الاجداد والآباء على إحترام الغير وخاصة كبار القوم وكبار السن منهم، والامر هذه الايام أخذ في الانقلاب رأساً على عقب وربما نتساءل عن سبب حدوث هذه الظاهرة وغيرها ولا من مجيب، فلا نجد اليوم إحتراماً لهؤلاء كما يجب، ويبرز ذلك أكثر ما يبرز في المناسبات ، فنرى التسابق بين الناس على أشده وخاصةً الناشئة أو أصحاب المراتب الاجتماعية والرسميّة والجماهرية في غالبيتهم يزاحمون الوجهاء والمشايخ ورجال الدين ومن أكبر منهم سناً ومن جميع  الطوائف ضاربين عرض الحائط الآداب الاجتماعية والنظم والعادات والتقاليد التي نشأ عليها المرء، لماذا ؟؟؟ لماذا ؟؟ فيجب وبدون تردد إحترام ومراعاة هذه الآداب.
وأكثر من ذلك وفي كثير من الاحيان الاب أو الام في طريقه الى فقدان كرامته أو منزلته في العائلة بسبب تصرف نفر من الابناء وعدم الاكتراث بما يقولون أو العمل بموجب توجيهاتهم الانسانية، فأين هؤلاء من القول ، " ما رضاء الله إلآ من رضاء الوالدين " ، " أكرم أباك وأمك "، هذه الآداب لا شك أنه يتوجب مراعاتها والتمشي بموجبها.
نسمع ويسمع غيرنا ما يقوم به نفر من الشّباب وربما الشّابات من تصرفات غير لائقة وينعتون بعضهم بعضاً بصفات وكلمات نابية قد يشمئز منها الضمير في غالب الاحيان أو بدون خجل وبإزدراء للغير وعدم الاكتراث بما يقولون وقد لا ينتبهوا بالمرّة لما يحيطهم من ملاحظات وإنتقادات لمصلحتهم أولاً وآخراً، وهم غير مبالين بذلك ، أين آداب التعامل بينهم ؟ هل هي في إجازة!! والجواب قد يجوز كذلك.
وعلى الغالب يسمع الجمهور والعابرة في شوارع هذه القرية أو تلك من يقود سيّارته في ساعة متأخرة ويظن ان الله سبحانه وتعالى على حد تفكيره طبعاً لم يخلق سواه، أو أن الباري عز وجل خصّه وتفرّغ من كل شيء في خلقه،  ويسمعك أصوات مسجل وربما بلغة أجنبية، يملأ الفضاء دون إكتراث بآداب الطريق وبآداب التّصرّف وبالاخلاقيّات وإحترام مشاعر الآخرين، وما يدعو الى العجب أيضاً أنه هذا الشاب وسواه لا يفهم ماذا يسمع ويفهم فقط أنه يضج دون تفكير ... فلماذا كل هذا ؟ أليس من الافضل إحترام الآداب  وإعطاء نموذجٍ للشباب المسؤول ويقلعون عن كل هذا؟؟
وما يلاحظ أيضاً لدى نفر من الناس، ومن السائقين الناشئين، يقود سيارته وبسرعة فائقة داخل قريته وكأنه يركب طائرة وربما تكون سيارته المتواضعة غير مؤمّنة ولا سمح الله يقع في مشكلة عند وقوع حادث معين. والانكى من ذلك أن يصادف ساحة دوار معين فبدلاً من أن يمتثل الى إشارات المرور وقوانين السير، تراه يخالف ويقصّر المسافة ويتجاوز الدوار ليس بموجب القانون ولا كما تمليه عليه الاشارات وبسرعة فائقة، هذه الظواهر متوفرة يومياً وفي كل مكان تقريباً.
هذه الظواهر السلبية هي مرض يفتك في المجتمع ، فالحرية أيها الشّباب الناشئ لاتعني أن نزعج الغير،  ولا نتصرف بما يتنافى والانظمة والقوانين، ولا أن تفعل ما تشاء ولو كان ذلك على حساب كرامة الغير، فالديموقراطية والحرية للفرد الواحد تنتهي عندما تبدأ حرية سواه، فمهلاً ، مهلاً أيها المرء، حاسب نفسك وراجع اوراقكَ إذا تمكنت من ذلك لوجدت أن الامر ليس كذلك، وربما عدلت وأقلعت عن هذا التصرف وإنصعت بالتالي بمبادراتك الى الآداب المعمول بها، عندها تكون أنت المبادر وأنت المقبول والمحترم لنفسك أولاً.
وأخيراً لا بد من الاستذكار والتذكير بأن الانسان مهما جدّد وقاد أفخر أنواع السيّارات، ومهما علا وأرتفع في المراتب على إختلاف أنواعها، ومهما ظن أنه الوحيد في هذا الكون، ومهما تكبّر أو إستهزأ بالغير، وكذلك مهما حصّل من علوم ، ومهما قاد من أعمال وظن أنه الاول والفريد من نوعه، كل هذا لا يمكن أن يجدي أن لم تكلّل الصفات المذكورة ونظيراتها بالآداب الاجتماعية والثقافية على إختلافها.
فهيّا معاً نعمل شيباً وشباناً ، رجالاً ونساء مسؤولين من كل القطاعات للحفاظ بقدر الامكان على هذه الآداب لنُجنب معاً المجتمع إستمرار طريقه الى الانحدار نحو الهاوية ورؤية أمورٍ لا تحمد عقباها.
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق