أريدها سلامًا بقلم: نوران ضرار كتاني
2016-10-30 12:48:53
شتياقي لها ليس غريبًا أبدًا فهي بلدي قبل أي شيئ ، غُربتي عنها لأيام أو حتى لساعات يُشعرني باليأس الشديد ، وما قد يغير مزاجي حينها هي عودتي لها وشمُ هوائها الذي يُشبعني حُبًا ..
أعيش في مدينة من أجمل المدن على حدِ سواء ، رغم الصعوبات التي قد تمر بها وبأي مدينة أخرى إلا أنها ستبقى أجملها بذهني ورأيي..
مدينة ألَمَت بطوائف عديدة داخلها ، علمتنا جميعًا المساواة والاحترام وتقبل الآخر مهما كان..
فما كنت ، فأنت انسان !
انسان ومن حقك كل ما قد يشعرك بالأمان والاستقرار ، أماني وأمني هو هنا ، في حضنها الدافئ ، في شفاعمرو ..
كوني انسانة ، وكونكَ أنتَ انسانًا فلا يهمني على ما نختلف .. اختلافنا لم يكن بخلافنا أبدًا ..
فالاختلاف لم ولن يولِد خلافًا .. دعنا نكن على هذا النحو ..
دعني أكون كما أنا ، حتى لو كان ألاخرين لا يريدون كيف أكون
دعني أكون مختلفًا بِفكري ، بلوني ، بجنسيتي ، دعني أكون مختلفًا لأي عرق ودين أنتمي ، ما هي حالتي وكيف أعيش!
دعني أكون إنسانًا ، إنسانًا وحسب.
دعنا أن نكون غنيين الفكر والعقل ، بعيدين عن التخلف واللحاق بالخراف والجهل الذي قد يسود الأرجاء
دعني أقول شيئا ، بلدي هي بلد الجميع ، مهما كان فيها الاختلاف من الناس والبشر أجمعين ، فهي ستحضن الجميع على حد سواء ، دعني أكون انسانًا يحلم ببلد آمنٍ ومستقر ، بعيدًا عن جميع المشاكل العنصرية والتافهة!
فما زلنا نعيش وقد تمر صوبنا أمورًا لا بد من الحديث عنها ، فما زلنا ليومنا هذا نفرق بين عربي وأعجمي ، نفرق كونك مسيحي وكوني مسلمة ، ما زلنا نفرق بين هذا غني الحالة وذاك يعاني الفقر ، ما زلنا نفرق بين أبيضِ وأسود ، ما زلنا ليومنا هذا نُخمِن ونعطي معطيات خاطئة للذي أمامنا ونحنُ خاليين المعلومات عنه سوى صورة أمام أعيننا..
ما زلنا ليومنا هذا يدَعي البعض العنصرية الشنيعة لكونه مختلف !
أريدها سلامًا ، أريدها بلدًا خالية العيوب ، أريدها بلدًا لا تهتم لهذا وذاك سوى أن الذي بجوارك هو" انسان"
أريدكَ أن تفهم ما هي "الإنسانية" وما تتضمن من خلالها ..
أريدها آمنة من المخاطر والالتحاق بالسوء ، أريدها مزدهرة كل حين ولعلها باقية..
فهي بلدي ، ومن حقي الشغف بها ، أوتعلمون؟
"يكفي أنها بلدي لأهواها " ...
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير