جَسَد ! بقلم: أزهار أبو الخير- شعبان.عَكّا
2016-11-13 18:44:18
مِن الظواهر السّلبية جدًا التي يَجب أن يُبث في عَواملها وَمُسبّباتها وَنتائجها وَحُلولها على الدّوام طبعًا هِي ظاهرَة النظرَة الجنسيّة مِن قبل الرّجال للنساء!
ليسَ غريبًا ما أتحدث عنه أبدا, فهناك الأغلبيّة السّاحقة مَن الشّباب وَالرّجال باتت نظرَتهم للمَرأة تحملُ بكلّ مَعانيها تقريبًا نظرة جنسيّة فقط وَعلى هذا النّحو يَتم التعامُل مَعها! وهذا خط أحمَر.
الجنس هُو غريزة طبيعيّة لدى كِلا الطرفين إلا أنّ هذهِ الغريزة يَجب أن تُعامَل بطريقة لبقة وَفي مَكانها وَزمانها الصّحيح ليسَ أكثر!
نظرَة الرّجل للمَرأة وَتعاملهُ مَعها عَلى أنّها مُجرّد جَسَد فقط هِي نظرَة تبعثُالإشمئزاز وَيجب أن تكون مَرفوضة كليًا مِن قبل الجَميع حتمًا.
خُروج المَرأة للتعليم أو لسوق العَمل لا يَعني أن تُصبح سَهلة المَنال! وَلا يفتحُ الباب للرّجل لأن يَنظر إليها كونَها سِلعة جنسيّة لا أكثر!
هناكَ العَديد مِن العَوامل التي تزيدُ مِن انتشار هذهِ الظاهرَة السّلبية المُقزّزة مِثل فَوضى التّكنولوجيّات, الضّغوطات النفسيّةوَالإقتصاديّةوَالإجتماعيّة عامّة, تذويت فكرة الجنس بصورَة خاطِئة, هشاشة المَشاعر التي تنهشُ بالمُجتمع وكأنه يَفتقر للعاطِفة! وَالعَديد مِن المُسبّبات المُختلفة من شخص لآخر.
إضافة إلى المُجتمع الذّكوري المُجحف أحيانًا بحَق المَرأة وَمَكانتهاوالذي خُلقنا بهِ وأحاطنا بَبعض مِن مَفاهيمهِ الخاطئة للأسَف,فقد مَنحَالرّجل حَق شرعَنة تعاملهِ مَع المرأة على هذا النّحو وَهذا خطأ فادح جدًا أيضًا.
مَن لا يَستطيع أن يتحَكم بغرائزهِ! فليتعالج بكلّ بَساطة.
المَرأة إنسان وَروح أيضًا وَيَجب التعامل مَعهُ عَلى هذا النحو بإنسانيّة وأخلاقيات وَليس القفز عَن هذا الجَمال الدّاخلي وَالتقوقع فقط بالنظرَة الثاقبة للجَسد!
ذلكَ اللّعاب الذي يَسيلُ مِن الرّجل عِند رؤيةالأنثى وَتلك النّظرات المَليئة بالجوع العاطِفي يَجب أن تجدَ حُدودًا لها بَعيدًا عَن التّلاعُب بمَشاعِر الآخر وَمُحاوَلة استغلالهُ!
أصَبَحت المَشاعر وَكأنّها مُجرّد تسلية أو تمرين عَلى قَضاء وَقت فَراغ لا أكثر وَأصبحَ التّحرش الجنسي ذنب مَغفور لهُ أو أمرًا عاديًا يُمكننا التغاضي عنهُ بكلّ بَساطة!
لستُنسويّة أبدًا وأؤمن بالحُقوق الكافية لِكلا الطّرفين ذكرًا كانَ أم أنثى وَلستُ أكتب لكي أدافع أو أطالب بمُساواتها مَع الرّجل والخ...لأن الله خلق الذكر وَالأنثى كلّ على خلقهِ ليسَ إلا, أنا أكتب من باب حُلم الرّقي الأخلاقي لمُجتمعنا.
لنَكتفي مِن التّعامل مَع المَواضيع المُحيطة بنا بسَطحيّة وَغَباء, لِنَتعمّق قليلاً كي نُدرك كيفيّة التعامل الحَقيقي والصّائِب مَع القضايا, لِكي يَبقى لنا عَلى الأقل أشياء جَميلة مِن حَولنا تُخفّف عَنّا وَطأة القبح المُجتمَعي!
العاطِفة ليسَت خطأ أبدًا عَلى العَكس بَل جَميلة وَلكن استغلال هذهِ العاطِفة بصورَة خاطِئة وَتحويلها إلى نَمط حَياة هُو الخطأ بعينهِ.
يَجبُ حَثّ عُقولنا وَقلوبنا عَلى الإجتهاد أكثر لكي نَستطيع تفريق الحُب عَن الرّغبة أو الشّهوة وَهذا جَوهر الحُلول.
هُناك فُروق وَاختلافات بيولوجيّة كانَت أو اجتماعيّة لا يُمكن إخفائها وَتفاديها بَين الذكر وَالأنثىوَلكن هذا لا يُعطي أي فرصَة أو أي حَق حَتى لو كان صغيرًا جدًا لأيّ رَجل أو لأيّ مُجتمع أن يُعامل المَرأة دونَ المُستوى أو بنظرَة سَلبيّة مُعينة أو استعلائيّة وخاصّة إذا كانت نظرَة جنس أو جَسَد فقط.
عَلى أمَل دائِم بارتقاء المَفاهيم وَالحَياةالإجتماعيّة!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير