"مؤتمر السّلام الدّرزي...مؤتمر النّضال،شرقُ أوسَطٍ جديد!"
بقلم:شريف صعب_أبوسنان
ما أكرم أخلاقكم وما أعظم نخوتكم،يا بني معروف..ما أغيركم على قول كلمةَ الحقّ في وجوه الظالمين!!
ما أشدّ عزيمتكم من أجل الكرامة والشّرف الرّفيع ومن أجلِ إرساء دعائم العدالة والسّلام.
إنّ مؤتمر السّلام هذا لا يبعثُ في النّفسِ إلّا العزّةَ والإباء ونحنُ السّبّاقون إلى فعل الخير والدّعوة للمعروفِ والنّهيِ عن المُنكرِ وإجارة الجار وحمايةِ عابر السّبيل ...وإغاثةِ المظلوم والملهوف...هذا إذا كان عندهم آذانٌ تسمعنا وأعينٌ ترانا!
فمن مُنطلق حرسنا على فعل الخير وغيرتنا على تغيير الوضع القائم بادرنا لهذا المؤتمر العظيم لإحلال السّلام والمحبّةِ بين أبناء العمومةِ،بعد حروبٍ ونزاعاتٍ دامت ما يقارب قرنًا من الزّمن.
ففي كلّ مناسبة يلوّحون بشعاراتٍ واهية عن...المحبّة والسّلام والعدالة والتّصالح وعن صفاء النّوايا وعن"إن جنحوا للسّلم فاجنح لها"،فأين نحن،يا تُرى،من كلّ هذه الشّعارات الّتي لا فرق بينها وبين الكفالات الّتى بلا رصيد!!!
لقد عجزت المؤتمرات الدّوليّة والدّول العظمى ورجالات الدّين وأرباب السّياسة الإقليميّة والعالميّة في تغيير ما بقومٍ، دينهم العنادُ والعنجهيّة والقوة والرفض والإحتيال والتّعالي على العدل والموضوعيّة والطّمع وتجاهل الحقِّ الّذي هو سليل المنطقِ...و"البلص" فعجزت وعجزت...والآن وصل دورنا نحن،بنو معروف، فما استعصى على العُظماء سيكون سهلًا بالنسبةِ لنا فأقدمنا على ما أقدمنا...وها نحن نشعر بعد المؤتمر شعورًا آخر،فلقد تغيّر شرقنا العزيز."وسوف يُسجّلُ التاريخ،حتمًا،عندما سيحلُ السّلام...بفضلنا، أنّ شرارته "الأولى" قد انطلقت من مؤتمر السّلام الدّرزي الّذي عُقد في يركا العامرة!" وها قد أضحينا نَختال عهدَ السّيّد المسيح المنتظر في أحلامنا، في بلادنا...وفي شرقنا،بشكلٍ عام،وكيف "سيرتع الذّئب مع الشّاةِ ...والنّمرُ مع الجَديِ!!"
ولما لا؟!فبعد أن أصبحنا الآن،نحن الدّروز، مواطنين من الصّفّ الأول، لنا مواقفنا ولنا ثقلنا وتأثيرنا وبعد أن حصلنا على كلّ ما نريد من حقوقٍ مدنيّة واجتماعيّة وسياسيّة وماديّة،وبعد أن أُعيدت لنا كلّ أراضينا الّتي صودرت وحصلنا على ميزانيّات، بأثرٍ رجعيٍّ، عن السنواتٍ العجاف الخالية،وبعد أن حُلّت كل مشاكلنا التّطويريّة وصودقت جميع خرائطنا الهيكليّة وحُلّت مشاكل البيوت غير المُرخّصة، الّتي أوصلت أيضًا بالبُنى التّحتيّة، ،وبعد أن صُنّعت فرانا وفُتحت المصانع فيها،وبعد أن حصلنا على كلّ ما يلزمنا وأضحينا مُتساوي الحقوق... والواجبات،كأيّ مواطنٍ يهوديّ...روسيّ أو أثيوبي...بعد كلّ ذلك، ولدحرِ المَلَلِ الّذي ينتابنا وينتاب زعماءَنا، وجدنا أنّه من الأَولى بنا أن"نتفرّغَ"لإحقاق الحقّ ولدفع عربة السّلام المُتعثّرة دفعًا جادًّا إلى الأمام،لأنّهُ بدون لفتةٍ من قياداتنا سوف لا ينتهي الوضع القائم في شرقنا العزيز...فقَصدُنا شريف وديننا حنيف!
كلّي ثقةٌ ومحبّة واحترامٌ وإجلالٌ لقيادتنا الّتي تحلم بأن يكون لها دَورٌ في حلّ المُعضلة الشّرق أوسطيّة وليسَ عجبًا،فهذا دينُنا وهذا ديدَنُنا وتلك قِيَمُنا،ولكنّ الآذان الصّماء الّتي ترفض الإنصياع لإرادة الّله ولنداءات الشّعوب من جميع أنحاء العالم،هذه الآذان ستبقى صمّاء،كما يبدو،عن كلّ الإرادات الشّريفةِ.. وحتّى عن حقوقنا نحن،حقوقنا الّتي لا جدلّ عليها،والّتي تتعامى قلوبهم عنها...صمّاء، حتّى يحلّها حلّالٌ ويأذنُ الّله بالفرج!!
في النّهاية،أعتقد أنّه كان أولى لو دُعيَ للمؤتمر ممثّلين عن الكتل المختلفة الّتي تُشكّل الائتلاف الحكومي وعن اليمين المُتطرف،حصريًّا،ليسمعوا الأصوات المُدوية في المؤتمر...لربّما يعودون إلى رُشدِهِم!!