"وحشةُ شجره"
شعر:شريف صعب_أبوسنان
سامحيني أيَّتُها الشّجرةُ العاريةُ
فقد قصّرتُ معَكِ
يا من تجثُمينَ رازحةً تحتَ وطئةِ...العاصفةِ الهوجاء
الباغيه
الّتي تهزُّكِ هزَّ القمحِ في غِربالِ الزّمَنْ
فيا لها من مِحنْ...
لقد عرَّتكِ رياحُ تشرينَ العاتيه
من أحِبَّةٍ، كنتِ تحتضنينَ...حتّى الثُّماله،
كاحتضانَ جَدّةٍ لأحفادها اليتاما
فلكمْ رقَصْتِ على دُفوفهم في ربيعِ أيّامك...النُّدامى
واليومَ أنتِ خائفةٌ من زمهريرٍ...لا يرحمُ
ولا يحسَبُ للإباءِ والكرامةِ والشّيبِ أيَّ حسابٍ
....فهو لا يسمعُ أنّاتِ العذاب.
مسكينةٌ أنتِ أيّتُها الحزينةُ الّتي عُدتِ عاريةً
كما وُلدتِ من بطنِ أُمِّكِ،الأرضِ الظالمه
...لقد خُلِـــــــــــــــقتِ وعَلِــــــــــــــقتِ
وما عليكِ إلّا أن تستعِدّي
للجولةِ القادمه
في خريفٍ آخَرَ أظلمُ وأعتى
لا شفَقَةً في قلبهِ
إلّا لفروعِكِ الواهيه
الّتي تتوقُ لقطَراتِ مَطَرٍ جامحه
ولعهدٍ جديدٍ تملؤهُ الحياةُ... يهيجُ ويموجُ
كإيّلِ ظباءٍ ملأتْ أنفَهُ رياحُ النّزوةِ
...وتستدرِجُهُ سبايا الغزوَةِ ...
فهو يرغبُ بحلَقاتٍ ثالثه
ورابعه...
وخامسه...
عاجزٌ أنا عن إعانتكِ أيّتُها الشّجرةُ العاريه
فلا حيلةَ عندي لإخراجكِ من براثنِ الزّمنِ،كما لم تكُنْ
لي قُدرَةٌ على إسعافِ والدي...وجَدّي...وجدِّ جدّي
...وجدّتي...
فالحكمةُ
في
خلقهِ
ساريه!!!