صدور الكتاب الثاني للإعلامي والكاتب محمد بكرية " روحٌ محمولةٌ على الريح"
2016-09-26 16:26:52
صدور الكتاب الثاني للإعلامي والكاتب محمد بكرية , تحت عنوان " روحٌ محمولةٌ على الريح" , والذي يتأـلف من أربعة أبواب , من الشعر والنثر,صدر الكتاب عن دار النشر " مكتبة كل شيء, ويقع في مئة وستين صفحة من القطع المتوسط.
بعض ما جاء عن الإصدار بقلم الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر
أوركسترا الحياة أقوى من فحيح المدافع...
بالدهشة أُصبت حين باغتتني كلمات الكتاب.
قرأته وتابعت مطالعته انترنتيا وورقيا حتى القمر لا الرمق الأخير.
انقوعة مستخلصة من عصير الكلمات تفوح مع كلّ هفهفة بجناحي فراشة الشعر والنثر.
عندما تتسلق تضاريس النصوص تنهال التداعيات من مرتفعات الكلام الشاهقة، وتتدلى شلالا من عبير ينزلق على صخور هاوية الوجع نحو قاع منحدر من الفكر العميق العميق.
يزاوج الشاعر بين طبيعة الله وطبائع الانسان فيمتشق من خاصرة الوادي ضمّة من الرموز الثقافية المستفيضة تلقم ثقافتنا كغلاية من القهوة التي تغازل نار الفحم بتوظيفات غير معهودة.
يدق بكرية أوتار خيامه في كلّ مكان، إنسانيٌّ هو في مفاهيمِهِ العابرة للتأطير والرامية للتأثير،  ويفتحها للضيوف كخيمة إبراهيم فوق الجبل مفتوحة من كلّ الجهات. فيها الفرات والعراق وإبراهيم وإسماعيل وهاجر وموسى كليم الله والاشوريون وكافور وأبو الطيب وشكسبير الذين يتهادون في قوافل الحجيج صوب افق انساني راق ورائق.
يتعانق عنده الحاضر الموجوع مع الماضي المرجوع والواقع المصدوع.. ان كان عراقيًّا أو محليًّا سوريًّا يتناثر على سواحله اللاجئون..
أمه، والدته، ارضه، بلدته حاضرة في صور الكتاب.. حاضرة لأنه يتنفّسها ويتنسّمها في كلّ لفظة تلامس الورق.
يوحّد الشاعر الديانات من أقصاها إلى كنائسها فيجعلها مئذنة تطلق حنجرة الإمام لتتمازج مع رنات الأجراس المتدفقة في المدى.
لا يتوانى الكتاب عن خلخلة التوازنات فتشرق من الغرب شمسُه وتنكسر أشعّتها في الجنوب.
يموسق هذا الكتاب الصدى والسدى والهدى والعدا.. في توصيفات تسكب نضارة في صحراء تغزوها غثاثة المعاني..
يهتمّ بكرية بالإيقاع لكنه ينحّي المعنى.. بين العفيف واللطيف والخفيف والطفيف والظريف والعقاب والقباب والغلام والظلام والحرب والسلام... ينساب مرزاب الحكم والمفاهيم والاستخلاصات.. يرنو إلى الخَلَاصَات ....
يطرز محمّد كلماته كثوب تراثيّ أصيل مشغول بالمحبّة ينسج في أكمامه أكاليل من الشوق والشوك بتشبيهات وصور خلابة (ارفع قلبي عاليا)  
بكرية يوظف الحضارة، بمهارة، بشطارة ونضارة ولا يبخل علينا بالعُصارة.. يستحضر التاريخ والجغرافية ويُبَوْصِلُها في مسافات الريح من نيرون روما إلى سين باريس إلى نابليون الذي يخطف قلب الشمس.. إلى هوميروس أثينا عبر ثنايا الإلياذة والاوذيسة بين الحاضر والامس..
لغته منقوعة في مرطبان مليء بالقراءات والاطلاع والتجربة، كلبنة أمه المكعبلة المخللة في زيت الزيتون الأصليّ .. ومثل كوب من الرزّ المنقوع في طشتية مغمورة بالماء قبل تجهيز الغداء، في غلاية تصهر مفرداتها وتشويها على المِرْجل لا المَرَاجل الطنّانة والرنانّة والخاوية كصوت الطبول البتول..
صفوة القول التي تختزل مسافات الشعر والنثر هنا هي عبارة تتركك في حالة من ذهول.. (إني وقد انتصرت اليوم على شهوة الدم سأغني.. سأغفو ملء جفني وأغني).. ونحن معك، الشاعر الخلّاق محمد بكرية، سنغني.. ملءَ الوتر سنغني، وبعمق الجرح سنغني وبحضور الحنجرة سنغني، فأوركسترا الحياة تطيح بفحيح مدافع الحرب وتغني.. معك سنغني..
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق