"من أينَ لكَ هذا الجفاءُ،أيُّها الماتورُ السّاديُّ؟!" بقلم:شريف صعب-أبوسنان
2016-07-14 21:03:28
بقلم:شريف صعب-أبوسنان
أليسَ لكَ قلبٌ، أيُّها الماتورُ الظالمُ...تأخذُ أبناءَنا إلى متاهاتِ الغيب الأبديّةِ،في طريقِ الّلا عودةَ...وترديهم قتلا،كما يُردي صّيّادُ جائرُ حسّونًا يتفلّى على غصنِ شجرةٍ ،يعزفُ معزوفةَ الطّبيعةِ البهيّةِ ويشنّفُ آذانَ ذوي الصّمَمِ،يُحاورُالنّسيمَ العليلَ ويتراقصُ على نَغَماتِ حفيفِ اوراقِ الشّجرْ!؟
ما هذا الجفاءُ؟!أليسَ لكَ أخٌ وأختٌ وأهلٌ وأبناءٌ؟!
لقد صنعوكَ من المعادنِ العنيدةِ لتحمِيَ من يحتمي بكَ...كمصفّحةٍ تقي مَن بداخلها من شرِّ قذائفِ الأعداءِ،فإذا استُهدِفتْ فهي أوّلُ ما تُفجِّرُ من احتمى بها!
ألم تشعرينَ يومًا،أيَّتها الدّراجةُ النّاريّةُ الغدّارةُ،بأنّ للأُمّهاتِ قلوبٌ تعتصرُ حزنًا وتموتُ ألَمًا على ابنٍ راحَ دمُهُ هدرًا،وقد ربتْهُ بدمِ قلبها عشراتِ السّنينِ وأطعمتهُ من عطاءِ وحنانِ ثديِها أقدارًا كبيرةً من المحبّةِ حتّى أضحى جزءًا من فؤادِها؟!
أهكذا تُجتثُّ الأفئدَةُ،عُنوَةً؟!
ألم تعلمْ أيُّها الحديدُ البليدُ بأنّ هناكَ خطيبةٌ أو زوجةٌ أو طفلةٌ بريئةٌ،تنتظرُ بفارغِ الصّبرِ عودةَ الحبيبِ،أعزِّ ما في الدُّنيا،ودخولَهِ إلى البيتِ بعدَ غِيابٍ،يحملُ أكياسَ النّقارشِ والحلوى وأصنافَ الأطعمةِ مُغلّفَةً بأغلفةٍ من الحنانِ والعِشقِ والهُيام!؟
هلّا عميَتْ أبصارُكَ،أيُّها الماتورُ الأخرسُ السّاخرُ،عن أطفالٍ يرتعونَ،لا يطيبَ لهم عيشٌ إلّا بينَ أذرُعِ آبائهم،وفَوقَ أكتافِهِم...أهكذا يهونُ عليكَ أنْ يدفِنَ الآباءُ أبناءَهم،بهذهِ السُّهولةِ،دونَ أن تفرحَ قلوبُهم بهم!؟
(جميلٌ ومُنيرٌ وصافٍى،وزكيٌّ وسعيدْ...وأحمدٌ ونهيدْ...والمَخفيُّ أعظمُ!!)من آذنكَ بقطفِ الورودِ وهي في"عِزِّ"تفَتُّقها،ومن أجازَ لكَ إرداءَ ظبيٍ يلهو ويرتعُ بينَ الخمائلِ وفي مُروجِ العشقِ...والزُّهور!؟
قاسٍ قلبُكِ أيَّها الماتورُ الظالمُ...
خَفِّفْ خُطاكَ عن الآمالِ واسمعْني إنَّ المدامعَ قد فاضتْ مآقيها
لا تغدُرَنّ عزيزَ القـــومِ..تُؤلِمُني فالموتُ يُفقِدُ للدّنيا معانيها!!
رغمَ كلّ ذلكَ،فإنّني أعجبُ من هذه الهجمةِ عليكَ،أيّها الماتورُ "الخائن"من قِبَلِ هذا الشّبابِ الطّائشِ، الّذي لا يعملُ لذبحِ قلوبِ الأحبّةِ أيّ حسابٍ! لقد أغراهمُ الهَوسُ وعماءُ البَصَرِ والبصيرةِ...وهم يهرولونَ نحوَكَ كهرولةِ فراشةٍ حمقاءَ نحو النّورِ أو النّارِ الحارقةِ،أو كحملٍ وديعٍ نحوَ ذئبٍ جائعٍ،مُعتقدًا أنّهُ...أُمُّهُ!
كُفَّ،بِحياتكَ،عنِ التّلاعُبِ بقلوبِ الغوالي واتركْ لهم أحبّتهُم!إنّني أركعُ أمامكَ، أتَوَسّلُ أيُّها"السّاديَ"لتُخفّفَ من همجيَّتَكَ ولتحوِّلَ قلبكَ،ولو للحظةٍ،إلى قلبِ أمٍّ أو زوجةٍ أو خطيبةٍ أوطفله طاهرة!!
...معَ كُلِّ ذلكَ أخشى أنْ يكونَ قلبُكَ هذا قد امتزجَ معَ قلبِ ذلكَ الفارسِ الّذي اعتلى صهوتَكَ وقد طارا،غافلَينِ...مُغفّلَينِ،إلى عالمِ النّجومِ والغَيبِ،الّذي لا رجوعَ منهُ...مهما طالَ الزّمانُ!!!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير