ان نقول الأشياء التي يجب ان تقال بفلم كميل فياض
2016-09-15 13:16:51
ان نقول الأشياء التي يجب ان تقال :
نحن احياناً لا نقول الاشياء التي يجب ان نقولها ، لا بقصد الكذب أو التمويه والخداع ، بل ببساطة لأننا نكون ضالين ، او مخطئين ، او محجوبين عن الحقيقة ، او لأننا جبناء ..
ولا يوجد اشد سوءاً واكثر سخرية ومأساوية من التمسك بالخطأ .. والأشد من ذلك تقديس الخطأ وتنزيهه عن الخطأ او حتى عن الشك بذلك .. مثلاً : البارحة وفي نشرة الاخبار عرضوا فيديو لبعض الدواعش وهم يعذبون اسراهم ، وهم مقيدي الايدي والارجل ، يرفعونهم مقلوبين برافعات الجزارين ، وقد نحلت اجسادهم من التجويع حتى بزرت عظامهم .. وما ان رأت ابنتي هذا المنظر الرهيب المقزز حتى بدأت بالبكاء ولعن امريكا والعالم ..
وقد اجهشت بالبكاء قبل ذلك بأيام لمنظر طفل يرتعد كله مما اصابه من قصف بالمواد الكيماوية على يد طيران بشار الاسد ..
شخصيًا لم ارى ولا ارى ولن ارى ان هناك جريمة حسنة واخرى سيئة ، جريمة يسار مباركة وجريمة يمين ملعونة ، جريمة بيضاء وأخرى سوداء ..
.. جميع الذين يقترفون جرائم هم ابناء شر واحد .. هذا ما اراه .. مع ذلك هناك – لكن - .. ولكن هذه للتفرقة بين ان ننسب الجريمة والقرف لرب او لإله في السماء ، وبين ان نقر بأن ذلك من ايدي همج رعاع ومن افكار همج رعاع ..
اقول ان لم نقل الاشياء التي يجب ان تقال ونحن على علم بما يجب ان يقال في هذا ، فنحن شركاء ، اما في صنع الخطأ عن جهل وضلال ، واما عن قصد وبينة وعن سبق اصرار ..
ما يفعله الدواعش مستمد ومستوحى من القرآن مباشرة ، ولا حاجة لأي وسيط مفسر او مؤول ..
ففي القرآن (آيات) تقول : اقتلوهم ، صلبوهم ، قطعوا ايديهم وارجلهم ، احرقوهم ، عذبوهم " يعذبهم الله بأيديكم" الخ ..
والدواعش وامثالهم ممن مضوا وحضروا ، انما يقترفون تلك الجرائم البشعة طاعة لله ولرسوله وكتابه .. وقد لقيت تلك (الآيات) ما استجابت له نفوسهم ، من حيث الفطرة التي فطروا عليها من الاجرام والشر .. فجينات هؤلاء الدواعش تعود لقبائل عاشت على الغزو والسلب والقتل والاغتصاب قبل مجيء الاسلام ، وما الاسلام الداعشي سوى تزكية وعمادة وتقديس وتخليد لتلك الافعال الجاهلية..
وإلا ليتجرأ علماء الدين وفقهاء الشريعة ومثقفي الأمة لاستئصال تلك التعاليم من مصدرها ، والابقاء فقط على (آيات) الخير والحب والتسامح والعدل ، التي من المفروض ان تكون غايتنا الانسانية جميعاً
.. وفي القرآن كما في التوراة تناقضات تنم عن أكثر من اله واكثر من رب ، في الوقت الذي يأتي كل من القرآن والتوراة بدعوى التوحيد " واذا كان ثم الهة غير الله لفسدتا" غير ان الاله الذي يدعو للخير وللشر في وقت واحد هو اله يعاني انفصامًا شخصيًا ، او ان الكلام الذي يُبَسمل له ليس من عند الله ولكن فقط باسمه .. وكثيرة هي الدعوات المزدوجة ان في التوراة وان في القرآن، على مثال : "ونفس وما سواها ألهمها فجورها وتقواها" او مترادفة على مثال : "وجادلهم بالتي هي احسن - ثم قاتلوهم حتى يسلموا او يدفعوا الجزية عن يد صاغرة " وفي التوراة يأمر الله يشوع بذبح الاطفال والنساء وحرق المدن ..
اقول هذا لكي لا يظن ظان بأنني أتقصد الاسلام حصراً ، فلنحارب كل تعاليم تدعو للشر ، في اي كتاب مقدس وغير مقدس ، لأي مذهب كان ولأي فلسفة .. وكلمة انصاف واقرار لا بد منها ، وهي ان غالبية المسلمين ليسوا دواعشاً ، بل يستنكرون افعالهم ويرفضونها ، وربما اكثر ضحايا الدواعش من المسلمين ..
كميل فياض
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير