ادب وشعر | حرفيش وعائلة سرحان وملحمة الزابود بقلم زايد خنيفس

الاحد 29.09.2024

الرئيسية >> ادب وشعر

(اضف تعقيب)

حرفيش وعائلة سرحان وملحمة الزابود بقلم زايد خنيفس

29/11/2016 - 01:05:13 am

"ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلاّ بالقوة"، لا اعرف اذا كان هذه المقولة الشهيرة للقائد المغفور له سلطان باشا الاطرش تنطبق في هذه الايام على مشهد هدم بيت عائلة سرحان في قرية حرفيش، التي حلمت ببناء بيت لابنها العائد من خدمته، بزيه العسكري فهنا وضع الشاب كرفاقه دمه على كفه. الحدود على بُعد امتار في تعرُّج السلك الكهربائي فرضته جغرافيَّة وتضاريس المنطقة ورائحة الوعر القريب، يحدّد شكل حلم شباننا في بناء بيتهم الزوجي والا فإلى أين يلجأ هؤلاء وقد ورثوا ارض الاجداد والاباء وسلاسل بنتها ايدي الفلاحين فهناك اثار الدماء لم تنمحِ،

ما زالت بقعها على حجر الصوان الابيض وفي وسطه اللون الاحمر فقد اتخذت الالوان من تربة وسرب حجل في السفح يبحث عن بذور الارض وعيون الطير في الاتجاهات والشمال والحجل هنا يدرج في الارض ويعرف عبث الصيادين ويحاول الا يقع في مرمى النار والحجل كحّله هواء حرفيش وعائلة سرحان بَنَت حلمها في ارض الاباء والاجداد، لم تحلم ابدا ان ترى جدران العش الجميل تنهار بلحظة بواسطة جرافة ساقها حاقد عينه على الارض وعلى سرب حجل يدرج في السفح.

عائلة سرحان تعرف واجبها واخلاصها للدولة لكن الاخيرة لا تعرف الاخلاص ولا حروفها والخارطة الهيكلية والتخطيط هناك على رفوفهم وجواريرهم والكشف عنه اصبح من الاسرار الامنية لدولة لا تعرف الاخلاص لمن اخلص لها وعائلة سرحان لم تبن حلمها وبيتها على ما يسمى "اراضي الدولة " واطماع اراضي دائرة اسرائيل التاريخية بل على قطعة من جسدها وقبل ولادة هؤلاء الجدد وانفاسهم الاولى ولا اخفي اعتزازي في الاهل في سفوح جبل الجرمق وسفوح احتضنت سيدنا النبي سبلان وبهاء الدين عليهما السلام اللذان مرّا من هنا وعودتهما تبقى من هنا في قرع الطبول والرجوع الاخير "والزابود ملحمة" سطرها الاهل في بيت جن ومن لا يعرف العرين فهنا بيوت النسور والصقور "وما اخذ بالقوة، لا يبقى حق الا في القوة "جملة اصيلة تعرف ترجمتها اتلام الجرمق ومن لا يعرف "ملحمة الزابود" فنوجهه الى لافتة نحو ظلال الشجر الباسق فهنا حفرت ملحمة الابطال ومن هنا هربت وفرت فلول شرطتهم وانقلبت سياراتهم نحو الوادي واثارها ما زالت هناك وهنا وقفت قيادات بكل معاني الكلمة ولم تخف وزيرا ولا رئيسا، بل خافت من وجه خالقها وعرفت معاني الوجود فوق ارضها وكرامتها وصدحت كلماتهم وعزيمتهم سفوح الجرمق ونامت على وجه الندى نسور وصقور لا ترمي لها قوافل عساكرهم وشرطتهم وقنابلهم وغازهم وعائلة سرحان يفرض الواجب المعروفي الا تكون لوحدها في السفح القريب من جسد واحد وحرفيش المطلة على المقام الشريف وان كان القوي يبني بؤرة استيطانية مثل عامونة، حسب قوانينه وعلى ارض لا يملك صكها فان القوي والظالم وان زاد جبروته فان الاهل هنا في الربوع وصلهم الامتحان والساعة قريبة بإذن الله.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير

تعليق فيسبوك

تعليقك على الموضوع