زينة المرء أدبه بقلم: الدكتور نجيب صعب – أبو سنان
2016-09-29 20:22:06
زينة المرء أدبه بقلم: الدكتور نجيب صعب – أبو سنان
"زينة المرء أدبه" هذه المقولة تحمل في طيّاتها معان سامية, معان أنسانية خلا قة,معان تشعر بالأداب والسمات والصفات الحميدة التي يترتب على كل ابن أنثى أن يتحلى بها على مر العصور وفي كل الأمصار.
وقد خلق الله المخلوقات بحكمة وبقدرة قادر غاية في الحكمة وغاية في التنوع والمتناقضات والمتشابهات منها الأيجابية وأخرى السلبية.
فأذا ألقينا نظرة ما على المجتمع لوجدنا وبسهولة متناهية أنواعا عديدة,كثيرة ومتنوعة من الرجال والنساء والفتية والفتيات, متنوعة بالأشكال ,بالمناظر وبالملامح والآراء, وبوجهات النظر , ومن هذه الرجال والنساء, الفتيات والفتية الكثيرون الكثيرون ممن يتشابهون أيضا بالصفات وبالتصرفات وبالأعمال والأحوال على أختلافها, وأذا تعمقنا بنظرتنا هذه لوجدنا أصنافا من الرجال يختلفون بنوعية مهامهم الأجتماعية والعائلية والجماهيرية, فمنهم قد يكون فلاحا بسيطا يعتاش من كده وجده في حقله ومزروعاته, قنوعا بما رزقه الله, أديبا دمث الخلق, يتعامل مع الآخرين من القريب أو البعيد بكل أدب, وينتهج نهج حياته بموجب الأداب المعمول بها والمتّبعة في حياتنا اليومية وفي مقدمتها احترام الذات والغير.
وقد نرى مربين ومعلمين من الجنسين يقومون بتأدية واجباتهم بكل أمانة وأخلاص, منهم من يزينه أدبه ومنهم على العكس,فمن يزينه أدبه وأخلاقه طوبى له ثم طوبى ومن هو على العكس فبأس المصير.
ومن ناحية أخرى يمكن أن نرقب وعن قرب ممثلين جماهريين من شتى الأتجاهات أن كان ذاك على الصعيد المحلي الأقليمي أو القطري, فمنهم من يعتبر فخرا للأنسانية بتأدية واجبه وبتعامله مع الآخرين دون فرق في المكانة والحالة الأجتماعية أو الأقتصادية, ويرى منهم أخوة بكل معنى الكلمة, ومنهم على العكس يتطلع الى الآخرين من فوق, يتعجرف ويسيىء الأدب في كثير من الأحيان لدى تعامله مع الناس, نعم....نعم.... الأمثلة كثيرة ومتنوعة لمن يرغب أن يتفهمها جيدا , فليرقب ذلك عن كثب.
وفي ناحية أخرى قد يشعر المرء ويحس عن قرب وعن بعد برسالة الوالدين تجاه أبنائهما من الجنسين, ترى الوالدين بعطفهما وحنانهما الخالصين, وبتواضعهما المبني على القناعة والأتزان وبنهيهما للأبناء عن المنكر وغرس
الآداب والنواهي الأنسانية الخلاقة في نفوس الأبناء والبنات في كيفية التعامل, أحترام الغير, الكرامة, التواضع ودماثة الخلق, فلا شك أن تربية من هذا النوع قد تولد وبالتأكيد نهجا أدبيا وأجتماعيا, ينمو هؤلاء الأبناء والبنات على هذا المنوال, فطوبى لمثل هؤلاء, وهنيئا لخلفهم بهما, وكذلك هنيئا لمحيطهم لذويهم ولمجتمعهم.
وفي المقابل, يمكن للمرء أن يرى وبدون عناء والدين من نوع آخر, بعيدين كل البعد عن الآداب, يزرعون في نفوس أبنائهم روح العنف والقسوة, أو اتباع طرق غير أنسانية في حياتهم اليومية, تراهم لا يكترثون مطلقا بمستقبل أبنائهم وبناتهم, في ظروف كهذه تكون صفاتهم بعيدة عن الآداب الأجتماعية, وتقوي ميولهم نحو أمور سلبية, فبربكم أي دور يؤدي هذان الوالدان؟ وما يرتكبان من أخطاء بحق أبنائهما وبناتهما في مثل هذا النهج؟ أليس من الواجب الأنساني والأجتماعي نبذ أمثال هؤلاء, نزولا عند مبدأ الحفاظ على المجتمع ونقاوته من مثل هذه الشوائب؟؟.
وكذلك أذا أبعدنا قليلا في نظرتنا لوجدنا أن الكثيرين من أبناء الجيل الناشىء من الجنسين يتحلون بأخلاق حميدة, ويزينهم أدبهم في تصرفاتهم ومعاملاتهم ونهجهم في المحيط الذي يعيشون فيه وخارجه أيضا, والذين يزينهم أدبهم بارك الله فيهم وسدد المولى خطاهم.
وقد نرى في ناحية أخرى نفرا من الجيل الناشىء يتصرفون عكس ما ذكر تماما, وهؤلاء يجلبون اللوم والمساس بوالديهم من قريبا ومن بعيد, وقد يكون هؤلاء محطا لأنظار الشواذ, وربما يتحولون ألى مصدر أو مرجع للأنحرافات أو للسلبيات فيما بعد, لأن غياب الآداب لديهم قد يفسح المجال لتنمية السلبيات دون ريب.
الأمثلة كثيرة ولا حصر لها في المجتمع الأنساني, قريب كان أم بعيدا, والكل يعلم أن هذا المجتمع يزخر بأنواع عديدة ومختلفة من بني البشر من الجنسين, منهم من يتحلون بالآداب وأدبهم هذا حقا يزينهم, ومنهم من يفتقرون له.
وعليه مفروض علينا نحن بني البشر, نحن جماعة المخلوقات المفضلة عند رب العالمين, نعم مفروض علينا أن نتحلى جميعا وأن نتزين جميعا بآدابنا في حياتنا وفي تصرفاتنا تجاه اقرب وأبعد الناس منا, ولا ندع الغطرسة تسيطر على عقولنا, لأن المرء أن كان خلوقا وأديبا, فلاحا أو مربيا, ممثلا للجمهور, والدا أم أما, طبيبا أو محاميا, أو صاحب مركز مرموق, أن لم يزينه أدبه أولا وقبل كل شيىء لا فيه ولا في منصبه أو وظيفته أو مكانته, لأن مقياس الأنسان في أدبه لا بماله ولا بمرتبته ولا بكبر عائلته أو صغرها, فمن المفضل أن يسير المرء في هذا المسار ليدعم ترابط أفراد المجتمع وتعاونهم وتفاهمهم وألتفافهم نحو مستقبل وحياة أفضل.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير