كَكابوسٍ علينا التعايش معهُ رغمًا عنّا !
قد جفّ قلمي مِنَ المعاناة ألّتي تعيشها بعض الدول بسبب الحروب والدمارِ والخرابِ الذي يأسرنا وينهش فينا ، وقد تعبنا من الكلام والصراخ بكل ما فينا ليشعر البعض أنّ العالم انهكه صوتُ طفلٍ صغيرٍ يُعذّب تحتَ إسم المال أو الدّين أو الطائفة ، فلَم يعُد فينا صوتٌ يُبكينا ، يأِسنا من كلّ شيئ تحتَ إسم العنف ، دَمّروا شعوبًا وأماتوا أناسًا ليسَ لها أي ذنبٍ اقترفته ، وضعوا الدّين في المقدّمة ، فكلّما كبّروا بإسم الدّين قتلوا طفلًا ، وكلّما هلّلوا بإسم الدّين حرقوا عجوزًا ! بربّكم عن أيّ دينٍ تتحدثون؟
فالدّين بريئٌ منكم ومن أفعالكم ، فَلم نُخلق لنتعلّم بأن الدّين إرهاب! ولَم نسمع أبدًا أن قتلَ البشر عادة روتينية علينا التعايش والتأقلم معها .. وكأنّهم يقتلون ألنّاس دون حتّى رفّة عينٍ تؤذيهم أو ضميرٍ نائم فيستفيق !
كلّ الأديان السماويّة أُنزِلَت من الله سُبحانه وتعالى رحمةً للخلقِ جميعًا ولم ينصَّ أي دين عن حلال القتل وإهدار أرواحِ البشر!
في ظلّ هذه الانتهاكات ألأليمة ألّتي توجعُ كلّ قلبِ "إنسان" ، تليهِ سعادة باهتة باقتراب العيد وكيفية الاحتفال بهِ
لا أعلم كيفَ سيكون هذا العيد هذا العام ، ولا أعلم عن أي سعادة وفرحةٍ قد تبهجُ قلوبنا أثرَ كل شيئ بات بائس من حولنا ، فكيف أن نكونَ سعداء وخلفنا ألملايين لا ينام ليلهُ؟ وكيف لنا أن نضيئ الأنوارَ والشجرِ وحلّة العيد بأنواره والملايين قد ذابت قلوبهم رمادا؟
فوللهِ قد تعبت عيوننا من البكاء على أشلاءٍ وجثثٍ لا يحرّكها ساكنًا ، وقد فاض القلب عن حدّه وجعًا من صورٍ لأخبارٍ لموتى
كفى ، وقد تعِبَ الّلسانُ منها ، كفى لأننا لا نريدُ حزنًا داميًا ، كفى لأننا لم نعد نتحمّل كلّ هذا الأذى !
أرجوكُم كَفى ، كنّا نهربُ من العنفِ بالنّوم ، أصبحنا نهرب من النّوم خوفنا على أن نحلم بما حلّ بواقعنا
أما لكلّ الأمة المسيحية ولكلّ ألأرجاء من حولنا فكلّ عامٍ وأنتم بألف خير ، علّه أن يكون عيدًا مليئًا بالحبّ وألأمان ، ولعلّ العالم ينامَ سالمًا بعيدًاعن كلّ ما يؤذيه.