د .علي منصور كيالي واحد من ابرز الذين حاولوا ويحاولون علمنة القرآن بقلم كميل فياض
2016-10-20 14:04:27
د .علي منصور كيالي واحد من ابرز الذين حاولوا ويحاولون علمنة القرآن واضفاء الصفة الكونية عليه بعد تأليهه.. وله فيديوهات على اليوتيوب يشرح من خلالها آيات وسور قرآنية بصورة تأويلية اراد لها ان تتلاقى مع ما يقوله الفيزيائيون حيال ادق كشوفاتهم وتحقيقاتهم وانجازاتهم مع ما يرتبط بأسرار المادة والكون والقوانين التي تسيره..
.. ولتفنيد ادعاءات د. كيالي حول تأويلاته ومطابقاته القرآنية ازاء بعض الكشوفات العلمية اعرض بعض ما قاله مع تبيين الحقائق المُغفلة.
لقد حاول كيالي التوفيق بل المطابقة بين مفهوم الذرة كما جاء في القرآن ، وبين مفهوم الذرة كما جاء عند علماء الفيزياء ، دون ان يأت بأي دليل منطقي على المقارنة والمطابقة ، اذ ان كلمة ذرة ما قبل اكتشاف الذرة حديثاً ، هو اسم عام أطلق على خواص مادية كثيرة دقيقة في الصغر ، كمفرد دقيق القمح ، والغبار ، وحَب الرمل والتراب الخ.. وقد اعتمد كيالي الآية التي تقول في سورة النساء " ان الله لا يَظلِم مثقال ذرة " ثم يذهب الى اقل من ذرة فيقول : " ولا يُظلَمون نقيرا " فما هو النقير ؟
النقير هو صوت النقر الذي هو ضرب على باب بقفا اليد ، او هو ضرب على طبلة ،او هو حفر بالمنقار كما يفعل (ابو النقَّر) على جذوع الشجر .. لكن د. كيالي تجاوز المعاني العادية للنقير وراح ينسب النقير لجُسَيم او جزيء داخل فوتون الذرة ، أسمي (كوارك) نسبة لمكتشفه كما يبدو وهو فيزيائي ياباني ، و(الكوارك) يظهر ككرة تتحرك بسرعة في خط عمودي داخل الفوتون الذي هو نواة الذرة في مركز فضائها ويصغر الذرة بمئة مرة او بمئة الف مرة كما قال استاذنا الكيالي ،ومعنى السورة (لا يُظلمون نقيرا) اي بما هو اقل وزناً وحجمًا من الذرة ..
لكن الملاحَظ ان الكيالي تحوَّل من الحديث عن شيء الى الحديث عن صوت لشيء ، عن النقير مفترضاً ان النقير هو صوت الكوارك داخل الفوتون .. والسؤال كيف عَرَف استاذنا ان صوت هذا الجسيم كالنقير، اين دليله ؟ فلربما هو كالصفير او كالحفيف الخ ، او ليس كالأصوات التي نعرفها ، او هو بدون صوت.. !
بعد ذلك يقول الكيالي ( بل ان الله لا يظلم بما هو اصغر حجمًا ايضًا من (الكوارك) بقوله : " ولا يُظلمون فتيلا " والفتيل يصادف ان يكون حسب النظرية الخيطية اصغر شيء ، وهو آخر ما توصل اليه الفيزيائيون عن ادق جزيئات المادة ،اذ يقولون ان داخل كل نواة ذرة يوجد الف خيط تفصل بينها فراغات ، واحد هذه الخيوط الطاقية اصغر من الذرة مئة مليون مرة ، فالله لا يظلم بما هو اقل من حجم الذرة بمئة مليون مرة .. وهنا يتوقف كيالي عن المناقصة ، اذ ان العلم لم يكتشف بعد ما هو اصغر من تلك الفتائل الخيطية ، ولربما يكتشف بعد بضعة اعوام ما هو اصغر منها ، فما عسى الكيالي ان يفعل من اين سيأتي بمصطلح قرآني يتماشى مع الكشف العتيد ؟
ثم يتابع د . كيالي خوضه (العلمي) في تأويلاته حول " ياجوج وماجوج " وقيام الساعة ..
وقد احضر قصيصة من ورق على شكل مثلثين متعاكسين موصولين ، بحيث اذا طواه يصبح مثلثا واحدا ، وهكذا فسر الآية التي تقول "يطوي السماوات كطي السجل" واضعا الارض حسب نظريته في وسط المثلثين اي وسط الكون باعتبار الكون محدود وواضحة حدوده في الشكل – كما يتصور – رابطا الفكرة ايضاً بفكرة " الحشر يوم العرض" ولذلك جعل الارض في اضيق نقطة من الكون بما يخدم فكرة الحشر والتضييق .. وأقول : ان مصدر هذه النظرية (الورقية) راجع الى فكرة الوسطية في الاسلام والى ان الأرض مركز الكون ..
، فهل محاولات كيالي هي علمنة الدين ، ام تديين العلم ؟ وهل يصح ان يكون الدين هو القاعدة التي نحاكم بها العلم ام المفروض العكس ؟
.. لكنه وهو صاحب درجة دكتور في احد العلوم ، يضع شهادته جانباً ليستسلم لمنطق ايماني ساذج تأويلي اعتباطي واضح فاضح كما ظهر هنا..
أخيراً اقول : ربما ليس العالم الموضوعي سوى فراغ محض ، وما نعرفه عن العالم - سواء بصفة علمية او عقائدية - هو تشكيل داخل الحواس والوعي بأفكار ومصطلحات وتصورات ومشاعر، تتطور بمعزل عن الحقيقة، وبمعزل عن الحقيقة يمكن ان نقول ما نشاء ونفسر ونؤول ما نشاء ..
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير