كنتُ ألتحفُ ظلمتَهُ أبحثُ عن سكينتي بقلم سهى طه
2016-11-21 14:08:25
كنتُ ألتحفُ ظلمتَهُ أبحثُ عن سكينتي . طالت ساعاته وما وجدتُ ضالّتي ، وجدتني بعدَ طولِ انتظار أتخبّطُ داخلَ دائرة أسوارها عاليه بالكاد يطالها نورُ القمر .
حاصرني بردُ الفراغ فانكمشْتُ على ذاتي وطوّقتُها بذراعيّ المرتجفتين واللاتي لم تطالا بعضهما البعض لاتّساع مخاوفي ووحدتي ، أخفيْتُ رأسي بينَ قدميّ وفتحتُ النافذةَ أمام خيالي كي يحلّقَ بعيدا قبلَ أن يطاله ذاكَ الحصار .
بعدَ حينٍ ، لا أعي كم كان ، ربما ساعات أو أيّام ، ضعفَت الأطراف وما عادت تقوى على حمايةِ الجسد وتطويقه ، ذبلَت الجفون التي تعبت من ترقّب ما قد يأتي ، بعدها فقط أيْقنتُ أيَّ حالٍ هوَ الحال ..فكّرتُ ..تخبّطتُ ..إنّ الأرضَ التي أحتمي بها ما عادت عنوانا للثبات ، رفعتُ ناظري كي أطلبَ يدَ العونِ ..كانَ الجميعُ قد رحلوا فقد داهمهم نورُ الصباح ..استيْقظتُ حينها من غفوتي ومسحتُ دمعةً ترقرقت بالاحداق ..!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير